وضاح عيسى – دور وظيفي واحد
جريدة تشرين ..
|| Midline-news || – الوسط ..
لم يكن مستغرباً تطابق المصالح والأهداف المشتركة بين النظام السعودي والكيان الإسرائيلي، فالتقارب الحاصل بينهما منذ نشأتهما على يد الصهيونية العالمية ككيانين سرطانيين في الأرض العربية يتزايد بشكل مستمر، لا وفق ما أعلنه معهد «أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي» بأن السعودية، والمقصود هنا نظام بني سعود، ازدادت قرباً من «إسرائيل» بعدما أدركت الأولى أن هناك تقارباً في «الرؤية والتقدير» مع «إسرائيل» بشأن قضايا المنطقة فحسب، وإنما نتيجة للدور الوظيفي الواحد الذي يمارسه الجانبان في تحقيق المشروع الصهيوني على حساب المشروع القومي العربي.
فمن يعتقد أن الراديكالية التي يتمتع بهما هذان الكيانان المصطنعان في قلب الأمة العربية نابعة من عمق دورهما الوظيفي في المنطقة والعالم فقد أصاب جوهر الحقيقة، لأن ممارساتهما اللا أخلاقية في كل مكان من العالم تصب في تحقيق أهداف الصهيونية العالمية في التوسع والهيمنة على الدول ومقدرات الشعوب إرضاء لنهم ذئبيتها المتوحشة والجائعة لكل شيء، ولأن هذين الكيانين يعرفان أن وجودهما هو من أجل تحقيق أهداف مشتركة، لذلك لابد من التقارب والتنسيق فيما بينهما لأسباب ذاتية وموضوعية كانت في السابق تدفعهما إلى السرية وربما بشكل غير مباشر كي لا يفتضح أمر هذا التقارب الذي بات الآن معلناً ومباشراً لغايات لم تعد تخفى على أحد.
العلاقة بين الكيان الصهيوني والنظام السعودي متينة جداً، ولو دققنا جيداً لأدركنا أيضاً متانة العلاقات بين أمريكا وكل من «إسرائيل» من جهة، والنظام السعودي من جهة أخرى، وإن بدت مواقف واشنطن المعلنة في الآونة الأخيرة تجاههما وكأنها «تتعارض» مع ما يقومان به في المنطقة، إلا أن ذلك لايتعدى أكثر من التشويش لخطف وعي الرأي العام الذي أدرك جيداً كل التفاصيل وزجّه بمتاهة أخرى لايستفيق منها إلا بعد أن يكون قد سُوي كل شيء وفق أهواء الصهيونية العالمية التي شعرت بأن مخططاتها وأهدافها باتت مفضوحة رغم الماكينات الإعلامية وكبر حجم تضليلها من أجل إنفاذ ما خطط على أرض الواقع، لتبدأ العمل من جديد على تنويم الرأي العام في سكرة يصحو منها على واقع جديد يتوافق مع ماتم رسمه وصولاً للأهداف التي وُجد من أجلها هذان الكيانان.
يخطئ من يظن أن العلاقات متوترة بين الولايات المتحدة وكل من «إسرائيل» والنظام السعودي، وإن لم تصوت لمصلحة الكيان الإسرائيلي ضد المجتمع الدولي الذي أكد عدم شرعية إنشاء «إسرائيل» للمستوطنات في الأراضي الفلسطينية ومطالبته بوقفها، أو أظهرت حدّة في حديثها عن السعودية لغاية مخفية، فالعلاقات بين هذه الأطراف استراتيجية ولن تتزعزع مادام الجميع يعمل من أجل هدف دنيء واحد.