وضعنا ثقتنا بالرئيس بشار اﻷسد .. هل فعلنا الصواب !؟.. من صفحة قمر الزمان علوش ..
|| Midline-news || – الوسط …
المبدأ بسيط : بلاد أطعمتني وصنعت مني ما أنا عليه اﻵن ، من أبسط قواعد الشرف أن أقف الى جانبها في اﻷوقات العصيبة .
لقد أعطتني الحياة هذه الدرب وأنا مشيت عليها حتى اﻵن .
نحن السوريون اليوم ، نمر في معبر ضيق شحيح الضوء ، ﻻمثيل ﻷوضاعنا في أي تجربة انسانية أخرى .
نزيفٌ مستمر . انقسامات . اصطفافات . فوضى عارمة . خرق ﻷقدس تقاليد الوطن . تيه وغموض وضياع يلف الجميع .. صرنا بحاجة لمساعدة اﻵخرين كي نعيش .
وكل مانتطلع اليه اليوم الخروج من هذه المشرحة .
منذ بداية اﻷحداث ، الذين وقفوا في جبهة الدولة والجمهورية التي أسسها آباؤنا وأجدادنا كانوا كتلة شعبية وازنة ، هي التي حمت بوعيها وتماسكها ودماء أبنائها أسوار هذه الجمهورية من التفكك واﻻنهيار . فلماذا يبدو اﻵن وكأن هذه الجبهة آيلة الى التصدع واﻻنقسام ؟
حسنا .. الذين تسلحوا بالسلطة كانوا يعانون للأسف من نقص في الوﻻء للمستقبل . ونحن الذين دفعنا الثمن .وهنا كانت عظمة اﻻنسان السوري حين صمم على الخروج من الحفرة ، مع اﻻحتفاظ بحقه في المساءلة والمحاسبة والرغبة في إعادة اﻷمور إلى مسارها الصحيح .
عظمة بدأت للأسف تتناقص ، وسط الحصار واﻷصابع الخفية ، وتتآكل بتسارع تام ، عندما ﻻنجيد الترتيب والنظام ، عندما ﻻنجيد سوى الفوضى .
بعد عقود من مصادرة العقول ، وكم اﻷفواه ، والنفي واﻹقصاء والتهميش .. من حق كل سوري أن يعبر عن رأيه ويعلن : “بعد كل ماجرى أريد أن أكون انسانا حراً ، وﻻيحق ﻷي كان حرماني من هذا الحق”.
ﻻينبغي ﻷحد أن يلتزم الصمت . أو أن يتوقف عن إبداء الرأي فيما يؤمن به أو ﻻيؤمن . أو أن يتردد في المواجهة والعمل على تغيير أوضاعه الفاسدة .. وجدارتنا هنا تكمن في توجيه كل ذلك في اﻻتجاه الصحيح .. وأن يكون شعارنا الموحد “نريد الحياة الحقة رغم أنوف الجميع” .
وهنا سأقول شيئا قد ﻻيتفق عليه الجميع .. ولكنني سأعتبره كلاماً للتاريخ .
لم يخرج شعب من أزمة أو محنة وجودية إﻻ بوجود قائد يتحمل مسؤولياته ويأخذ على عاتقه مصير المؤمنين بخططه ، التاريخ يشهد على ذلك .
منذ بداية الحرب وضعنا ثقتنا بالرئيس بشار اﻷسد . هل كان لدينا وقت لنتساءل : هل فعلنا الصواب ؟
العالم المعادي ، وما أكثره من أبناء قومنا والغرباء معاً ، لم يتركوا لنا وقتاً لنحكم على خيارنا هذا بالخطأ أو الصواب .. هذه القوى التي أرادت أن تبتلعنا أحياء ، لخصت كل سُّعارها بالمطالبة برأس الرئيس .. هذا السُّعار الجنوني أكد شيئاً واحداً هو أننا كنا على صواب حين منحنا هذا القائد ثقتنا .
حين اعتبرنا أن رأس الرئيس هو رأس كل فرد منا .. وبهذه الروح استمرينا الى جانبه تسع سنوات ..
وسنتابع معه حتى نهاية الحرب مهما كان الثمن باهظاً .
لسنا قطيعاً .. ولسنا عبدة فرد ملهم .. نحن شعب يفكر .. شعب يعيش داخل وطن يحبه ويعيش الوطن في داخل قلب كل منا ..
ولهذا سأقول بكل وضوح هنا : ليست كل اﻷمور على مايرام مع رئيسنا ، فقد يحدث كثيراً أن يضطر السياسي الى اتخاذ قرارات ﻻيؤمن بها وغير راض عنها .
من حقه أن يتخذها ، ومن حق أي شخص أن يعترض عليها .. والزمن هو الكفيل في الحكم على ذلك .
أرى أن مشكلتنا الوحيدة مع رئيسنا هي هذه : أنه يحتاج الى رجال حوله يثق بهم .. وفي المقابل نحن نرى أنه يحتاج الى رجال يثق بهم هو وفي الوقت نفسه يجب أن نثق بهم نحن .
عندي أمل كبير بأننا سنتحرر من كل هذا قريبا .. لن يخذلنا الرئيس ، فاﻷمور السيئة يستطيع تغييرها ﻷنها الطريقة الوحيدة لنكون معاً .
ولن يحدث شيء ﻻنسمح بحدوثه .. فبسبب محنتنا أصبحنا أقوى .
سنكافئه باستمرار الثقة .. ومهما نال الشعب من مكافآته ستكون أقل بكثير مما يستحقه هذا الشعب .