غسان عزب .. لا يوجد ثقافة مسرح لدى مجتمعاتنا .. بقعة ضوء كان بوابتي لأدوار مهمة في التلفزيون ..
|| Midline-news || – الوسط – خاص ..
حوار : بادية الكيزاوي ..
- ما حكاية المسرح والتمثيل معك ؟
- عملت بالمسرح قبل دخولي المعهد العالي للفنون المسرحية ، بدأت مع فرق الهواة ، ثم شاركت مع مسرح الكبار للصغار التابع للمسرح لقومي ، كنت حينها أصغر الممثلين عمراً ، بعدها دخلت المعهد العالي للفنون المسرحية ، دخولي للمعهد كان له الدور الكبير في صقل موهبتي أكاديمياً .
بعد تخرجي عام 1988 من المعهد ، عملت في المسرح ، وشاركت في مسرحيات كثيرة ، وكان لي فرصةالمشاركة في السينما في فيلم / الليل / لمحمد ملص ، و فيلم / آه يابحر / للمخرج محمد شاهين .
في البداية لم أشارك في اعمال تلفزيونية .. والناس بغالبيتها العظمى لا تعرف إلا نجوم التلفزيون وبعضهم لا يعترف بالممثل إلا إذا شاهده على التلفزيون ، لذلك بدأت اشارك في مسلسلات التلفزيون مهما كان الدور صغيراص أو ثانوياً ، بهدف إثبات حضور على اشلاشة الفضية ، إلا أن هذا حصرني في أدوار متشابهة ونمطية ، صغيرة وقليلة .
توجهت خلال هذه الفترة للانتاج المسرحي ، فأنتجت مسرحية / مات 3 مرات / وكانت نقطة تحول في المسرح الخاص ، لكن لعدم وجود قاعات مسارح للعروض الخاصة ، أوقفنا العرض ،
وبسبب عدم توفر مسارح ، وعدم وجود إنتاج سينمائي خاص ، أصبح الممثل المسرحي في الظل ، وتحول الانتاج التلفزيوني لتجارة ، وصار التلفزيون يسيطر على الوسط الفني ، والعاملون في هذا المجال أصبحوا يبحثون عن ” الرزق ” وإرضاء المنتج للاستمرار .
مشاركتي في مسلسل بقعة ضوء من الجزء الاول كانت بمثابة العودة إلى الدراما التلفزيونية بشكل أفضل ، واستمراري حتى الأن في المشاركة فيه منحتني فرص جيدة ومهمة .
- إلى أي مدى يستطيع المسرح السوري بوضعه الراهن أن يعكس هموم وآمال المواطن والمجتمع ؟ هل يجد المجتمع في مسرحه متنفساً له ؟ بمعنى هل يؤدي المسرح الراهن دوره المطلوب ؟
- المسرح بوضعه الراهن عاجز عن القيام باي شي طالما انه لا يستقطب نجوم الدراما ، وليس هناك ثقافة أو تقاليد مجتمعية عند الجمهور للذهاب إلى المسرح ، وحضور العرض ، ومعظم الجمهور هم من الوسط الثقافي أو أهالي العاملين بالعرض ، وفي فترة من الفترات الممثلين حفظو الجمهور .
- يتعاقب على المجال الدرامي والمسرحي أجيال متعاقبة من الممثلين والمخرجين والمؤلفين ، ما ملاحظاتك كيف يمكن لهذا الكم من العاملين في الدراما ان يقدموا ما هو متألق ومتابع ويقدم رسالة؟
- المسرح ينقصه التمويل والدعم والتشجيع وتوفير صالات عرض ، لأنه في دمشق لايوجد سوى صالتين وغير معدتين بشكل كامل ومناسب .
- ما يلاحظ في العمل المسرحي كما في الدراما التلفزيونية والسينما والأغنية تداخل التخصصات الفنية ، فالفنان المسرحي يكون حيناً ممثلاً وحيناً مؤلفاً أو مخرجاً أو معدّاً . لماذا هذا التداخل ؟ هل تؤمن بالتخصص الفني ؟
- كنا كممثلين نساعد في أعمال الديكور والاضاءة ، وأحيانا ننام في المسرح ، لتقديم عرض نرضى عنه ، طبعا كان عملنا تحت إشراف مختصين ، ونحن نساعد لاننا نعمل بحب .
- في الموسم الرمضاني كان لك مجموعة من الإطلالات ، لو تذكر لنا أهمها ؟
- في هذا الموسم الرمضاني شاركت بالأعمال التالية :
- قناديل العشاق .
- بقعة ضوء 13
- أزمة عائلية.
- الإمام .
بالإضافة لمسلسل ترجمان الأشواق الذي لم يعرض هذا الموسم .
- في قناديل العشاق قدمتَ دوراً جميلاً له مرجع تاريخي واقعي …كم أفادك هذا ؟ وهل درست الشخصيات الحقيقة ؟ ولماذا برأيك تركَ دورك هذا الاثر في نفوس المشاهدين والنقاد ؟
- صحيح ، في مسلسل قناديل العشاق شاركت بشخصية سرحان ، الرجل الأعمى الذي يعيش مع صديقه الكسيح ، فهو يحمله على ظهره لكي يدله على الطريق .
هاتان الشخصيتان موجودتان في الحكايات الشعبية ، وتوجد صورة لهما في كتب التاريخ ، لكني لم أفكر بالمرجعية ، وإنما قمت بدراسة الشخصية بحسب الموجود بالنص .
ولكي أنجح كان بجب أن أحب الشخصية ، رغم أنها كانت متعبة ، وكان يجب أن أحب شريكي بالعمل ، هذا ترك تأثيراً كبيراً لدى المشاهد ، فالشخصيتان كان لديهما نفس كوميدي ، وعند وفاة شريكي في العمل ، عبرت عنها وكأني أنا الذي مات .
أنا سعيد بهذه الشخصية لأنها أخرجتني من نمطية الأدوار التي كنت ألعبها ، فالشكر للمخرج سيف دين السبيعي الذي أعطاني هذه الفرصة .
- من المخرج الذي انتزع من غسان الإبداع والدهشة ؟
- سيف الدين سبيعي كما أسلفت ، وأتمنى من المخرجين البحث عن ما في داخل الممثل ، و ليس النظر إلى شكله ، ولا بد من الإشارة هنا إلى أنه لدينا مجموعة من المخرجين الجيدين ، وأتمنى أن أعمل معهم بأدوار بارزة .
- ما مشاريعك الفنية في المستقبل ؟
- أنتظر ما سيُعرض علي للموسم القادم ، وأتمنى أن يكون أفضل مما قدمت حتى الأن .