دولي

19 عاماً على كمين أنصارية: وقائع التخطيط والأهداف

نحو عقدين مرّا على كمين انصارية، عام 1997، والجرح الإسرائيلي لمّا يلتئم. «أغنية الصفصاف»، هي التسمية التي أطلقها العدو على العملية التي انتهت بكمين أرخى بظلال ثقيلة، ولا يزال، على نظرة إسرائيل الى الذات وقدرتها الاستخبارية والتنفيذية، كما مثّلت صدمة، ضمن سلسلة صدمات، تلقتها إسرائيل في صراعها مع حزب الله وقدراته الاستخبارية. لكل عملية حكاياتها ورجالها. لكن تبقى لعملية انصارية بصمتها. فهي حلقة من مسلسل أبدعه عقل حزب الله المقاوم. ومع أن الكثير من تفاصيلها ستبقى مغيبة بقرار مسبق، لكنها تبقى أكثر حضوراً في تاريخ المقاومة الحديث الذي سجله حزب الله، وأعمق تجذراً في صناعة مستقبل وطن برغم أن ما كشفه حزب الله، عن اختراق المقاومة لبثّ طائرات الاستطلاع الإسرائيلية ليس سوى جانب من احتراف فاق التوقعات في مواجهة جيش ينتمي الى دولة تتباهى بتفوقها النوعي، لكنه فتح الآفاق أمام الخيال كي يقتحم أسواراً كان يعدها من ضروب الوهم، علّه يتلمّس بعضاً من «أعجوبة» المقاومة، التي صنعت تحريراً غير مسبوق في الصراع العربي الإسرائيلي. وبالمعيار العسكري، كان كمين انصارية، المعد باحتراف استثنائي، إنجازاً مدوياً في تاريخ المواجهات بين حزب الله وجيش الاحتلال، وتحول الى معلم شاخص في تاريخ المقاومات في لبنان والمنطقة. ومما يميزه أنه أجهز على قوة النخبة من سلاح البحرية الإسرائيلية المتخصصة في العمليات الخاصة، وحدة «شييطت 13». وهو ما ألقى بظلاله على وعي صانع القرار العسكري الذي أيقن بعد هذه العملية، حجم الأخطار التي تنتظر قوات النخبة لديه إن استمر في عمليات التوغل خلف الخطوط، محاولاً تقليد عناصر حزب الله الذين كانوا يتسللون الى عمق المنطقة المحتلة، ويستهدفون قوات الاحتلال. المعلق العسكري في صحيفة «معاريف»، عمير ربابورت، قال في حينه، إن «التجربة المريرة للجيش الإسرائيلي من فترة الوجود في منطقة الحزام الأمني في لبنان، يفترض أن تثبت أنه حين نعمل بوتيرة عالية من المخاطرة على نحو خاص، فإن هذا من شأنه أن ينتهي ليس بتحقيق إنجازات تكتيكية مرغوب فيها، بل بكوارث كبيرة كما حصل في كارثة الوحدة البحرية «شييطت». كانت الكارثة في انصارية خط الفصل التي أصبح الانسحاب من الحزام الأمني بعدها، مسألة وقت». ما أثقل على إسرائيل، ليس مجرد صورة الانكسار والإذلال وعودة جنود وحدة الشييطت أشلاء، بل إن خصوصية عملية انصارية أنها أتت في مواجهة خيار انتهجته قيادة الاحتلال في حينه، بموازاة وبعد فشل العديد من الخيارات البديلة، وتحديدا عدواني 93 و96، التي راهنت من خلالها على ردع حزب الله، وإحباط عملياته، والحد من مفاعيلها. وكانت خطة قيادة العدو آنذاك، وتحديداً قائد المنطقة الشمالية اللواء عميرام ليفين، خريج وحدات النخبة والعمليات الخاصة، تقوم على نقل «حزب الله» في موقعه القتالي من الدائرة الهجومية وشن العمليات، الى الدائرة الدفاعية وتلقي العمليات. الخيار كما بدا لإسرائيل في حينه، كان ناجعاً ويحمل إمكانات واعدة، لكن نتائج كمين انصارية المؤلمة، كما ونوعا، وفي عملية تجلت فيها أعلى درجات التفوق الامني، كوت وعي قادة العدو، ودفعتهم الى التسليم بسيطرة وتحكم حزب الله في قواعد الصراع ومجريات الميدان.
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
أهم الأخبار ..
بعد 3 سنوات من اختطافه.. جائزة فولتير تذهب لكاتب عراقي موسكو: الرئيسان الروسي والصيني قررا تحديد الخطوط الاستراتيجية لتعزيز التعاون الجمهوري رون ديسانتيس يعلن ترشحه للرئاسة الأميركية للعام 2024 الأربعاء البيت الأبيض يستبعد اللجوء إلى الدستور لتجاوز أزمة سقف الدين قصف متفرق مع تراجع حدة المعارك في السودان بعد سريان الهدنة محكمة تونسية تسقط دعوى ضدّ طالبين انتقدا الشرطة في أغنية ساخرة موسكو تعترض طائرتين حربيتين أميركيتين فوق البلطيق قرار فرنسي مطلع تموز بشأن قانونية حجز أملاك حاكم مصرف لبنان رياض سلامة بطولة إسبانيا.. ريال سوسييداد يقترب من العودة إلى دوري الأبطال بعد 10 سنوات نحو مئة نائب أوروبي ومشرع أميركي يدعون لسحب تعيين رئيس كوب28 بولندا تشرع في تدريب الطيارين الأوكرانيين على مقاتلات إف-16 ألمانيا تصدر مذكرة توقيف بحق حاكم مصرف لبنان المركزي رياض سلامة الانتخابات الرئاسية التركية.. سنان أوغان يعلن تأييد أردوغان في الدورة الثانية أوكرانيا: زيلينسكي يؤكد خسارة باخموت ويقول "لم يتبق شيء" الرئيس الأميركي جو بايدن يعلن من اليابان عن حزمة أسلحة أميركية جديدة وذخائر إلى كييف طرفا الصراع في السودان يتفقان على هدنة لأسبوع قابلة للتمديد قائد فاغنر يعلن السيطرة على باخموت وأوكرانيا تؤكد استمرار المعارك اختتام أعمال القمة العربية باعتماد بيان جدة الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود: نرحب بعودة سورية الشقيقة إلى الجامعة العربية لتمارس دورها التاريخي في مختلف القضايا العربية رئيس جيبوتي إسماعيل عمر جيله: نرحب بعودة سورية الشقيقة إلى الحضن العربي معتبرين ذلك خطوة هامة نحو تعزيز التعاون العربي المشترك، ونثمن الجهود العربية التي بذلت بهذا الخصوص الرئيس الأسد: أشكر خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد على الدور الكبير الذي قامت به السعودية وجهودها المكثفة التي بذلتها لتعزيز المصالحة في منطقتنا ولنجاح هذه القمة الرئيس الأسد: أتوجه بالشكر العميق لرؤساء الوفود الذين رحبوا بوجودنا في القمة وعودة سورية إلى الجامعة العربية الرئيس الأسد: العناوين كثيرة لا تتسع لها كلمات ولا تكفيها قمم، لا تبدأ عند جرائم الكيان الصهيوني المنبوذ عربياً ضد الشعب الفلسطيني المقاوم ولا تنتهي عند الخطر العثماني ولا تنفصل عن تحدي التنمية كأولوية قصوى لمجتمعاتنا النامية، هنا يأتي دور الجامعة العربية لمناقشة القضايا المختلفة ومعالجتها شرط تطوير منظومة عملها الرئيس الأسد: علينا أن نبحث عن العناوين الكبرى التي تهدد مستقبلنا وتنتج أزماتنا كي لا نغرق ونغرق الأجيال القادمة بمعالجة النتائج لا الأسباب الرئيس الأسد: من أين يبدأ المرء حديثه والأخطار لم تعد محدقة بل محققة، يبدأ من الأمل الدافع للإنجاز والعمل السيد الرئيس بشار الأسد يلقي كلمة سورية في اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة الرئيس سعيد: نحمد الله على عودة الجمهورية العربية السورية إلى جامعة الدول العربية بعد أن تم إحباط المؤامرات التي تهدف إلى تقسيمها وتفتيتها الرئيس التونسي قيس سعيد: أشقاؤنا في فلسطين يقدمون كل يوم جحافل الشهداء والجرحى للتحرر من نير الاحتلال الصهيوني البغيض، فضلاً عن آلاف اللاجئين الذين لا يزالون يعيشون في المخيمات، وآن للإنسانية جمعاء أن تضع حداً لهذه المظلمة الرئيس الغزواني: أشيد بعودة سورية الشقيقة إلى الحضن العربي آملاً لها أن تستعيد دورها المحوري والتاريخي في تعزيز العمل العربي المشترك، كما أرحب بأخي صاحب الفخامة الرئيس بشار الأسد الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني: ما يشهده العالم من أزمات ومتغيرات يؤكد الحاجة الماسة إلى رص الصفوف وتجاوز الخلافات وتقوية العمل العربي المشترك