كوشنر في ورشة المنامة ..مشاريع من سراب،وإغفال لحقوق الفلسطينيين.
|| Midline-news ||
بمقاطعة الأمم المتحدة وروسيا والصين، والجانب الفلسطيني،انطلقت الثلاثاء جلسات ورشة البحرين في العاصمة البحرينية المنامة، بالتزامن مع تظاهرات وحالة رفض شعبي وحزبي في العديد من الدول العربية والخارج، وحضور رسمي عربي باهت.
وشهد يوم الثلاثاء، إضراب شامل في مناطق قطاع غزة كافة، رفضا وتنديدا بـ”ورشة البحرين” التي دعت إليها أمريكا، ورفضا لأي قرارات أو مخرجات قد تصدر عنها.
ودعت الفصائل والقوى الوطنية الفلسطينية، إلى الإضراب والتعبير عن الرفض الشعبي للورشة ومخرجاتها.
وسبق أن أعلنت الأمم المتحدة عدم مشاركتها بالورشة، كما جاء على لسان ناطقها فرحان حق، كذلك أعلن دبلوماسيون صينيون وروس في الأراضي المحتلة عدم مشاركتهم وإبلاغ السلطة الفلسطينية بذلك.
وتظاهر عشرات الفلسطينيين والإسرائيليين اليساريين في تل أبيب، الثلاثاء، ضد “مؤتمر المنامة” و”صفقة القرن”..بمشاركة النائب العربي في الكنيست يوسف جبارين، ورفعت شعارات تحث على “مقاومة الاحتلال”، وتطالب باعتراف دولي بدولة فلسطينية، إلى جانب إسرائيل.
كما نظم أبناء الجالية الفلسطينية في العاصمة الايطالية روما واللاتسيو، اليوم الثلاثاء، وقفة احتجاجية أمام السفارة الأمريكية رفضا لـ”صفقة القرن” والورشة الأمريكية في البحرين.
وشارك حشد كبير من أبناء الجاليات العربية والإسلامية ونشطاء منظمات المجتمع المدني الروسي، وممثلو هيئات مؤسسات روسية فاعلة، في وقفة احتجاج رفضا وتنديدا بورشة المنامة، بتنظيم من سفارة دولة فلسطين لدى روسيا الاتحادية، وإقليم حركة “فتح” في روسيا.
وشهدت العاصمة الدانماركية كوبنهاغن، الثلاثاء، وقفة احتجاجية رفضا لـ”ورشة البحرين” و”صفقة القرن”
واحتشد العشرات من أبناء الجاليات الفلسطينية والعربية إضافة إلى مناصرين من جنسيات مختلفة ونشطاء دانماركيين أمام السفارة الأميركية في كوبنهاغن، رافعين العلم الفلسطيني وشعارات تؤكد أن “فلسطين ليست للبيع” وأن “لا سلام دون دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشريف”.
و أعلنت الفصائل الفلسطينية أن ا(الثلاثاء) والأربعاء سيتم التصعيد فيهما ضد الاحتلال في مدن الضفة الغربية، وقطاع غزة، كإحدى الفعاليات الرافضة لمؤتمر البحرين، وفق ما نشرته وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية (وفا).
وانطلقت عدة مسيرات حاشدة مندِّدة بمؤتمر البحرين في عدد من المدن بقطاع غزة والضفة الغربية.
وواجهت الورشة رفضاً واسعاً من قِبل القيادة ورجال الأعمال الفلسطينيين داخلياً وخارجياً، رغم توجيه الولايات المتحدة الدعوات إليهم للحضور، حيث أراد المدعوون إرسال رسالة موحدة لترامب مفادها: “احتفِظ بأموالك”، بحسب ما ذكرته صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية.
وقبل أيام كشف كوشنر عن أول ملامح “صفقة القرن” التي تنوي بلاده طرحها، والمتمثلة بجلب استثماراتٍ قدرها 50 مليار دولار للأراضي الفلسطينية ومصر والأردن ولبنان.
وتعتبر “صفقة القرن” مجموعة سياسات تعمل الإدارة الأمريكية الحالية على تطبيقها، رغم عدم الإعلان عنها، وهي تتطابق مع الرؤية اليمينية الإسرائيلية لحسم الصراع.
صائب عريقات، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أوضح أن أي قرارات تنتج عن أي قمة عربية أو غيرها من القمم لا يكون الفلسطينيون مشاركين فيها بشكل رسمي وبإرادتهم الخاصة، لن تكون ملزمة لأحد.
وقال: “قمة المنامة لن تكون كأي قمة عربية أو دولية سابقة، لكونها ستركز على إيجاد حلول عملية ومالية فقط وقد تكون صادمة للقضية الفلسطينية، فالخطر الكبير يقترب من الفلسطينيين من كل جانب بمباركة أمريكية وإسرائيلية”.
وطالبت “الجمعية البحرينية لمقاومة التطبيع مع العدو الصهيوني” بإلغاء ورشة البحرين الاقتصادية، معتبرة أنها للترويج لـ”صفقة القرن” وتعد باكورة خطط الانقضاض على القضية المركزية للأمة، وباباً واسعاً للتطبيع والتحالف مع “إسرائيل” على حساب الفلسطينيين.
وكشف تقرير أعدته سابقاً صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية عن أن خطة ترمب لن تشمل إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة بل تنص على حكم ذاتي ورفاهية اقتصادية.
وسط هذه الأجواء الملبدة..افتتح جاريد كوشنر مستشار وصهر الرئويس الأمريكي دونالد ترامب، الذي يعد “عرّاب صفقة القرن”.مساء الثلاثاء، أعمال مؤتمر البحرين في العاصمة المنامة، برعاية أمريكية ومشاركة “إسرائيل” وعدد من الدول العربية، أبرزها السعودية والإمارات ومصر، ودول أخرى.
وأطلق كوشنر، جملة من الوعود للفلسطينيين والمنطقة بشأن المستقبل والتنمية والازدهار.
لكنه لم يتطرق لأي حق من حقوق الفلسطينين الكثيرة، لاسيما إقامة دولة كاملة السيادة، عاصمتها مدينة القدس الشرقية المحتلة، وعودة ملايين اللاجئين.
وادعى كوشنر، إن بلاده بالتعاون مع شركائها، أعدت أكبر خطة اقتصادية للفلسطينيين والشرق الأوسط، معتبرًا أنما يجري ليس “صفقة القرن” وإنما “فرصة القرن”؛ مشددا على أن بلاده ستعمل على جمع الأموال “ثمّ نحدد سبل استثمارها”.
وأكد كوشنر، في افتتاح الورشة التي تستمر حتى يوم الأربعاء أن الاقتصاد “شرط مسبق ضروري” لتحقيق السلام.
وحاول كوشنر الترويج للشق الاقتصادي من خلال حديث وجهه للجانب الفلسطيني المقاطع لأعمال الورشة، اعتمد خلاله لهجة الترغيب الإنشائية، وقدم إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، على أنها تعمل للصالح الفلسطيني.
وزعم كوشنر في كلمته أن الخطة الاقتصادية ستحسن الأوضاع المعيشية للفلسطينيين وللشرق الأوسط ككل.
وتابع أنه بالإمكان تغيير المسار المعيشي الحالي للفلسطينيين، بطرق مبتكرة بعيدة عن التقليدية، مسار يحسن مسار الأسر ويحول الفرص إلى نجاح، بدلا من لوم الآخرين.
واعترف كوشنر الذي وصف الخطة التي يحملها بـ”فرصة القرن”، بوجود تشكيك في المشروع الاقتصادي المطروح، وقال “كثر يشككون في خطتنا… لكن علينا تحسين معيشة الناس”.
وقال كوشنر “يجب الإشارة إلى هذا الجهد على أنه فرصة القرن إذا تحلت القيادة الفلسطينية بالشجاعة لمواصلتها”. وأشار إلى أن “الخطة الاقتصادية ستؤدي إلى النمو، ويمكن أن تخلق مليون وظيفة وتخفض البطالة بنحو 10 في المئة”.
وأقر كوشنر بوجود شكوك حيال نوايا الرئيس ترامب الذي اعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل، لكنه توجه للفلسطينيين الذين يرفضون الحديث في الاقتصاد قبل السياسة، مدعيا أن “ترامب والولايات المتحدة لن يتخليان عنكم”.
وقدم مستشار ترامب عرضا أوليا لتفاصيل الخطة الاقتصادية التي يحملها كمقدمة للسلام. وأضاف أنه “سوف نجمع الأموال، ثم نحدد سبل استثمارها”. موضحا أن “الخطة تقضي بفتح الضفة الغربية مع قطاع غزة”.
ولم يتطرق كوشنر إلى مسألة الحقوق وإعادتها للشعب الفلسطيني، كما لم يأت على ذكر الاحتلال الإسرائيلي ومسألة الاستيطان وحق العودة والدولة الفلسطينية المستقبلية.
وتقترح الخطة جذب استثمارات تتجاوز قيمتها 50 مليار دولار لصالح الفلسطينيين، وإيجاد مليون فرصة عمل لهم، ومضاعفة إجمالي ناتجهم المحلي، على أن يمتد تنفيذها على 10 أعوام، بحسب البيت الأبيض.
وهذه المرة الأولى التي يعرض فيها جزء من الخطة بشكل علني، علما أن الشق السياسي منها لن يكشف عنه قبل تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.
وعرض ” كوشنر”، مقطعًا ترويجيًا، خلال “مؤتمر المنامة”، ظهرت فيه خرائط للمنطقة بدون حدود للدول.
ويروّج الفيديو من خلال المشاهد التي تضمنها لمشاريع تنموية واستثمارية في المنطقة، سيما الضفة الغربية وقطاع غزة، دون أي إشارة إلى شكل حدود الدول، بما فيها إسرائيل وفلسطين، رغم حديث واشنطن عن “فرصة تاريخية” لحل الصراع، في إطار “صفقة القرن” وشقها الاقتصادي “مؤتمر المنامة”.
ولفت مراقبون إلى أن الخرائط التي تم عرضها في المقطع الترويجي الذي تلا كلمة كوشنر وظهرت بلا حدود، تفتح باب التكهنات والاحتمالات بخصوص شكل الدولة الفلسطينية المنشودة وما تتضمنها من أراضي.
ويشير الفيديو الترويجي إلى مشاريع في قطاعات البنية التحتية والتكنولوجيا والتعليم والطاقة، تشمل الضفة الغربية وقطاع غزة وعموم المنطقة، دون التطرق إلى الشق السياسي، أو العراقيل التي تشكلها ممارسات إسرائيل من استيطان وحصار وغيرها أمام أي خطط تنموية.
كما لا يشير المقطع، فضلًا عن أي من المعلومات الصادرة عن المؤتمر؛ إلى ترتيبات إدارة تلك “المشاريع”، سيما في الشق الأمني وتوزيع العائدات، رغم أن الحديث يدور حول قطاعات استراتيجية، بينها الربط بين الضفة والقطاع والغاز الطبيعي في مياه المتوسط.
ومنذ أشهر، يدور حديث حول “صفقة” تعتزم الولايات المتحدة طرحها، بهدف إنهاء الصراع في الشرق الأوسط، ويتردد أنها تقوم على إجبار الفلسطينيين على تقديم تنازلات مجحفة لصالح إسرائيل، مقابل تعويضات استثمارات ومشاريع تنموية.
وأشارت عدة تقارير إلى عزم واشنطن، في إطار الصفقة، طرح فكرة إنشاء دولة في قطاع غزة وأجزاء من شبه جزيرة سيناء، شمال شرقي مصر، رغم نفي الأخيرة المتكرر، فيما يتخوف فلسطينيون من السعي لإلغاء تام لحقوقهم.
وتردد أن “الصفقة” تقوم على إجبار الفلسطينيين على تقديم تنازلات مجحفة لصالح إسرائيل في ملفات القدس واللاجئين وحدود عام 1967، مقابل تعويضات و استثمارات ومشاريع تنموية.
وتعتبر “صفقة القرن” مجموعة سياسات تعمل الإدارة الأمريكية الحالية على تطبيقها، رغم عدم الإعلان عنها، وهي تتطابق مع الرؤية اليمينية الإسرائيلية لحسم الصراع.
وسبق أن شكك صهر ترامب ومهندس الصفقة«جاريد» فى قدرة الفلسطينيين على حكم أنفسهم، ويستخدم بديلا عن حل الدولتين، مصطلح «فلسطين الجديدة» التي ستشمل فقط أجزاء من الضفة الغربية إلى جانب قطاع غزة !! ويطرح خبراء ومراقبون تساؤلات: أهي عملية شراء للسلام، بحسب تعبير الباحثة الفرنسية «بيار آسكي»، وهي ترى أن مبادرة ترامب محكومة بالفشل.
– ردود الفعل الدولية والإقليمية، تشابهت في رؤيتها تجاه «ورشة البحرين»، حتى داخل دولة الاحتلال..
ففي صحيفة هاأرتس المحسوبة على اليسار المعارض، نقرأ أن «خطة المستشار الخاص للرئيس ترامب جاريد كوشنر تذكرنا بالمسابقات القديمة لملكة جمال الولايات المتحدة، حيث تلقي المرشحة خطابا حول أهمية السلام في العالم تليه تصفيقات حارة، وصحيح إنه لا أحد يعارض عبارات ومشاعر نبيلة كهذه، لكن لنكن واقعيين فما يريد الجمهور ولجنة التحكيم معرفته هو كيف ستكون المرشحة وهي ترتدي ملابس السباحة..
وترى الصحيفة، أن خطة كوشنر شبيهة بمرشحات مسابقة ملكة الجمال فهي خطة مليئة بالعناوين والصور الجذابة لكن ما نريد معرفته هو الشق السياسي من هذه الخطة والذي لا يجرؤ ترامب على كشفه إلا بعد الانتخابات المقررة في إسرائيل في شهر سبتمبر/ أيلول المقبل.
وفي فرنسا أشارت صحيفة «لاكروا» الفرنسية، إلى أن الخطة الأمريكية للسلام في الشرق الأوسط ترتكز على مقاربة «اقتصادية تجارية» يرفضها الفلسطينيون الذين أكدوا تمسّكهم بأرضهم، ولا مجال لهؤلاء الفلسطينيين لبيع حلم الدولة الفلسطينية المستقبلية مقابل وعود وهمية لإدارة ترامب.. وتقول الصحيفة، إن خطة السلام الأمريكية يُنظر إليها كمناورة،
الأوساط السياسية في موسكو، أشارت إلى نشر البيت الأبيض الجزء الاقتصادي من «صفقة القرن»، بمفهوم «السلام من أجل الرخاء»، وهو أيضا عنوان المؤتمر الاقتصادي الذي افتتح في البحرين الثلاثاء والمكرس لمستقبل فلسطين..
وتقول كل من «ماريانا بيلينكايا ويليزافيتا ناعوموفا» ـ من المتخصصين في الشؤون الدولية في موسكوـ إن الولايات المتحدة لا تخفي نيتها، فلن يكون هناك أموال إذا لم توافق جميع بلدان المنطقة على مبادرات السلام، لكن أحدا في المنطقة لا يريد الموافقة على خطة تعد بالاستثمارات، من دون معرفة المقابل السياسي الذي ستطلبه واشنطن.. وهو ما يتحسب له الفلسطينيون جيدا، ويعتقدون ـ بحسب استطلاع للرأي ـ أن شيئا يُمنح للفلسطينيين من قبل إدارة ترامب لابد أن فيه خدعة !
ويذكر ان كل هذه المؤشرات دفعت و للمرة الأولى وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، وفقا لما نشرته صحيفة «الواشنطن بوست» في اجتماعه المغلق مع رؤساء الجاليات اليهودية بنيويورك، إلى الإعراب عن تشككه فى إمكان اكتساب «صفقة القرن» زخما الآن، وأيده الرئيس الأمريكى فى ذلك رغم تأكيده تمسكه بها بوصفها الفرصة الوحيدة المناسبة لتحقيق السلام من وجهة نظره..
هذه المؤشرات قد تعطى انطباعا إما بإلغاء الصفقة أو تأجيل الإعلان عنها، خاصة مع بدء الاستعداد للانتخابات الرئاسية الأمريكية
المصادر/ صحف ، وكالات