معرض “جوليارت- الف نُون” ضم نخبة من التشكيليين أكدت أعمالهم أن الفن رسالة إنسانية عظيمة
عكست اللوحات الحرب والسلام والروح والجسد وعالم المرأة وأفكار أخرى
|| Midline-news || – الوسط …
روعة يونس
.
كأن اسم الامبرطورة السورية “جوليا دومنا” لا يكفي وحده لإضفاء السحر والبهاء على صالة المعارض الفنية في الفندق الدمشقي الجميل الذي يحمل اسمها.. حتى أضيفت إلى جدرانه الناصعة مجموعة لوحات غاية في الروعة.
وهي رائعة ليس لأننا شئنا ذلك! بل لأن الصالة التي استضافت بالأمس معرض فن تشكيلي بالتعاون بين مركز “ألف نون” الفني ومجموعة “جوليا دومنا”، ضمت 20 عملاً فنياً بين لوحات ومنحوتات لفنانين سوريين، تناولوا مجموعة من الأفكار الإنسانية والجمالية، وفق مختلف المدارس والتقنيات الفنية، تنافست جميعها لترسيخ قيم الحب والخير والسلام، في أجواء ساحرة باهرة تليق بأسماء الفنانين المشاركين وبالمكان الذي احتوى المعرض، وبالفكرة النبيلة التي أطلقته، وتمثلت في التعاون والاتحاد لنشر الجمال ومفاهيمه.
الروح والجسد
شارك في المعرض الذي يستمر حتى يوم 16 من الشهر الحالي، كل من الفنانين “بديع جحجاح، موفق مخول، محمود جوابرة، جمعة نزهان، حنان الشامي، بشير بدوي، أنور رحبي، نعمة بدوي، جان حنا، سراب الصفدي، طاهر البني، غسان عكل، ديانا مارديني” وغيرهم من مبدعي الفن التشكيلي السوري.
قدم كل منهم لوحة واحدة، وثمة من قدّم أكثر من لوحة، عكست المدرسة الفنية التي ينتمي إليها، فبرز تباين محبب بين عوالم الانعتاق وعوالم الجسد. كما لو أن المتلقي يقف بين الروح الشفيفة، والمادة المحسوسة.
بذا تألقت لوحات “دوران أفلا” الكبيرة، خاصة لوحة تجسد “عشاء المسيح” أو ما يتفق على تسميته “العشاء الأخير” بينما يحلّق في فضاء اللوحة مجموعة دراويش تشيع حركة دورانهم الكوكبية أجواء نورانية سامية، في مزج عكس تقاطع وتعانق الروحانيات.
بينما حاكى بعض الفنانين في لوحاتهم واقع الحرب والسلام، وعالم المرأة والأنوثة، وأفكار إنسانية متعددة، نشدت جميعها الفن الجميل.
ظاهرة حضارية ثقافية
تجلت في المعرض جهود صاحب الفكرة ورئيس “ألف نون” الفنان المبدع بديع جحجاح، إذ يُعرف عنه شغفه بالفن ونشر الجمال. حيث قال في تصريح خص به “الوسط” يتصل بهدف المعرض “إن المعرض الذي يشكّل ظاهرة حضارية وثقافية، يهدف إلى أن يقدم الفنانون مجموعة أعمال جميلة ومتنوعة، بتقنيات مختلفة مابين الاكرليك والزيت…إلخ تتحدث عن الإنسان والروح والزمان والمكان، فسورية بلد الثقافة والفن والحضارات، واللوحات تتحدث عنها وعن ناسها الذين تجمعهم وتحبهم، ويحبونها جميعاً، لذا يرون أنها يجب أن تكون ملونة ومتعددة، كوننا ضفة من ضفاف الحب، نعمل بجد لنسير مع الثقافة والفن إلى بر الأمان”.
بينما اتفق الجمهور الذي حضر افتتاح المعرض بما فيهم من فنانين ومتلقين وجمهور محب للفن التشكيلي، على أهمية المعرض الذي أكدت أعماله أن الفن رسالة إنسانية عظيمة”.