في الموسم الخامس من دبلوم “العلوم السينمائية وفنونها”.. الكاتب حسن م.يوسف: من خلال كتابة السيناريوهات أطمح لأن يشاركني أبناء شعبي بأحلامي
|| Midline-news || – الوسط – جيهان علي جان
الذهاب إلى السينما هو أشبه بالعودة إلى الرحم، فأنت تجلس هناك ساكنا متأملاً في الظلام تنتظر الحياة لتظهر على الشاشة!
“فيديريكو فلليني ــ مخرج سينمائي إيطالي“
انطلقت العملية التدريسية للموسم الخامس من دورة “دبلوم العلوم السينمائية وفنونها” والتي تنظمها المؤسسة العامة للسينما بالتعاون مع مركز التدريب الإذاعي والتلفزيوني وذلك في صالة كندي دمشق بإشراف عدد من المتخصصين في مجال السينما والتلفزيون.
السؤال الأول الذي يقفز أمام كل من يريد بأن يُصبح كاتباً أو مخرجاً، هل يجب أن ندرس السينما دراسة أكاديمية؟
يعتقد البعض أن ذلك ليس شرطاً على الإطلاق، بل يشددون على أهمية العزوف عن أي دراسة أكاديمية في مجال السينما لأنها تؤدي إلى التقييد في إطار معين لا يتسامح مع من يخرجون عنه ويبدعون سينما خاصة بهم.
انطلاقا من الاسم الذي حمله الدبلوم ” العلوم السينمائية وفنونها” هل السينما علم يدرس كغيرها من العلوم؟
كان هذا السؤال الأول الذي طرحته على عضو الهيئة الإدارية للدبلوم أ.نضال قوشحة ( يدرس مادة علم الجمال) وعليه أكد قوشحة أن ” السينما علم لأنها تتألف من مجموعة فنون وأي فن يريد أن يستمر ويصبح مادة تدريسية تجذب طلاب العلم يجب أن تنشأ قواعد له ، وطالما أن للسينما قواعد فهي علم يدرس.
وأضاف قوشحة “لا ننكر أن السينما قبل كل شيء إبداع لكن هو عبارة عن مجموعة من الفنون تقوم على العلوم المختلفة من التصوير وصولاً إلى المونتاج”.
بول توماس أندرسون كاتب ومخرج أفلام Boogie Nights & Magnolia & There Will Be Bloodتحدث عن عدم حبه لفكرة دراسة السينما بشكل أكاديمي، وعليه أكدت د.رانيا الجبان عند سؤالها عن “هل كتابة السيناريو حرفة أم موهبة ؟
إن “كتابة السيناريو موهبة قبل كل شيء وعنصر الموهبة المترافق بالخيال الخصب وثراء البصيرة كحصيلة للقراءة وتعزيز الذاكرة بجميع أنواع الصورة سواء صورة الفنون بكافة أشكالها وسواء الصورة في الشارع، فإنها لن تتمكن من تحقيق أي إبداع على صعيد الدراما السينمائية أو التلفزيونية على حد سواء، إلا أن هذه الموهبة إذا لم تتدرب وتمارس بشكل يومي لا يمكن أن تصل إلى هدفها الرئيسي، فأيضا كتابة السيناريو صنعة لا تقل اهمية عن الموهبة بل في أحيانٍ كثيرة تسبق الموهبة، فقد يتمكن كاتب بموهبة متوسطة عبر الممارسة والاحتراف أن يصل إلى ما يصل إليه من يمتلك موهبة مبدعة”.
قال المنظر السينمائي والمخرج الروسي “أندريه تاكوفسكي” إن دافعي لعمل الأفلام هي لمساعدة الناس على الحياة , حتى لو أصبحوا في منتهى البؤس والتعاسة في بعض الأوقات .
في سؤالنا للكاتب الأستاذ حسن م. يوسف عن “أهمية السينما في حياتنا؟”
قال إن ” عبر مشاهدة الأفلام السينمائية أستطيع مشاركة الآخرين في أحلامهم، من خلال كتابة السيناريوهات أطمح لأن يشاركني أبناء شعبي بأحلامي”.
وأشار م.يوسف إلى أن “للسينما علومها المختلفة، كالتصوير والمونتاج والمكساج، وفيها تلتقي كل الفنون ولهذا أطلق عليها الفن السابع كونها تختزل في كيانها كل الفنون التي سبقتها”.
في خمسينيات القرن الماضي عانت فرنسا من ركود في صناعة السينما وتم انعاشها من خلال أقلام النقاد السينمائيين “ما أهمية “التحليل السينمائي” في تطوير السينما؟
قال الأستاذ عامر حامد إن ” عندما يذهب ” مريض” إلى عيادة طبيب نفسي (ولو كان المثال بعيداً).. بماذا يُشفي الطبيب المريض الذي يعاينه، بتحليل شخصيته وتفكيكها ثم يعيد ترتيب هذا المريض ليضمن له الشفاء، إذا أردت مثلاً أن ترسمي لوحة الموناليزا يجب أن تريها وتفحصيها وتدققي بها ثم تعيدين ترتيبها مرة أخرى وهكذا.
عندما نقوم بصنع فيلم يجب أن يكون لدينا كم متراكم من المشاهدات السينمائية حتى نتمكن من صناعة فيلم يكون مختلفا عن كل ما شاهدناه من أفلام.. هنا يكمن الإبداع الخاص والبصمة المميزة.
وفي سؤالنا “لماذا تفتقد سورية لأقلام ناقدين سينمائيين هل السبب غياب وجود صناعة سينمائية؟”
أشار حامد إلى أن” الكتابات الصحفية حول الأفلام تستطيع أن تكون ناقداً سينمائياً واحداً.. على سبيل المثال نقرأ في الصحف السورية ” انطباعات حول الأفلام أو رأي أو ومضة” لا تدخل في فن النقد السينمائي، أما الأسباب فكثيرة ولن نستطيع الإحاطة بها بكلمات قليلة”.
قال مخرج الأفلام والمؤلف والمنتج الأمريكي أورسون ويلز “أن تحكم على الأفلام في المقام الأول من خلال تأثيرها البصري وليس من خلال البحث عن المضمون. إن تلك إساءة كبرى للسينما.. إن الأمر يشبه حكمك على رواية من خلال جودة نشرها فقط“..
في سؤالنا للدكتور سمير جبر عن اعتقاد البعض أن استخدام كاميرات فائقة الجودة وصناعة الصورة البصرية المذهلة للفيلم تخطف القلوب بعيدا عن المضمون والرسالة السينمائية وحتى أداء الممثلين أجاب بالنفي قائلا إن ” المفروض أن تكون العملية تكاملية، الصورة فائقة الدقة والنص والإخراج والتمثيل الجيدين ينتجون مجتمعين متكاملين فيلماً جيداً.
طلاب الدبلوم: الدبلوم فرصة لتعلم البحث في السينما..!
أكد طلاب الدبلوم في موسمهم الخامس أن الدبلوم فرصة لتعلم البحث في السينما، فقد أشار طبيب الأسنان قصي الصالح إلى أن” الدبلوم تجربة جديدة وحيوية بالنسبة إليه وجمالها كامن بأنها تفتح باباً جديداً لمن يرغب بالاطلاع على عمل الصناعة السينمائية بمختلف مجالاتها”.
بينما قال الطالب أحمد عدرا (هندسة عمارة) إنه” التحق بالدبلوم من أجل تعلم كتابة السيناريو بالدرجة الأولى بالأخص أن أساتذة مادة السيناريو أسماء كبيرة ومشهود لها بصمتها في الدراما السورية كالأستاذ حسن م يوسف و د.رانية الجبان”.
من جانبه أوضح الطالب محمد علاء غرّة (إعلام) أنه ” مدرك بأن تعلم السينما لا يكون بسنة تدريسية واحدة، وأن الدكاترة والأساتذة يحاولون أن يضعوا الطلاب على الطريق الصحيح لكيفية البحث في السينما، أما الخوض لاحقاً في غمار السينما يتوقف على الاجتهاد الشخصي والمثابرة”.
وفي نهاية السنة الدراسية يقدم الطلاب مشاريع تخرجهم عبارة عن فيلم قصير يشارك في مهرجان سينما الشباب للأفلام القصيرة .
“جميع افلامي مبنية حول فكرة الحصول على مشكلة ومن ثم اعطائي الفرصة لأصبح كارثة حقيقية ومحاولة حلها من خلال الظهور بمظهر الرجل العادي البسيط” – تشارلي تشابلن –