رغم الداء يبقى نسرا شامخا.. الأسير ابو مخ يواجه السجان والمرض
الوسط /الاسير المحرر عطا فرحات / الجولان المحتل:
لطالما كانت ولا زالت دمشق بوصله المناضلين والشرفاء من ابناء الامه العربية وقبلة المدافعين عن فلسطين , فالعمل الفدائي لم يكن يوما ليكتمل لولا الدعم الكبير الذي قدمته القيادة السورية على مدار عقود طويلة .
اسيرنا اليوم ممن تدرب في بداية ثمنينات القرن الماضي في سوريه في معسكرات الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في درعا وريف دمشق ليعود بعدها مع مجموعة من رفاقة لينفذ عملية تعتبر من اهم العمليات الفدائية عام 1986 وهي خطف ومقتل طيار اسرائيلي.ليحكم عليه بالسجن مدى الحياة وليحدد بعدها الى 45 عام.
ابراهيم ابو مخ ابن المثلث الفلسطيني المحتل عام 1948 يتيم الوالدين وله شقيقة واحده , التقيته خلال فترة اعتقالي وسط عام 2007 في سجن الجلبوع قسم 1 شمال فلسطين المحتله , كانت ملامحه تظهر طيبته واصالته كان يحمل حزنا كبيرا بداخله لا يريد فضحه , حتى قال لي يوما انني هنا وسابقى حتى اموت وهي تعني انقراض عائلتي فانا وحيد اهلي وسيمحى اسمنا مع الايام ناسيا ان الابطال لا يموتون ونذكرهم دائما.واضاف جمله رغم بساطتها الا انها تحمل عمقا كبيرا لجرح اسير استثنته كل عمليات التبادل خلال 35 عام وهي ( عندما دخلت السجن كان بيك اب البيجو احدث سياره على الشارع اليوم باتت ممنوعه من السير على الشارع ومنقرضه وانا لا زلت هنا بين اربعة جدران ) جملة رغم عفويتها وبساطتها تظهر عمق الجرح الذي يحمله الاسرى داخل سجون الاحتلال جرح لا يمكن ان يشعر به الا من جربه يوما او عاشه .
الاعتقال
في الخامس والعشرين من اذار عام 1986هاجمت المخابرات الاسرائيلية منزل الشاب ابراهيم حمدان ابو مخ 25 عاما بمدينة باقة الغربية في المثلث،حيث قامت باعتقاله واقتياده الى مركز التحقيق في “الجلمة” ذلك بعد تفتيش المنزل ومحيطه بحثا عن الاسلحة والذخيرة ،كما ترافقت مع حملة اعتقالات لعدد من رفاقه في المثلث منهم وليد دقة ،ورشدي ابو مخ،وابراهيم بيادسة، ،كما اعتقل عدد اخر في نفس الحملة تنتمي لنفس الخلية من قرى الجليل في الشمال عرف منهم داهش عكري من عرابة وتوفيق عبد الفتاح من كوكب ابو الهيجاء.
وجاء اعتقال ابو مخ ورفاقه في اعقاب ما سمي حل لغز اختطاف ومقتل الجندي الاسرائيلي “موشي تمام من مدينة”نتانيا” في اوائل عام 1985وكذلك سفر بعض اعضاء الخلية الى جزيرة قبرص والبعض الاخر الى سورية لتلقي التدريبات ،حيث خضع ابومخ ورفاقه لتحقيقات مطولة ترافقت مع شتى اصناف التعذيب الجسدي والنفسي، لازالت محفورة عميقا في ذاكرة الاسر،لاسيما وان بعضهم لا زال يعاني اثارها الجسدية والصحية،.
حوكم الاسير ابو مخ في المحكمة العسكرية بمدينة اللد بعد ستة شهور من اعتقاله مع رفاقه حيث اصدرت المحكمة عليه حكمها الجائر بالسجن المؤبد ومثله لرفاقه وليد دقة ورشدي ابو مخ وابراهيم بيادسة ،وذلك بتهم الانتماء للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وتلقي تدريبات خارجية واختطاف وقتل جندي اسرائيلي .
المرض
اليوم وبعد ما يقارب 35 عام من مواجهة السجان والصمود خلف قلاع الاسر يعاني ابراهيم من مرض سرطان الدم في حرب جديده مع البقاء والصمود . فمن لم يكسره السجان يوما نتمنى ان لا يكسره المرض اليوم .