إعلام - نيوميديا

فراس الهكار – نحن الخونة !

|| Midline-news || – الوسط  ..

نحن الخونة، ليس سوانا، نحن المتورطين بالهروب من الوطن المعتل الأول والوسط والآخر، نجونا بأنفسنا من الموت برصاصة طائشة أو قذيفة عمياء وحكمنا على أرواحنا بأن تبقى حبيسة الصور والذكريات.

خونة، ربما هذا أقل ما نوصف فيه حين يتم ذكرنا نحن السوريين الذين خرجنا من وطننا لأسباب مختلفة، لكن أغلبنا هرب من الموت المحتم..

ثم تخرج بعض الأصوات علينا بين الحين والآخر لتتهمنا بالخيانة والعمالة، والتخلي عن الوطن في محنته، ومما لفت انتباهي أن أحداً من الفقراء المعترين لم يتهمنا يوماً بخذلان الوطن وتركه وحيداً يعاني إنما دائماً يكون أصحاب تلك الأصوات هم المستفيدون، هم الذين كان يمثل لهم الوطن مجموعة من الامتيازات والمكتسبات غير الشرعية، وهم أنفسهم الذين كانوا يرسلون أولادهم على حسابنا للدراسة في أوروبا حين كنا نحن لا نعرف أين تكون أوروبا على الخارطة أو من أين الطريق إليها.

رغم ذلك أغلبنا لم يختر الخروج إنما فُرض علينا، ولم تكن الرحلة إلى أوروبا نزهة كما يصورها البعض لكم، بل كانت رحلة الموت والذل، نحن لم تُقلنا طائرات بل ركبنا قوارب الموت، ودفعنا مالاً كثيراً لذلك، ونمنا في الشوارع والحدائق وعبرنا أنهار وجداول وذقنا الويلات حتى وصلنا إلى هنا، وأعتقدنا أن المعاناة انتهت، لنكتشف لاحقاً أننا كنا على خطأ، وما زلنا في البداية، وأول الرقص حنجلة.

نحن الخونة، هكذا ينظر إلينا بعض من يجلسون داخل الوطن المعطاء لجيوبهم، يتهرب أولادهم من الخدمة العسكرية الإلزامية بحكم سطوة الأب الذي يلقي الخطب العصماء ويثير حماس الفقراء ببعض الشعارات الكاذبة وفتات المكتسبات ليرسلوا أولادهم إلى الموت ثم يعزيهم بساعة حائط أو مبلغ لا يكفيهم لفتح عزاء وتكبير صورة لفقيدهم..

هم الوطنيون بقدر ما يعطيهم الوطن مالاً وسلطة ونحن الخونة بقدر ما أخذ منا، من أحلامنا، من أرواحنا من عذاباتنا من دماء أهلنا وشبابنا، نحن السوريين الخونة الذين حلمنا بوطن أجمل، لكنهم قتلوا أحلامنا، نحن الذين ممنوع علينا أن نكتب عن الوطن من خارجه ففي ذلك إدعاء، وممنوع علينا أن نكتب عن الوطن ونحن داخله ففي ذلك رياء، إذاً متى وأين نكتب عن الوطن؟

اخبروني أيها الـ….. متى وأين نعبر عن حبنا للوطن وخوفنا على ما بقي من فتاته؟

استحلفكم بالوطن أن تخبروني.

تركنا لكم كل شيء، خرجنا بثيابنا التي كنا نرتديها، لم نعد نملك سوى عبراتنا وأنتم تستكثرونها علينا، تركنا لكم كل شيء وها أنتم تلاحقون أرواحنا إن هي طاردها الحنين والتجأت إلى مسقطها، لا نريد منكم شيئاً..اطمئنوا..ودعونا نبكي عبراتنا.

لماذا يزعجكم نشيح أرواحنا المتعبة المثقلة بالهموم، ونحن لم نزعجم بشيء سوى أننا هربنا بما بقي لنا من أيام إلى خارج سياج الموت.

خذوا المكتسبات وتقاسموها إلى أن يرتوي جشعكم، ولا أظن أنه يرتوي إلا من نعواتنا..

نحن الخونة الذين لفظهم الوطن، وخرجوا من بين الركام وحراب البنادق، لا نريد منكم شيئاً سوى قبور تستقبلنا يوماً إن عدنا إلى هناك جثثاً هامدة.

*رئيس تحرير مجلة قلم رصاص
مجلة قلم رصاص
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
أهم الأخبار ..
بعد 3 سنوات من اختطافه.. جائزة فولتير تذهب لكاتب عراقي موسكو: الرئيسان الروسي والصيني قررا تحديد الخطوط الاستراتيجية لتعزيز التعاون الجمهوري رون ديسانتيس يعلن ترشحه للرئاسة الأميركية للعام 2024 الأربعاء البيت الأبيض يستبعد اللجوء إلى الدستور لتجاوز أزمة سقف الدين قصف متفرق مع تراجع حدة المعارك في السودان بعد سريان الهدنة محكمة تونسية تسقط دعوى ضدّ طالبين انتقدا الشرطة في أغنية ساخرة موسكو تعترض طائرتين حربيتين أميركيتين فوق البلطيق قرار فرنسي مطلع تموز بشأن قانونية حجز أملاك حاكم مصرف لبنان رياض سلامة بطولة إسبانيا.. ريال سوسييداد يقترب من العودة إلى دوري الأبطال بعد 10 سنوات نحو مئة نائب أوروبي ومشرع أميركي يدعون لسحب تعيين رئيس كوب28 بولندا تشرع في تدريب الطيارين الأوكرانيين على مقاتلات إف-16 ألمانيا تصدر مذكرة توقيف بحق حاكم مصرف لبنان المركزي رياض سلامة الانتخابات الرئاسية التركية.. سنان أوغان يعلن تأييد أردوغان في الدورة الثانية أوكرانيا: زيلينسكي يؤكد خسارة باخموت ويقول "لم يتبق شيء" الرئيس الأميركي جو بايدن يعلن من اليابان عن حزمة أسلحة أميركية جديدة وذخائر إلى كييف طرفا الصراع في السودان يتفقان على هدنة لأسبوع قابلة للتمديد قائد فاغنر يعلن السيطرة على باخموت وأوكرانيا تؤكد استمرار المعارك اختتام أعمال القمة العربية باعتماد بيان جدة الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود: نرحب بعودة سورية الشقيقة إلى الجامعة العربية لتمارس دورها التاريخي في مختلف القضايا العربية رئيس جيبوتي إسماعيل عمر جيله: نرحب بعودة سورية الشقيقة إلى الحضن العربي معتبرين ذلك خطوة هامة نحو تعزيز التعاون العربي المشترك، ونثمن الجهود العربية التي بذلت بهذا الخصوص الرئيس الأسد: أشكر خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد على الدور الكبير الذي قامت به السعودية وجهودها المكثفة التي بذلتها لتعزيز المصالحة في منطقتنا ولنجاح هذه القمة الرئيس الأسد: أتوجه بالشكر العميق لرؤساء الوفود الذين رحبوا بوجودنا في القمة وعودة سورية إلى الجامعة العربية الرئيس الأسد: العناوين كثيرة لا تتسع لها كلمات ولا تكفيها قمم، لا تبدأ عند جرائم الكيان الصهيوني المنبوذ عربياً ضد الشعب الفلسطيني المقاوم ولا تنتهي عند الخطر العثماني ولا تنفصل عن تحدي التنمية كأولوية قصوى لمجتمعاتنا النامية، هنا يأتي دور الجامعة العربية لمناقشة القضايا المختلفة ومعالجتها شرط تطوير منظومة عملها الرئيس الأسد: علينا أن نبحث عن العناوين الكبرى التي تهدد مستقبلنا وتنتج أزماتنا كي لا نغرق ونغرق الأجيال القادمة بمعالجة النتائج لا الأسباب الرئيس الأسد: من أين يبدأ المرء حديثه والأخطار لم تعد محدقة بل محققة، يبدأ من الأمل الدافع للإنجاز والعمل السيد الرئيس بشار الأسد يلقي كلمة سورية في اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة الرئيس سعيد: نحمد الله على عودة الجمهورية العربية السورية إلى جامعة الدول العربية بعد أن تم إحباط المؤامرات التي تهدف إلى تقسيمها وتفتيتها الرئيس التونسي قيس سعيد: أشقاؤنا في فلسطين يقدمون كل يوم جحافل الشهداء والجرحى للتحرر من نير الاحتلال الصهيوني البغيض، فضلاً عن آلاف اللاجئين الذين لا يزالون يعيشون في المخيمات، وآن للإنسانية جمعاء أن تضع حداً لهذه المظلمة الرئيس الغزواني: أشيد بعودة سورية الشقيقة إلى الحضن العربي آملاً لها أن تستعيد دورها المحوري والتاريخي في تعزيز العمل العربي المشترك، كما أرحب بأخي صاحب الفخامة الرئيس بشار الأسد الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني: ما يشهده العالم من أزمات ومتغيرات يؤكد الحاجة الماسة إلى رص الصفوف وتجاوز الخلافات وتقوية العمل العربي المشترك