فضاءات

فـراس الـهـكَّـار – مثقفو ما بعد الحداثة

|| Midline-news || – الوسط  ..

كانت أدوات المثقف سابقاً برنيطة وجريدة صفراء عليها آثار قهوة وسط يتأبطها أينما ذهب..ولا مشكلة في قليل من العزلة الصامتة التي تشبه إلى حد ما جلسات اليوغا، صمت تشوبه في بعض الأحيان مسبات عابرة ربما تأتي في نهاية مقال أنهى قراءته أو حتى قبل أن يفعل، هذه الطقوس هي نوع من بريستيج التكوين الثقافي العربي، إذ أن المثقفين العرب خلال عقود طويلة لم يتغيروا فهم كرجال المخابرات يميزهم المظهر الواحد والنمط المتماثل.

هذا ما كان قائماً منذ مرحلة النهضة إلى فترة قريبة، حيث بدأت تتغير الأمور رويداً رويداً لنكتشف أن بإمكان المثقفين تغيير أشكالهم وأدواتهم و”بريستيجهم” وحتى مواقفهم من القضايا العامة وفق متطلبات المرحلة، بل قد اتضح أن بعضهم قادرون على التلون وتبديل جلودهم كما تفعل الحرباء الاستوائية، فاختلفت أدوات المثقفين المكرسين منهم في الثقافة والطارئين عليها، فصارت المرتكزات الأساسية للمثقف شنطة جلد، لا يهم ما في داخلها حتى أن بعضها ليس فيها أكثر من حبوب الضغط وحبوب زرقاء ودعوة لحضور حفلة في دار الأوبرا مضى عليها عام، أما في اليد فتجد باكيت دخان علبة فاخرة، وهاتف حديث يتيح للمثقف متابعة ألبوم فتياته، وعلبة كبريت وصفحة فيسبوك وصاحبة يتأبطها أينما ذهب!

وعند هذه الأخيرة يكون مربط الثقافة، فما طرحته الكاتبة السورية بثينة عوض في عملها الدرامي “نساء من هذا الزمن” هو جزء من الواقع المزري الذي وصلت إليه الثقافة اليوم، فالعشيقة التي هي مرتكز الإلهام في حياة المثقفين تتحول بعد فترة إلى مثقفة جديدة لا تحتاج أكثر من بعض الصور لا بأس إن هي وعن دون قصد أظهرت خيط حمالات صدرها أو مفرق نهديها كنوع من أنواع الابتزاز لجوع الذكر في مجتمعنا، ليس جوعه للجنس كفعل يمارسه وصولاً للنشوة المعتادة، إنما هو الجوع لحالة مغايرة لما يعيشه مع زوجته، أو لما تعيشه المثقفة مع زوجها.

أعرف كاتبة تهوى جمع الذكور كما الطوابع، ذات مرة كانت دعت أكثر من أديب إلى بيتها دون أن يعلم أحدهم أن هناك غيره، ليتفاجأوا بأنها أرادت أن ترى صراعهم عليها كالديكة، وفي النهاية فازوا بها جميعاً لكن كل واحد منهم بدوره.

إن هذه ليست حالة استثنائية إنما هي الحالة العامة، الحالة التي كانت سبباً في ركود مياه الثقافة ونمو طحالب وأشنيات على سطحها وتلويثها.

وقد يقول قائل: إن معهم بعض الحق فالمثقف الذي يتكئ على نهدين باسقين ويستند على مؤخرة مشدودة إلى حد ما سيكونه نتاجه مغايراً لآخر يتكئ على يده ويستند على الخزانة الخشبية التي نخرها السوس.

وكذلك المثقفة اللاهثة خلف فحل ينسيها مآساتها المزمنة مع زوجها الذي فرضته عليها الأعراف الاجتماعية والدينية قبل أن تكتشف أسرار جسدها وموهبتها التي فجرها فحل الحبوب الزرقاء الهارب من زوجته إلى أحضان الطبيعة.

*رئيس تحرير مجلة قلم رصاص
المصدر : مجلة قلم رصاص
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
أهم الأخبار ..
بعد 3 سنوات من اختطافه.. جائزة فولتير تذهب لكاتب عراقي موسكو: الرئيسان الروسي والصيني قررا تحديد الخطوط الاستراتيجية لتعزيز التعاون الجمهوري رون ديسانتيس يعلن ترشحه للرئاسة الأميركية للعام 2024 الأربعاء البيت الأبيض يستبعد اللجوء إلى الدستور لتجاوز أزمة سقف الدين قصف متفرق مع تراجع حدة المعارك في السودان بعد سريان الهدنة محكمة تونسية تسقط دعوى ضدّ طالبين انتقدا الشرطة في أغنية ساخرة موسكو تعترض طائرتين حربيتين أميركيتين فوق البلطيق قرار فرنسي مطلع تموز بشأن قانونية حجز أملاك حاكم مصرف لبنان رياض سلامة بطولة إسبانيا.. ريال سوسييداد يقترب من العودة إلى دوري الأبطال بعد 10 سنوات نحو مئة نائب أوروبي ومشرع أميركي يدعون لسحب تعيين رئيس كوب28 بولندا تشرع في تدريب الطيارين الأوكرانيين على مقاتلات إف-16 ألمانيا تصدر مذكرة توقيف بحق حاكم مصرف لبنان المركزي رياض سلامة الانتخابات الرئاسية التركية.. سنان أوغان يعلن تأييد أردوغان في الدورة الثانية أوكرانيا: زيلينسكي يؤكد خسارة باخموت ويقول "لم يتبق شيء" الرئيس الأميركي جو بايدن يعلن من اليابان عن حزمة أسلحة أميركية جديدة وذخائر إلى كييف طرفا الصراع في السودان يتفقان على هدنة لأسبوع قابلة للتمديد قائد فاغنر يعلن السيطرة على باخموت وأوكرانيا تؤكد استمرار المعارك اختتام أعمال القمة العربية باعتماد بيان جدة الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود: نرحب بعودة سورية الشقيقة إلى الجامعة العربية لتمارس دورها التاريخي في مختلف القضايا العربية رئيس جيبوتي إسماعيل عمر جيله: نرحب بعودة سورية الشقيقة إلى الحضن العربي معتبرين ذلك خطوة هامة نحو تعزيز التعاون العربي المشترك، ونثمن الجهود العربية التي بذلت بهذا الخصوص الرئيس الأسد: أشكر خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد على الدور الكبير الذي قامت به السعودية وجهودها المكثفة التي بذلتها لتعزيز المصالحة في منطقتنا ولنجاح هذه القمة الرئيس الأسد: أتوجه بالشكر العميق لرؤساء الوفود الذين رحبوا بوجودنا في القمة وعودة سورية إلى الجامعة العربية الرئيس الأسد: العناوين كثيرة لا تتسع لها كلمات ولا تكفيها قمم، لا تبدأ عند جرائم الكيان الصهيوني المنبوذ عربياً ضد الشعب الفلسطيني المقاوم ولا تنتهي عند الخطر العثماني ولا تنفصل عن تحدي التنمية كأولوية قصوى لمجتمعاتنا النامية، هنا يأتي دور الجامعة العربية لمناقشة القضايا المختلفة ومعالجتها شرط تطوير منظومة عملها الرئيس الأسد: علينا أن نبحث عن العناوين الكبرى التي تهدد مستقبلنا وتنتج أزماتنا كي لا نغرق ونغرق الأجيال القادمة بمعالجة النتائج لا الأسباب الرئيس الأسد: من أين يبدأ المرء حديثه والأخطار لم تعد محدقة بل محققة، يبدأ من الأمل الدافع للإنجاز والعمل السيد الرئيس بشار الأسد يلقي كلمة سورية في اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة الرئيس سعيد: نحمد الله على عودة الجمهورية العربية السورية إلى جامعة الدول العربية بعد أن تم إحباط المؤامرات التي تهدف إلى تقسيمها وتفتيتها الرئيس التونسي قيس سعيد: أشقاؤنا في فلسطين يقدمون كل يوم جحافل الشهداء والجرحى للتحرر من نير الاحتلال الصهيوني البغيض، فضلاً عن آلاف اللاجئين الذين لا يزالون يعيشون في المخيمات، وآن للإنسانية جمعاء أن تضع حداً لهذه المظلمة الرئيس الغزواني: أشيد بعودة سورية الشقيقة إلى الحضن العربي آملاً لها أن تستعيد دورها المحوري والتاريخي في تعزيز العمل العربي المشترك، كما أرحب بأخي صاحب الفخامة الرئيس بشار الأسد الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني: ما يشهده العالم من أزمات ومتغيرات يؤكد الحاجة الماسة إلى رص الصفوف وتجاوز الخلافات وتقوية العمل العربي المشترك