سورية

غضب في تركيا على مقترح اردوغان منح الجنسية للسوريين

“آسف جدا، ولكني لا اريد تدفق اللاجئين السوريين غير المقيد في بلادي، فتركيا ليست معسكرا للاجئين.”

تلخص هذه التغريدة التي بعث بها مستخدم تركي الردود التي عبر عنها كثيرون على الملاحظة التي ادلى بها يوم الاحد الرئيس رجب طيب اردوغان، والتي قال فيها إن اللاجئين السوريين الذين لجأوا الى تركيا قد يمنحوا الجنسية التركية في نهاية المطاف.

لم يوضح الرئيس التركي كيفية تنفيذ هذه الفكرة، او المستفيدين منها او الشروط التي ينبغي توفرها في السوري لكي يمنح الجنسية التركية. كان الامر مبهما، ولكن مع ذلك اثار مقترح اردوغان عاصفة من الاستنكار في وسائل التواصل الاجتماعي.

فقد اصبح هاشتاغ #UlkemdeSuriyeliIstemiyorum (الذي يعني “لا اريد سوريين في بلادي) واحدا من اكثر المواضيع تداولا في تويتر على نطاق العالم.

وقال مراد اردوغان، وهو خبير في شؤون الهجرة “منح الجنسية لـ 3 ملايين شخص بهذه البساطة؟ هذا امر غير مسبوق.”

ومضى محذرا “لم تطبق تركيا سياسة ادماج (المهاجرين) الى الآن، واذا منحنا الجنسية لهؤلاء دون ادارة العملية بشكل دقيق سيؤدي ذلك الى نشوب توترات خطيرة في مجتمعنا.”

ظروف مزرية

اعتمدت تركيا سياسة الباب المفتوح ازاء اللاجئين السوريين منذ اندلاع الانتفاضة في بلادهم قبل سنوات خمس، وهناك اليوم اكثر من مليونين و700 الف سوري يقيمون في تركيا.

لم يمنح هؤلاء صفة لاجئين، ولكنهم من وجهة النظر القانونية يعتبرون “ضيوف” بموجب نظام حماية مؤقت ينص عليه ميثاق جنيف لعام 1951.

يعيش زهاء 10 بالمئة من اللاجئين السوريين في تركيا في اكثر من 20 مخيم للاجئين منتشرة في شتى ارجاء البلاد، اما الآخرون فيقيمون في مختلف المدن التركية وفي ظروف مزرية في اغلب الاحوال.

يقول ابراهيم كافلاك من جمعية التضامن مع طالبي اللجوء والمهاجرين، “سيكون لمقترح اردوغان اثر نفسي ايجابي على السوريين الموجودين في تركيا، واعتقد انهم سيحاولون التقيد بالقوانين والابتعاد عن التورط في الجريمة من اجل الوفاء بشروط التقدم لطلب الجنسية.”

ومضى للقول “اعتقد ان من شأن هذا المقترح اضعاف الرغبة لدى اللاجئين في التوجه الى القارة الاوروبية.”

يذكر ان تركيا توصلت الى اتفاق مع الاتحاد الاوروبي في آذار / مارس الماضي بهدف ايقاف تدفق المهاجرين الى القارة الاوروبية.

وبموجب هذا الاتفاق، تعهدت بروكسل بمنح تركيا معونات مالية تبلغ 6 مليارات يورو لغرض تحسين ظروف اللاجئين السوريين المقيمين فيها.

لكن مراد اردوغان يتساءل “اذا منح السوريون الجنسية التركية، لماذا سيمنح الاوروبيون المعونات لتركيا؟”

ويعتقد خبير الهجرة أن من شأن خطوة كهذه جعل بروكسل تمتنع عن رفع شرط الحصول على تأشيرة سفر بالنسبة للمواطنين الاتراك الراغبين بالسفر الى اوروبا، وهو شرط اساسي من الشروط التركية في الاتفاق الاخير.

وقال “اذا منحنا كل سوري جواز سفر تركي وقلنا لهم الآن يمكنكم السفر الى اوروبا، كيف سيتمكن الاوروبيون من التعامل مع ذلك؟”

تشير نتائج استطلاعات الرأي التي اجريت في تركيا الى ان اقل من 10 بالمئة من الاتراك يؤيدون فكرة منح الجنسية التركية للاجئين السوريين، رغم الترحيب الذي غمرت به اغلبية الاتراك السوريين القادمين.

تقول احزاب المعارضة إن الفكرة ليست الا خدعة سياسية من جانب اردوغان يهدف من ورائها الى تعزيز قاعدته الشعبية قبيل الانتخابات المقبلة او قبل اي استفتاء قد يقرر اجراؤه لتعزيز سلطاته الدستورية.

فاذا نفذت هذه الفكرة، سيكون بامكان اكثر من مليون ونصف المليون سوري التصويت في الانتخابات المقبلة.

يقول والي اغبابا، وهو نائب معارض، “من الواضح ان الحزب الحاكم ليس مهتما بمستقبل هؤلاء الناس بل هو مهتم بالمكاسب السياسية التي قد يجنيها.”

اما زعيم حزب الحركة القومية المعارض دولت بهتشلي، فقد ذهب الى ابعد من ذلك إذ قال إن منح الجنسية التركية للسوريين الوافدين قد يؤدي الى اندلاع صراعات اثنية واضطرابات.

يقول مراد اردوغان “لا يستطيع المهاجرون السوريون التحدث بالتركية، ومعظمهم ذوو تعليم متدن، ونصفهم تقريبا اميون.”

ويمضي للقول “تبلغ نسبة البطالة في تركيا 10 بالمئة، وسيؤدي التنافس على فرص العمل الى مضاعفات واحتكاكات مع المجموعات الاثنية والدينية التركية الاخرى. واخشى ايضا ان هذا القرار سيشجع المزيد من المهاجرين على المجيء الى تركيا.”

ولكن السوريين ينظرون الى المقترح من زاوية اخرى، فريبال الزين، الذي يقيم في تركيا منذ 6 شهور بعد هربه من القتال الدائر في مدينة حلب السورية، يرى في تعهد الرئيس اردوغان سببا للتفاؤل.

ويقول “إن الحياة بالنسبة للشعب السوري صعبة جدا. لا ينبغي ان يكون الحصول على الاقامة والجنسية حكرا على السوريين الاثرياء بل يجب ان يكون ذلك متاحا للجميع. يجب الا تغلق الابواب بوجوهنا.”

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
أهم الأخبار ..
بعد 3 سنوات من اختطافه.. جائزة فولتير تذهب لكاتب عراقي موسكو: الرئيسان الروسي والصيني قررا تحديد الخطوط الاستراتيجية لتعزيز التعاون الجمهوري رون ديسانتيس يعلن ترشحه للرئاسة الأميركية للعام 2024 الأربعاء البيت الأبيض يستبعد اللجوء إلى الدستور لتجاوز أزمة سقف الدين قصف متفرق مع تراجع حدة المعارك في السودان بعد سريان الهدنة محكمة تونسية تسقط دعوى ضدّ طالبين انتقدا الشرطة في أغنية ساخرة موسكو تعترض طائرتين حربيتين أميركيتين فوق البلطيق قرار فرنسي مطلع تموز بشأن قانونية حجز أملاك حاكم مصرف لبنان رياض سلامة بطولة إسبانيا.. ريال سوسييداد يقترب من العودة إلى دوري الأبطال بعد 10 سنوات نحو مئة نائب أوروبي ومشرع أميركي يدعون لسحب تعيين رئيس كوب28 بولندا تشرع في تدريب الطيارين الأوكرانيين على مقاتلات إف-16 ألمانيا تصدر مذكرة توقيف بحق حاكم مصرف لبنان المركزي رياض سلامة الانتخابات الرئاسية التركية.. سنان أوغان يعلن تأييد أردوغان في الدورة الثانية أوكرانيا: زيلينسكي يؤكد خسارة باخموت ويقول "لم يتبق شيء" الرئيس الأميركي جو بايدن يعلن من اليابان عن حزمة أسلحة أميركية جديدة وذخائر إلى كييف طرفا الصراع في السودان يتفقان على هدنة لأسبوع قابلة للتمديد قائد فاغنر يعلن السيطرة على باخموت وأوكرانيا تؤكد استمرار المعارك اختتام أعمال القمة العربية باعتماد بيان جدة الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود: نرحب بعودة سورية الشقيقة إلى الجامعة العربية لتمارس دورها التاريخي في مختلف القضايا العربية رئيس جيبوتي إسماعيل عمر جيله: نرحب بعودة سورية الشقيقة إلى الحضن العربي معتبرين ذلك خطوة هامة نحو تعزيز التعاون العربي المشترك، ونثمن الجهود العربية التي بذلت بهذا الخصوص الرئيس الأسد: أشكر خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد على الدور الكبير الذي قامت به السعودية وجهودها المكثفة التي بذلتها لتعزيز المصالحة في منطقتنا ولنجاح هذه القمة الرئيس الأسد: أتوجه بالشكر العميق لرؤساء الوفود الذين رحبوا بوجودنا في القمة وعودة سورية إلى الجامعة العربية الرئيس الأسد: العناوين كثيرة لا تتسع لها كلمات ولا تكفيها قمم، لا تبدأ عند جرائم الكيان الصهيوني المنبوذ عربياً ضد الشعب الفلسطيني المقاوم ولا تنتهي عند الخطر العثماني ولا تنفصل عن تحدي التنمية كأولوية قصوى لمجتمعاتنا النامية، هنا يأتي دور الجامعة العربية لمناقشة القضايا المختلفة ومعالجتها شرط تطوير منظومة عملها الرئيس الأسد: علينا أن نبحث عن العناوين الكبرى التي تهدد مستقبلنا وتنتج أزماتنا كي لا نغرق ونغرق الأجيال القادمة بمعالجة النتائج لا الأسباب الرئيس الأسد: من أين يبدأ المرء حديثه والأخطار لم تعد محدقة بل محققة، يبدأ من الأمل الدافع للإنجاز والعمل السيد الرئيس بشار الأسد يلقي كلمة سورية في اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة الرئيس سعيد: نحمد الله على عودة الجمهورية العربية السورية إلى جامعة الدول العربية بعد أن تم إحباط المؤامرات التي تهدف إلى تقسيمها وتفتيتها الرئيس التونسي قيس سعيد: أشقاؤنا في فلسطين يقدمون كل يوم جحافل الشهداء والجرحى للتحرر من نير الاحتلال الصهيوني البغيض، فضلاً عن آلاف اللاجئين الذين لا يزالون يعيشون في المخيمات، وآن للإنسانية جمعاء أن تضع حداً لهذه المظلمة الرئيس الغزواني: أشيد بعودة سورية الشقيقة إلى الحضن العربي آملاً لها أن تستعيد دورها المحوري والتاريخي في تعزيز العمل العربي المشترك، كما أرحب بأخي صاحب الفخامة الرئيس بشار الأسد الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني: ما يشهده العالم من أزمات ومتغيرات يؤكد الحاجة الماسة إلى رص الصفوف وتجاوز الخلافات وتقوية العمل العربي المشترك