كفالــة أخلاقيـــة خالد الأشهب
|| Midline-news || – الوسط ..
قال الخبر المتداول في وسائل الإعلام المصرية يوم أمس:
“ صرح مسؤول بمركز الإعلام الأمني بوزارة الداخلية (اليوم) الاثنين، أنه تم ضبط 5 أشخاص وطفلين بصدد تصوير مشاهد دموية لتعرض على أنها في مدينة حلب السورية”!
وأفاد المسؤول الأمني بأن المعتقلين كلهم مقيمون في بورسعيد، مشيرا إلى أنه قد تم ضبط المشتبه بهم أثناء قيامهم بافتعال مشهد لطفلة، وتصويرها مرتدية فستانا أبيض، ملوثا باللون الأحمر المشابه للدم، وبيدها ضمادة ملوثة باللون نفسه، بالإضافة إلى دمية صغيرة ملوثة وممزقة، وتظهر في خلفية المشهد أطلال منزل متهدم سبق وأن صدر بخصوصه قرار هدم.
وأضاف المسؤول بمركز الإعلام أن عملية الضبط تمت أثناء تأمين قوات الأمن لمحور قناة السويس، لتشديد الرقابة وإحكام السيطرة على المناطق المتاخمة للمجرى الملاحي لقناة السويس” !!.. ثم يضيف الخبر:
“ اعترف المتهمون بتصويرهم تلك المشاهد لنشرها عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، لإيهام مشاهديها بأن أحداث تلك المشاهد قد وقعت في مدينة حلب بسوريا. كما ضبطت لدى المتهمين كاميرا تصوير و6 هواتف محمولة، وعلبة بلاسيتيكة بداخلها المادة الحمراء المستخدمة في تلك المشاهد”.. لكن الأنكى من الخبر ومن فحواه هو ما انتهت إليه عملية ضبط المجموعة كما يلي:
“جدير بالذكر أن النيابة العامة قررت حبس من قام بعملية التصوير أربعة أيام على ذمة التحقيق، وإخلاء سبيل باقي المتهمين بضمانة مالية ، وتسليم الطفلة لولي أمرها بعد أخذ التعهد عليه بحسن رعايتها “ ؟؟
ليست الغاية هنا الإشارة إلى عمليات التضليل الإعلامي التي تمارس ضد سورية وجيشها وقواتها المسلحة وفي خدمة الحرب الإرهابية التي تشن عليها، فذلك أمر بات من سمات هذه الحرب وملامحها، وبات الإعلام الأوروبي والأميركي يتحدث عن ذلك ويقدم الدلائل القاطعة عليه، إنما الغاية هنا هي إثارة الملاحظتين الآتيتين:
الأولى: الدهشة والاستغراب من أن ثمة جهات سياسية، هي على الارجح خليجية، لا تزال تعول على التضليل وتراهن عليه، ولا تزال تخصص له المال والوسائل رغم السنوات الست الماضية.. ورغم سيل الفضائح الذي كشفه وعراه حتى الآن!
الثانية: الطريقة التي تعاطى بها مركز الإعلام الأمني المصري مع الحادث في دولة تعاني الإرهاب ويعانيه شعبها بمثل ما تعانيه سورية وشعبها، وبحيث بدا الأمر كما لو أنه أقل من مخالفة مرور، خاصة أن مصر بما فيها من ثقافة وإعلام وكفاءات معرفية وأمنية، تدرك ولا شك خطورة ما كان يقوم به فريق التصوير التضليلي، وتدرك أن ما فعله هو من نوع الفتنة التي هي أشد من القتل، ومع ذلك يطلق سراحه بكفالة مالية فحسب !!
نتساءل: ألهذا الحد وصل انحطاط الوعي العربي وانفصاله عن الواقع..؟ ألهذا الحد من الكراهية والحقد الأعمى وصلت العلاقة البينية العربية..؟ فماذا عن الكفالة الاخلاقية..؟ ثم ماذا عن وحدة اللغة والدم والثقافة والمصير ؟