نادر الأتّات: كلنا نعيش “حالة فوضى”والفن والثقافة يشكلان رأياً ويسجلان موقفاً
أميل لسماع كل فنان سوري يغني الموال واللون الجبلي..
|| Midline-news || – الوسط …
حوار: روعة يونس
يظن كثر أنه انطلق في عالم الغناء بسرعة صاروخية. ربما لأن نجاحه تواصل بسرعة الصاروخ، فبعد كل محطة نجاح كانت رحلته تسعى أكثر إلى التألق والتميز.
رغم مشاركة النجم نادر الأتّات في برنامج الهواة “سوبر ستار” عام 2005، لم يسجل ظهوراً قوياً يُحسب له إلاّ منذ نحو 10 أعوام. فقد كان خلال اشتراكه في برنامج الهواة دون السن المقبولة للاشتراك.
لم يتقاعس، وواصل المضي إلى تحقيق حلمه- طموحه. فهو يرى أنه “يعيش ليغني”.. فعمد إلى تدريب صوته وتثقيفه ومتابعة الغناء في بلدات البقاع حيث ينتمي الأتّات الذي ورث الجمال في الصوت والشكل عن والديه.. فأقنع مجموعة من الشعراء والملحنين بقدراته الصوتية فضلاً عن حلاوة أداء اللون الجبلي. إلى أن سجّلت أغانيه الخاصة الأولى نجاحاً كبيراً لفتت إليه الأنظار، وحققت له حضوراً لا يماثل سوى اسمه، الذي اقترن بأغنية حملت اسم “نادر” هدية من النجم الكبير عاصي الحلاني الذي سانده إيماناً بموهبته وقدرة صوته الجبلي وحضوره المحبب لدى جمهوره في كل مكان، خاصة في سورية التي قصدها في زيارة قصيرة ليشارك في مناسبة غالية جداً على قلوب السوريين. فالتقته “الوسط” في حوار جميل لطيف، سترون أنه لا يخلو من الغناء (!)
“حفلات وسهرات”
انتظرنا قدومك إلى سورية قبل فترة، فبحسب ما تناقلته وسائل التواصل الاجتماعي، أنه كان لديك حفلاً فنياً هنا، لكنك لم تأتِ؟
- أكملي أكملي.. وأنه كيف سيحيي حفلة ومعه الفنان أيمن زبيب في الشام، مدري حمص، بينما مرفأ بيروت بل بيروت كلها تشتعل! (يضحك ساخراً) المحبين كتار ست روعة! وكله إشاعات. صحيح نحن عملنا “أن نغني” لكن أساس فننا هو الإحساس. ونحن الحمد لله نحس بالآخر، خاصة أن الوجع وجعنا جميعاً.
في المقابل، يجدر التذكير أنني دائم القدوم إلى كل محافظات سورية لإقامة حفلات فيها، أو لزيارة الأصحاب، وأصلاً -كما يعلم الجميع- أنا عادة دائم القدوم لسورية، ولم تغير الحرب عادتي.
إذاً على الرحب والسعة بك، ويهمنا معرفة سبب زيارتك لسورية، مع ملاحظة أنه لا يتوجب أن تكون هناك أسباب للزيارة. أهلاً بك في كل حين، إنما هل من جانب فني يتصل بالزيارة؟
- نعم صحيح. لا نحتاج لأسباب حين نريد المجيء لسورية فهي بلدنا الغالي، وجميعنا (ملحم زين وعاصي الحلاني ومعين شريف وأيمن زبيب) غنينا “بدي غازل سورية”. لكن زيارتي اليوم للمشاركة في تصوير تلفزيوني لإحدى السهرات الوطنية الفنية الثقافية الاجتماعية الإنسانية، لمناسبة ذكرى حرب تشرين التحريرية. فالفن والثقافة يشكلان رأياً ويسجلان موقفاً.
“بحر وجبل”
بلغنا أنك كنتَ في اللاذقية، هل تمّ تصوير مقتطفات من السهرة هناك؟
- قبل يومين كنت في اللاذقية وطرطوس لزيارة أصدقاء.. وقمت برحلات بحرية لطيفة. أما بالنسبة لمشاركتي في سهرة ذكرى “6 تشرين” فإن تصوير فقرتي في الشام، ويتخللها غناء مواويل جديدة بمثابة مفاجأة للجمهور السوري.
من تجد من الفنانين السوريين قريباً إلى لونك الفني؟
- قد لا يكون قريباً إلى لون الفني تماماً. لكن أحب آل الديك، ومعظم من يغنون اللون الجبلي، والمواويل تحديداً. حقيقة إن القدرات الصوتية تظهر في المواويل. يستدرك (وطبعاً في القدود والموشحات) لكنني أميل لسماع كل فنان سوري يغني الموال واللون الجبلي.
“نادر وقادر”
نطالبك بالإكثار من غناء المواويل إذاً؟ لأننا نجدها تقتصر على حفلاتك. أما في ألبوماتك يعني نادر أن…
- (مقاطعاً) يغني أغنيته “وإن طلبت روحي حاضر.. نادر أنا والله نادر” نضحك.. ثم يردف:
بودي أن أقدم الكثير من المواويل في مقدمة أغنياتي. لكن أحياناً ألبي الذائقة العامة وما يحب سماعه الجمهور حين يكون في سيارته أو بيته، وليس في جو “مواويل” تتطلب سهرات وحالات طربية. لكنني أحياناً أقدم بعض المواويل في ألبوماتي.
بالمناسبة، أغنية “نادر” هي من ألحان النجم عاصي الحلاني، ولم تكن الأولى التي قدمها لك.. ألن يجمعكما تعاون آخر؟
- صحيح، فارس الأغنية الغالي على قلبي أعطاني أكثر من لحن، بل إن أغنية “نادر” هي فكرته وقد كتب مارسيل وحسام كلماتها. وطالما أنا قادر على الغناء سأظل أحصل على ألحان من أحبتي وأكون وفياً لهم ولألحانهم.
“حالة فوضى”
طرحت أغنية “حالة فوضى” وجسدت فيها حالات الضياع أمام المشاعر التي يخلقها الحب. لكن يبدو كأن العنوان يريد قول غير ذلك! خاصة في توقيت صدور الأغنية المتزامن مع الأوضاع في لبنان؟
- بصراحة، كنت “عم حاول رتّب جروحي وحط الأشيا مطرحا” سواء كما تقول الأغنية أو كما يقول الواقع. نحن حقاً على كل صعيد في حالة فوضى. المنطقة كلها مشتعلة وليس لبنان فقط. حتى العلاقات العاطفية لا أظنها تستقر في ظل المظاهرات والفساد والانفجارات. لذا استعنت بالشاعر علي المولى والملحن صلاح الكردي، لنقدم أغنية تناسب الوضع العاطفي على إسقاط اجتماعي.
إلى أي مدى أثرت عليك- كمطرب- ظروف لبنان وما يمر به منذ سنوات من حالة فوضى واشتعالات؟ أريد إجابة لا تكون عامة.
- والله مش بس لبنان. المنطقة كلها مشتعلة ومتوترة. أنا أكيد أننا شعوب مستهدفة. لذلك الغناء والطرب والحفلات تحتاج قلوب غير منهكة، أو على أقل تقدير أمزجة رائقة وشوية مصاري. أنا نفسي ومعظم الفنانين حزانى وغير سعداء. لذلك تجدي معظمنا يسافر للغناء في دول العالم. فن الغناء والدراما والسينما وكل شيء تأثر.
“بالفن ولأجله”
قد يعني هذا أن لا جديد لديك؟ لن تجهز لألبوم غنائي قريباً؟
- تقريباً كلامك صحيح.. سأعتمد “سينجل” أغنية كل فترة، لأنني حقيقة لا أستطيع العيش دون الفن والغناء أعيش به ولأجله. وربما أكتفي بتقديم الأغنيات عبر قنوات “اليوتيوب”.
هل من خطة بديلة لديك لأجل الاستمرار وسط كل هذه الظروف التي تعيشها، ويعيشها “جمهورك” نفسه؟
- سأحاول أن أقدم أغنيات مثل “حالة فوضى” عاطفية لكنها تحاكي عدة أوضاع. بعد مغادرتي سورية ستكون هناك جلسات في لبنان مع الشاعر منير بوعساف والملحن فارس اسكندر لتحضير أغنية جديدة. وكذلك اتفقت مع الشاعر نزار فرنسيس بعد أن حصلت منه على موال رائع لسورية سأقدمه في سهرة تشرين، أن أحصل على إحدى قصائده الرائعة.