دراسات وأبحاث

متابعون للشأن التونسي: هل تعيد حكومة “المشيشي” تشكيل خريطة التحالفات في البرلمان؟

 || Midline-news || – الوسط …

يعيش البرلمان التونسي، قبل أيام قليلة من افتتاح دورته النيابية الثانية، على وقع تحركات سياسية بين كتله البرلمانية، وذلك لبناء توازنات جديدة، متصلة بالعلاقة مع حكومة “هشام المشيشي”، ما قد يؤدي إلى إعادة تشكيل الخريطة البرلمانية، وفق مراقبين.

وفي سياق هذا الحراك، أعلنت الكتل البرلمانية “لحركة النهضة” و”قلب تونس” و”ائتلاف الكرامة” الدخول في تحالف مدعوم بعدد من نواب “كتلة المستقبل”، ويضم 120 نائباً، فيما تسعى “الكتلة الديمقراطية”، و”تحيا تونس”، و “الكتلة الوطنية”، و”كتلة الإصلاح”، ونواب مستقلون في المقابل، إلى تأسيس ائتلاف مواز للتحالف الأول، يضم ما لا يقل عن 80 نائبًا.

ورأى متابعون للشأن السياسي و البرلماني في تونس، أن هذه التحالفات الجديدة تنذر بعودة برلمانية ”ساخنة“ قد تعيد خلط أوراق المشهد السياسي وتغير التوازنات السياسية والبرلمانية، ما قد يشعل صراعات سياسية جديدة.

2020-09-dfsfsd

واعتبر المحلل السياسي “الصغير القيزاني” أن إعلان حكومة المشيشي عجّلت بظهور تحالف أحزاب النهضة، وقلب تونس، وائتلاف الكرامة إلى العلن، بعد أن كان مخفياً في الحكومة السابقة، والتي كانت النهضة فيها في موقع الحكم بينما يتموضع ”حلفاؤها الجدد“ في المعارضة.

ويرى “القيزاني” أن هذه الأحزاب دخلت في تحالف إستراتيجي منذ يوليو/ تموز الماضي، عندما سعت إلى سحب الثقة من رئيس الحكومة السابق “إلياس الفخفاخ”، في محاولة لاستعادة مبادرة تشكيل الحكومة وانتزاعها من رئيس الدولة.

وبحسب البند 89 من الدستور التونسي، فإن سقوط حكومة “الحبيب الجملي”، الذي اقترحته حركة النهضة في يناير/ كانون الثاني الماضي، أعطى مبادرة اختيار رئيس الوزراء لرئيس الدولة “قيس سعيد”، الذي يحتفظ بحق المبادرة كلما استقال رئيس الحكومة.

وشدد “القيزاني” على أن مكونات هذا التحالف تشترك برغبة تحجيم دور رئيس الجمهورية في الفعل السياسي، من خلال إنهاء احتكاره تأويل الدستور في ظل غياب المحكمة الدستورية، وإبعاد من يعتقدون أنهم ”وزراؤه“ في الحكومة.

بدوره يرى المحلل السياسي “حسن القلعي” أن حكومة “هشام المشيشي” أصبحت المحدد الرئيس للتحالفات في البرلمان، لافتاً إلى أن أحزاباً كانت في تحالف حكومي مع النهضة بحكومة إلياس الفخفاخ، على غرار حركة الشعب، والتيار الديمقراطي، وتحيا تونس، وكتلة الإصلاح، تستعد للتصدي للحركة الإسلامية في الحكومة الجديدة، خوفاً من سيطرتها عليها.

tunisia-government-wins-confidence-vote

و قال حسن القلعي في تصريحات له إن هذه الأحزاب تخشى من خضوع رئيس الحكومة هشام المشيشي لضغوط “حركة النهضة” وحلفائها، و هو ما يستعجل دخولها في ائتلاف برلماني يخضع كل الاستحقاقات البرلمانية إلى التوافق بين الحلفين.

وتتركز أهم الاستحقاقات البرلمانية المرتقبة، في انتخاب 3 أعضاء للمحكمة الدستورية (أعلى هيئة قضائية من مهامها البت في النزاع بين السلطات)، و تعديل القانون الانتخابي، واستكمال تركيز المؤسسات الدستورية.

ومن جانبه، اعتبر المحلل السياسي، “رياض حيدوري” أن حسابات كل طرف سياسي تجاه حكومة هشام المشيشي أصبحت ترسم الخريطة البرلمانية الجديدة، وأن جميع الأطراف السياسية تريد استمالة هشام المشيشي ليعمل لحسابها.

وأضاف “الحيدوري” أن التحالفات البرلمانية، وتشكيل أقطاب نيابية كبرى يحملان بوادر إيجابية“، معتبرًا أن “الديمقراطية الصلبة تبنى على أقطاب سياسية كبرى تسهل عملية الفرز والاختيار“، وفق تعبيره.

المصدر: مواقع إلكترونية

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
أهم الأخبار ..
بعد 3 سنوات من اختطافه.. جائزة فولتير تذهب لكاتب عراقي موسكو: الرئيسان الروسي والصيني قررا تحديد الخطوط الاستراتيجية لتعزيز التعاون الجمهوري رون ديسانتيس يعلن ترشحه للرئاسة الأميركية للعام 2024 الأربعاء البيت الأبيض يستبعد اللجوء إلى الدستور لتجاوز أزمة سقف الدين قصف متفرق مع تراجع حدة المعارك في السودان بعد سريان الهدنة محكمة تونسية تسقط دعوى ضدّ طالبين انتقدا الشرطة في أغنية ساخرة موسكو تعترض طائرتين حربيتين أميركيتين فوق البلطيق قرار فرنسي مطلع تموز بشأن قانونية حجز أملاك حاكم مصرف لبنان رياض سلامة بطولة إسبانيا.. ريال سوسييداد يقترب من العودة إلى دوري الأبطال بعد 10 سنوات نحو مئة نائب أوروبي ومشرع أميركي يدعون لسحب تعيين رئيس كوب28 بولندا تشرع في تدريب الطيارين الأوكرانيين على مقاتلات إف-16 ألمانيا تصدر مذكرة توقيف بحق حاكم مصرف لبنان المركزي رياض سلامة الانتخابات الرئاسية التركية.. سنان أوغان يعلن تأييد أردوغان في الدورة الثانية أوكرانيا: زيلينسكي يؤكد خسارة باخموت ويقول "لم يتبق شيء" الرئيس الأميركي جو بايدن يعلن من اليابان عن حزمة أسلحة أميركية جديدة وذخائر إلى كييف طرفا الصراع في السودان يتفقان على هدنة لأسبوع قابلة للتمديد قائد فاغنر يعلن السيطرة على باخموت وأوكرانيا تؤكد استمرار المعارك اختتام أعمال القمة العربية باعتماد بيان جدة الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود: نرحب بعودة سورية الشقيقة إلى الجامعة العربية لتمارس دورها التاريخي في مختلف القضايا العربية رئيس جيبوتي إسماعيل عمر جيله: نرحب بعودة سورية الشقيقة إلى الحضن العربي معتبرين ذلك خطوة هامة نحو تعزيز التعاون العربي المشترك، ونثمن الجهود العربية التي بذلت بهذا الخصوص الرئيس الأسد: أشكر خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد على الدور الكبير الذي قامت به السعودية وجهودها المكثفة التي بذلتها لتعزيز المصالحة في منطقتنا ولنجاح هذه القمة الرئيس الأسد: أتوجه بالشكر العميق لرؤساء الوفود الذين رحبوا بوجودنا في القمة وعودة سورية إلى الجامعة العربية الرئيس الأسد: العناوين كثيرة لا تتسع لها كلمات ولا تكفيها قمم، لا تبدأ عند جرائم الكيان الصهيوني المنبوذ عربياً ضد الشعب الفلسطيني المقاوم ولا تنتهي عند الخطر العثماني ولا تنفصل عن تحدي التنمية كأولوية قصوى لمجتمعاتنا النامية، هنا يأتي دور الجامعة العربية لمناقشة القضايا المختلفة ومعالجتها شرط تطوير منظومة عملها الرئيس الأسد: علينا أن نبحث عن العناوين الكبرى التي تهدد مستقبلنا وتنتج أزماتنا كي لا نغرق ونغرق الأجيال القادمة بمعالجة النتائج لا الأسباب الرئيس الأسد: من أين يبدأ المرء حديثه والأخطار لم تعد محدقة بل محققة، يبدأ من الأمل الدافع للإنجاز والعمل السيد الرئيس بشار الأسد يلقي كلمة سورية في اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة الرئيس سعيد: نحمد الله على عودة الجمهورية العربية السورية إلى جامعة الدول العربية بعد أن تم إحباط المؤامرات التي تهدف إلى تقسيمها وتفتيتها الرئيس التونسي قيس سعيد: أشقاؤنا في فلسطين يقدمون كل يوم جحافل الشهداء والجرحى للتحرر من نير الاحتلال الصهيوني البغيض، فضلاً عن آلاف اللاجئين الذين لا يزالون يعيشون في المخيمات، وآن للإنسانية جمعاء أن تضع حداً لهذه المظلمة الرئيس الغزواني: أشيد بعودة سورية الشقيقة إلى الحضن العربي آملاً لها أن تستعيد دورها المحوري والتاريخي في تعزيز العمل العربي المشترك، كما أرحب بأخي صاحب الفخامة الرئيس بشار الأسد الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني: ما يشهده العالم من أزمات ومتغيرات يؤكد الحاجة الماسة إلى رص الصفوف وتجاوز الخلافات وتقوية العمل العربي المشترك