“لا تصادق عدوك”! .. إحدى رسائل رواية “ممر إلى الهند”
|| Midline-news || – الوسط …
خاص*
.
ما أهمية الإشارة في “الوسط” إلى رواية عالمية، صُنّفت ضمن أفضل 100 رواية في القرن العشرين من قِبل “المكتبة العالمية الحديثة”. وتمّت ترجمتها إلى العديد من اللغات (العربية من ضمنها) وقامت شركة إنتاج بتحويلها إلى فيلم سينمائي؟ بمعنى أنها قد تكون معروفة -ربما- لدى الكثير من قرائنا.
قبل الإجابة على هذا السؤال، لا بد من توضيحات:
الرواية هي “A Passage to India – ممر إلى الهند” وصدرت للمرة الأولى عام 1924، وترجمت إلى العربية في خمسينيات القرن الماضي.
مؤلفها هو الكاتب الإنجليزي “E. M. Forster’s – اي. م. فوستر” وولدت الرواية على يده، بعد رحلات متعددة إلى الهند طوال حياته.
.
.
يمكن اختصار قصة الرواية بأنها سلسلة حكايات ومواقف تدور بين طبيب هندي “عزيز” ورجل إنجليزي هو معلّم لغة إنجليزية “سيرل فيلدنج”، نشأت بينهما علاقةـ يعتقد “عزيز” انها علاقة صداقة. فيما تظهر في الرواية أكثر من شخصية نسائية من ضمنها معلمة لغة إنجليزية زائرة “أديل كويستد”. تتسبب نتيجة لعدة أمور وأحداث في أن ينقشع الضباب عن بصيرة “عزيز”..
أوليست إنجلترا بلاد الضباب؟!
الدافع للتذكير بهذه الرواية العالمية، أنه على الرغم من قراءتي لها خلال المنهج الأكاديمي في الجامعة، وقبل وبعد ذلك. واطلاعي بحكم الدراسة على عدة ترجمات لها. لم أجد إشارة واضحة إلى أهم رسائل الرواية وأعمق مقولاتها. كما لو أن المترجمين أخلصوا للترجمة word for word كلمة مقابل كلمة، وليس meaning of the word المغزى مقابل الكلمة.
إذ يخلص “عزيز” بعد سلسلة من الأحداث بينه وبين “سيرل فيلدنج” والمعلّمة “أديل كويستد” التي تتهمه رغم براءته بأنه اعتدى عليها! بينما هي من بلدٍ اعتدى على بلده واحتله! بأنه في نهاية المطاف- ونهاية الرواية معاً، لن يتخلى عن حلمه في الهند المحررة والموحدة. وفي العبارات الأخيرة من الرواية، يوضح أنه لا يمكن أن يكون هو وفيلدنج صديقين؛ قبل أن تتحرر الهند من المحتل الإنجليزي.
ومع انصاتنا إلى كل الأفكار والطروحات الإنسانية؛ التي لا تُلزم الشعوب بسياسات قياداتها السياسية الاستعمارية! إلاّ أن الروائي الإنجليزي أشار صادقاً على لسان الطبيب الهندي: “لا تصادق عدوك”.
.