متظاهر لبناني يضرم النار في نفسه وسط بيروت
|| Midline-news || – الوسط …
أضرم متظاهر لبناني النار في جسده داخل ساحة رياض الصلح بالعاصمة بيروت، مساء السبت، في حادثة تكررت خلال الأيام الماضية بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة.
ونقلت مصادر تابعة للصليب الأمر اللبناني أن شخصاً حاول إحراق نفسه خلال تظاهرة وسط العاصمة اللبنانية بيروت، قبل أن يتدخل متظاهرون لإخماد الحريق، الذي نشب في قدميه.
وقالت “الوكالة الوطنية للإعلام”، إن رجلا في منتصف العقد الخامس من العمر، أحرق نفسه في ساحة رياض الصلح، بعدما سكب البنزين على جسمه، فسارع المعتصمون لرمي بطانيات عليه لإطفاء النار، ثم نقلته سيارة تابعة للصليب الأحمر إلى أحد المستشفيات.
وأشارت الوكالة إلى أن الرجل كان يهدد منذ الصباح بإحراق نفسه إلى أن نفذ تهديده هذا المساء.
وكثرت حوادث الانتحار مؤخراً في لبنان، الذي يشهد تردياً للأوضاع الاقتصادية وتراكماً للديون، وحركة احتجاجات ضد الطبقة السياسية.
وفي بداية الشهر الحالي، دفع تراكم الديون لبنانياً إلى الانتحار بعدما وجد نفسه عاجزاً عن تسديدها وتأمين حاجات أسرته، وفق ما أفاد قريبه يوم الإثنين الماضي.
وفي شهر شباط/فبراير الماضي، أقدم لبناني في منطقة الكورة شمالاً على حرق نفسه داخل باحة مدرسة، لعجزه عن دفع تكاليف تعليم ابنته.
ويواجه لبنان انهياراً اقتصادياً مرشحاً للتفاقم، في ظل أزمة سيولة حادة، مع وجود سعرين لصرف الدولار وارتفاع حاد في أسعار السلع الأساسية، وبات آلاف اللبنانيين يجدون أنفسهم مهددين بخسارة وظائفهم أو الاقتطاع من رواتبهم.
ويعيش ثلث اللبنانيين تحت خط الفقر، بينما يتخطى معدل البطالة 30% في صفوف الشباب، ويهدد الانهيار الاقتصادي الحالي بارتفاع هذين المعدلين، وفق البنك الدولي، في غياب حكومة.
ويوم أمس الجمعة، طلب رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري، دعماً مالياً للبنان من دول أجنبية وعربية عدة، لتأمين المواد الأساسية الغذائية والأولية ومعالجة النقص في السيولة.
وتعدّ الأزمة الراهنة وليدة سنوات من النمو المتباطئ، مع عجز الدولة عن إجراء إصلاحات بنيوية، وتراجع حجم الاستثمارات الخارجية، وارتفع الدين العام إلى 86 مليار دولار، ما يُعادل 150% من إجمالي الناتج المحلي.
ومنذُ 17 من شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي، تظاهر مئات آلاف اللبنانيين الناقمين على أداء السلطة، مطالبين برحيلها، في ظل ارتفاع كلفة المعيشة وتقلص فرص العمل.
واليوم السبت تظاهر العشرات في مناطق عدة في بيروت، وطرابلس، والنبطية، قبل يومين من بدء الاستشارات النيابية الملزمة لتكليف رئيس جديد للحكومة، التي يصر المتظاهرون على أن تتألف من اختصاصيين فقط من خارج الطبقة السياسية.