هل تقوض السياسات التركية مصداقية الدفاع المشترك لدول حلف الناتو؟!
|| Midline-news || – الوسط …
اعتبر تقرير نشره موقع صحيفة ”لاكروا“ الفرنسية، أن الخلافات المتزايدة بين أنقرة والعديد من الحلفاء داخل حلف شمال الأطلسي، باتت تقوّض مصداقية الدفاع الجماعي للحلف.
واستعرض التقرير جملة من المواقف والخطوات التي قام بها رئيس النظام التركي “رجب طيب أردوغان”، وبدا أنها مضرة بالحلف، الذي تأسس في نيسان / أبريل 1949″، حيث أكد أردوغان في تصريحات له صدرت الجمعة 23 أكتوبر/ تشرين الأول، أن بلاده نفذت بالفعل عملية اختبار لصواريخ إس -400، التي اشتراها من روسيا على الرغم من تحذيرات الحلفاء.
وقال أردوغان، المصمم على مواصلة سياسته القائمة على ”القوة الوسطى“، إنّ ”هذه الاختبارات ستستمر“.
وأشار تقرير”لاكروا” إلى أن أردوغان يتعامل في الوقت نفسه مع روسيا والصين وأوروبا والولايات المتحدة، وأنّ البنتاغون أدان تركيا مرة أخرى بتهديدها بـ ”عواقب وخيمة“، لكن دون جدوى.
وفي العام الماضي، علَّقت الولايات المتحدة مشاركة تركيا في برنامج تطوير الطائرات المقاتلة F-35، معتقدة أن نظام S-400 سوف يخترق التكنولوجيا، وفق التقرير.
ووفق التقرير، يُعد اختبار نظام الصواريخ الروسي “S-400 ” مجرد مزحة أخيرة من أنقرة، حيث ضاعفت تركيا من حالات التضامن بين الحلفاء، بعد هجومها على الميليشيات الكردية في عام 2019، وصولاً إلى أنشطتها في شرق البحر الأبيض المتوسط، بما في ذلك تورطها في الصراعات في ليبيا وناغورني كاراباخ.
وداخل حلف شمال الأطلسي نفسه، منعت أنقرة لعدة أشهر اعتماد الخطة الدفاعية لدول البلطيق وبولندا، قبل الحصول على اعتراف باعتبار حزب العمال الكردستاني وفروعه السورية، منظمات إرهابية.
وفي مواجهة ”المشكلة التركية“، تفاوض الأمين العام لحلف ”الناتو“ “ينس ستولتنبرغ” على إنشاء آلية تفادي التضارب بين أثينا وأنقرة، وأشار التقرير إلى أنّ تركيا واليونان ألغتا مناورات عسكرية كان من المقرر إجراؤها هذا الأسبوع في البحر المتوسط، لكن لم يتم تسوية أي شيء بشكل أساسي.
وتؤكد “جويلون هوورث” الأستاذة الزائرة في كلية كينيدي للإدارة الحكومية بجامعة هارفارد، أن ”أردوغان يحتجز تحالفاً مشلولاً، في ظل عدم وجود أدوات للتأثير في النزاعات التي تشارك فيها تركيا“.
ويشكك الاستراتيجيون في مصداقية تحالف تقوضت أقسامه من الداخل، حيث يعترف أحد الدبلوماسيين بأنه ”في حالة حدوث أزمة كبيرة في البحر الأسود أو في أوروبا الشرقية، فسوف يكون هناك شك عميق بشأن التزام تركيا“، وفق ما نقله التقرير.
ويضيف أنه ”من المفارقات أن رجب طيب أردوغان يلعب الورقة الروسية داخل الناتو، على الرغم من أن تركيا وروسيا لديهما مصالح متضاربة في كل من سورية وليبيا. وهناك مثال آخر، حيث استهدفت ضربات روسية، الإثنين 26 أكتوبر / تشرين الأول، معسكر تدريب لجماعة متحالفة مع أنقرة، شمال غرب سوري، ما أدى إلى مقتل 80 من مقاتليها وإصابة أكثر من 90 آخرين، قرب مدينة إدلب الحدودية مع تركيا.
ويعلّق مارك بيريني: ”هذا الوضع الغامض يفيد روسيا بشكل أساسي، ومع بيع صواريخ إس -400، حقق بوتين ضربة رئيسية من خلال تقسيم الناتو و إضعافه“.