العناوين الرئيسيةمرايا

شبح الحرب يخيم فوق المنطقة!

|| Midline-news || – الوسط …

شهناز بيشاني:

تشهد منطقة الخليج تصعيدا غير مسبوق ونذر حرب وقرع طبول..

الفتيل لم يشتعل بعد، لكن التحريض لإشعاله مازال مستمرا و الحرب هذه المرة  ليست بالأمر السهل ، فالمصالح متداخلة ومتشابكة ومعقدة

ومما يدعو للقلق هو هذا  الصخب والتهويل الاعلامي والتصريحات الاميركية المتأرجحة واستعراض القوة العسكرية البحرية الاميركية في المتوسط والخليج ، تتبعها تصريحات بريطانيا وفرنسا وألمانيا المحذرة لإيران .

استناداً لتلك المؤشرات فإن الانطباع الأول يشير إلى احتمال وقوع حربً ثالثة في الخليج اطرافها ايران واميركا بشكل مبدئي قابلة للتوسع ودخول أطراف أخرى إقليمة ودولية،و تشبه سيناريو غزو العراق

ففي جو شرق أوسطي يتسم بتعقيدات سياسية يزيدها تصرفات رئيس أمريكي يصعب التنبؤ بردّات أفعاله أو صدق أقواله ومع قرع الطبول لابد من التخوف من حرب وشيكة ..

لذلك لابد من استعراض مراحل التصعيد  الأمريكي  منذ وصول ترامب إلى السلطة لنقرأ مدى جدية واشنطن لإشعال المنطقة:

اولا..انسحبت الولايات المتحدة، في مايو/ آيار 2018، من الاتفاق النووي الذي أبرمته القوى العظمى مع إيران في عام 2015، بتشجيع من حلفائها في الشرق الأوسط وعلى رأسهم إسرائيل والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.

وزعم  الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إن الاتفاق غير عادل، وإنه يريد التفاوض مع إيران مجددًا لإبرام اتفاق جديد.

فيما رفضت الدول الكبرى التي شاركت في الاتفاق النووي الانسحاب منه، لا سيما وأن طهران تنفذ التزاماتها المرتبطة بالبرنامج النووي في إطار اتفاق 2015.

ثانيا..في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، فرضت الولايات المتحدة عقوبات اقتصادية قاسية على طهران، بهدف إجبارها على التفاوض. وشملت العقوبات مختلف القطاعات الاقتصادية والمالية والصناعية، على رأسها قطاع النفط الذي يُعتبر مصدر الدخل الأساسي للعملات الصعبة. وأعطت واشنطن مهلة ستة أشهر لثمانٍ من الدول التي تشتري النفط الإيراني حتى تتوقف عن شراء النفط وإلا ستخضع لعقوبات هي الأخرى.

ثالثا ..في أبريل/ نيسان الماضي، أعلنت الولايات المتحدة إدراج الحرس الثوري الإيراني على لوائح الإرهاب، وهي المرة الأولى التي تصنف فيها واشنطن جزءًا من جيش دولة أجنبية رسميًا منظمة إرهابية..

رابعا..في مطلع مايو/ آيارالماضي، انتهت مهلة الستة الشهر التي كانت إدارة ترامب أعطتها لعدد من الدول التي تستورد النفط من إيران، بهدف «تصفير» صادرات النفط الإيرانية. وباتت هذه الدول وشركاتها مهددة بعقوبات أمريكية ما لم توقف التعامل مع طهران.

خامسا.. في 6 مايو/ آيار، أرسلت الولايات المتحدة حاملة الطائرات «أبراهام لنكولن» وطائرات قاذفة إلى الشرق الأوسط، بزعم وجود معلومات استخباراتية بشأن استعدادات محتملة من قبل طهران لتنفيذ هجمات ضد القوات أو المصالح الأمريكية. وقال مستشار الأمن القومي، جون بولتون، إن بلاده سترد على أي هجوم «بقوة لا هوادة فيها».

سادسا..في 9 مايو/ آيار الماضي، وقع ترامب قرارًا رئاسيًا يقضي بفرض عقوبات إضافية على إيران تستهدف قطاع المعادن. وشملت العقوبات الجديدة قطاعات الحديد والصلب والألمنيوم والنحاس التي تشكل 10% من مجمل صادراتها، كما يشمل القرار عقوبات يقررها وزير الخزانة بالتشاور مع وزير الخارجية على مؤسسات مالية أجنبية شاركت في معاملات منذ تاريخ صدوره.

سابعا ..بعد قرار ترامب بيومين، أرسلت الولايات المتحدة الأمريكية منظومة صواريخ دفاع جوي من نوع «باتريوت» وحاملة الطائرات «يو إس إس أرلينغتون» التي تحمل على متنها مركبات برمائية وطائرات مقاتلة، لتنضم إلى حاملة الطائرات «أبراهام لينكولن» المرابطة في مياه الخليج. ثم أرسلت واشنطن طائرات F-15 وF-35 لتنضم إلى القوات الأمريكية في الخليج.

ماذا عن الرد الإيراني:

-لم تستطع إيران الرد على العقوبات الأمريكية القاسية سوى بالمزيد من التصريحات عن المقاومة والالتفاف على العقوبات وضرورة الاصطفاف الوطني والوحدة لمواجهتها، لكن ذلك لم يمنع تضرر الاقتصاد الإيراني بشكل كبير.

-في البداية أملت أن تلتزم الدول الأوروبية الموقعة على الاتفاق النووي (فرنسا وألمانيا وبريطانيا) بتعهداتها بتقديم تعويضات مناسبة لتخفيف آثار العقوبات الأمريكية مقابل التزام طهران بالاتفاق النووي، لكن الدول الأوروبية وقفت عاجزة ولم تستطع فعل الكثير أمام تعنت ترامب وتشدده في تنفيذ العقوبات.

-ردت إيران على قرار الولايات المتحدة بتصنيف الحرس الثوري منظمة إرهابية، ردًا مسرحيًا عبر إعلان أمريكا «دولة راعية للإرهاب»، ووصف الرئيس الإيراني حسن روحاني، الولايات المتحدة بأنها «زعيمة الإرهاب العالمي».

-أعلنت طهران في 7 مايو/ آيار الماضي التوقف عن تنفيذ بعض الإجراءات المنصوص عليها في الاتفاق النووي، وقال الرئيس روحاني، إنه سيعلق جزأين من الاتفاق كانت إيران تلتزم بهما، وهما بيع فائض اليورانيوم المخصب، والمياه الثقيلة.

– منح روحاني الموقعين الباقين على الاتفاق: فرنسا، وألمانيا، وروسيا، والصين وبريطانيا- مهلة 60 يومًا للاختيار بين أمرين؛ إما الوفاء بالتزاماتهم المالية والنفطية المنصوص عليها في الاتفاق، وإما اتباع الولايات المتحدة.

وهدد أنه إن لم تفِ الدول بتلك الالتزامات، فإن إيران ستبدأ إنتاج اليورانيوم العالي التخصيب، وهو ما تحجم عنه حاليًا، وتبدأ في تطوير مفاعل أراك للمياه الثقيلة، اعتمادًا على خطط تمت قبل توقيع الاتفاق.

-دفعت هذه التصعيدات المتبادلة، وخاصة إرسال حاملتي طائرات وتعزيزات عسكرية  أمريكية أخرى إلى المنطقة، كثيرين إلى الاعتقاد بأن حربًا على الأبواب. فهل هذا صحيح؟

ماذا عن اسرائيل؟

يمكن فهم الموقف الإسرائيلي مما تناقلته الاوساط السياسية والإعلامية  كان أهمها مانشرته جيروزاليم بوست في آيار الماضي عن تصاعد أصوات أميركية من أقصى اليسار واليمين تتهم إسرائيل بالوقوف وراء تحديد شكل السياسة الخارجية الأميركية تجاه إيران.

وحسب كاتب المقال سيث فرانتزمان، فإن الكثيرين باتوا يقولون إن “أبرز من يدفع ترامب باتجاه المواجهة العسكرية مع إيران هم وزير الخارجية مايك بومبيو، ومستشار الأمن القومي جون بولتون، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وولي العهد السعودي محمد بن سلمان”.

ويقول فرانتزمان إن الاتهامات في دوائر اليسار واليمين في الولايات المتحدة تتصاعد ضد إسرائيل تحديدا، باعتبارها “اللاعب الغامض وراء السياسة الأميركية تجاه إيران”.

وينسب الكاتب إلى باتريك بوكانان (من كبار مستشاري رؤساء الولايات المتحدة السابقين، مثل ريتشارد نيكسون وجيرالد فورد ورونالد ريغان، وهو مرشح رئاسي سابق) في رده على سؤال “من يريد هذه الحرب مع إيران؟ قوله إنهم بومبيو وبولتون وبنيامين نتنياهو ومحمد بن سلمان.

وأشار إلى دراسة صدرت عام 2006 أعدها الخبيران الإستراتيجيان جون ميرشماير وستيفن والت، وتحولت لاحقا إلى كتاب.

وحسب دراسة ميرشماير ووالت، فإن إسرائيل والمنظمات الداعمة لها عملت على تشكيل السياسة الخارجية الأميركية تجاه إيران كجزء من “خطة كبرى لإعادة ترتيب الشرق الأوسط”.

-لكن هنا لابد من الإشارة إلى رأي الأغلبية من  المحللين الاسرائيليين على أن إيران مثل أميركا غير معنيتين بمواجهة عسكرية بالخليج، خاصة أن ترامب -وخلافا لتصريحات وزير خارجيته مايك بومبيو ومستشاره للأمن القومي جون بولتون- دعا للحوار مع قادة طهران، وأعرب عن أمله أن يتصلوا به للجلوس للمفاوضات والتوصل لاتفاق معقول للجانبين.

ففي الوقت الذي دعم ترامب إسرائيل بمواقف وقرارات غير مسبوقة من أي إدارة أميركية سابقة، يقلل المحللون من إمكانية أن يستجيب ترامب لمطالب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشن حرب شاملة على إيران وتدمير مشروعها النووي.

وعزوا عدم استجابة ترامب لطلب نتنياهو لأن حربا من هذا القبيل ستهدد الأمن الإقليمي، وستكون لها تداعيات إقليمية، وستدفع لتدخلات دول عظمى مثل روسيا والصين، كما أكدوا أن طهران لن تبقي تل أبيب خارج المواجهة العسكرية والحرب بالخليج.

هل تُقرَع طبول الحرب؟

رغم كل هذه التصعيدات المتبادلة، فلا تزال مختلف الأطراف حريصة على التهدئة وعدم أخذ الأمور إلى مرحلة أبعد مما وصلت عليه.

على المستوى الأمريكي، قال وزير الخارجية مايك بومبيو إن الولايات المتحدة «من حيث المبدأ» لا تسعى لخوض حرب مع إيران، وأضاف «لقد أوضحنا للإيرانيين أنه إذا تعرضت المصالح الأمريكية للهجوم، فسنرد بكل تأكيد بطريقة مناسبة».

فيما وصف الرئيس ترامب التقارير الصحفية التي تقول إن هناك نية أمريكية لإرسال 125 ألف جندي إلى منطقة الشرق الأوسط استعدادًا للحرب مع إيران، بأنها «أخبار مزيفة». وأضاف: «هل من الممكن أن أفعل ذلك الآن؟ بالطبع، لكننا لم نخطط لذلك بعد. إذا فعلنا ذلك فإننا سنرسل عددًا أكبر من المذكور بكثير»، معربًا عن أمنياته بألا يحتاج لوضع مثل هذه الخطة.

-وإيرانيًا، قال المرشد الأعلى للثورة الإيرانية آية الله علي خامنئي، إن «إيران لا تسعى إلى الحرب، وأمريكا كذلك لا تسعى إلى الحرب لأنها لن تكون في صالحها»، وأضاف أن «خيار إيران النهائي هو مقاومة الضغوط الأمريكية. الحرب الحالية حرب إرادات وإيران ستنتصر في هذه المواجهة».

كما رفض خامنئي فكرة التفاوض مع الولايات المتحدة ووصفها بأنها «سُّم قاتل».

 

-الموقف الأوروبي:

أما بالنسبة للموقف ، وتأثير تلك المواقف على قرار واشنطن في شن الحرب من عدمه ، فبعد ان اعلن روحاني تعليق بيع وتحديد انتاج المياه الثقيلة كاحد بنود الاتفاق النووي ، تسارعت وتيرة التصريحات البريطانية والفرنسية ، والالمانية الى حد ما ، ومضمون هذه التصريحات ان على طهران البقاء ملتزمة بالاتفاق من طرف واحد ، دون ان يضمنوا لطهران تنفيذ التزاماتهم نحوها ..

وهذا الغموض في الموقف الاوربي هو الذي اضطر ايران على تعليق بعض التزاماتها ، وقد صبرت طهران على مراوغة الغرب وهي تعلم انهم راضون على استحياء بخروج واشنطن من الاتفاق ويعملون بخفاء وخبث الان مع واشنطن على تشكيل حلف جديد ورافعة ضغط لتطويع الارادة الايرانية او تجويع شعبها وتمزيق جبهتها الداخلية ثم الانقضاض عليها بعد انهاكها واضعافها .

ماهي احتمالات اللاحرب:

يشير الخبراء والمحللون أن الحديث عن حرب على إيران بدأ بالإنتشار سريعا في الأسابيع الأخيرة، لكن احتمال نشوب حرب، سواء عن قصد أو غير قصد، يظل محفوفا بالاخطار الجسيمة

و يرحجون عدم وقوعها على ضوء التصريحات لمسؤولي كلا البلدين ويرون ان جوهر المسألة  يتمثل بحملة ضغط اتخذتها إدارة ترامب في فرض عقوبات اقتصادية على إيران لإجبار إيران على التفاوض على «صفقة جديدة»، تُنهي بموجبها أنشطتها النووية وبرنامج الصواريخ الباليستية، مع توفير ردع عسكري كافٍ لمنع طهران من شن هجوم على القوات الأمريكية وحلفائها في المنطقة

كما يعتقد عدد من الخبراء  أن الولايات المتحدة غير معنية حاليًا بالهجوم على إيران لما سيترتب عليها من نتائج :

-ارتفاع هائل في اسعار البترول يضر بمصالح أغلب دول العالم بخاصة حلفاء أمريكا؛ أوروبا واليابان وكوريا الجنوبية.. ، ويترافق مع ارتفاع الأسعار ارتفاع مواز له في أسعار التأمين على شحن النفط في المنطقة وخارجها.

-ارتفاع أسعار النفط سيكون في مصلحة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

-الهجوم على إيران قد يجعل البيئة غير مؤاتية للإعلان عن صفقة القرن (إذا أُعلنت قريبًا)، لا سيما أن ترامب يراهن على هذا المشروع لتحسين فرصته في ولاية ثانية.

-المشروع الامريكي للحرب مع إيران ستجعل الولايات المتحدة في مقارنة خاسرة مع المشروع الصيني (الحزام والطريق) السلمي والتنموي والمدعوم ببنك البنية التحتية الصيني والذي انخرط فيه عدد غير قليل من الدول العربية، وهو ما قد يدفع الصين للنظر للحرب على أن مشروعها جزء من الأهداف الأمريكية وهو ما قد يدفعها أكثر في الاتجاه المعاكس للسياسة الأمريكية في المنطقة.

-وضع الاقتصاد الأمريكي (العجز التجاري الكبير وارتفاع فلكي للديون والحرب التجارية مع الصين وروسيا والتي أدت الى ارتفاع العجز التجاري الأمريكي بحوالي 13% مقارنة بالعام السابق على قرارات ترامب التجارية)، كل ذلك جعل مكتب الميزانية في الكونغرس الأمريكي يصل في خلاصة دراسته إلى أن معدل النمو الاقتصادي (2.7 % حاليًا) سيتراجع الى حوالي 2% خلال السنوات الخمس القادمة، فإذا اشتعلت الحرب فإن الأمور ستذهب بالنمو نحو الأسوأ..

-اتجاهات الرأي العام الأمريكي تشير إلى تزايد متواصل في نسبة الذين يشعرون بتراجع الاقتصاد الأمريكي، وهو ما يتضح في ارتفاع المتشائمين من وضع الاقتصاد الأمريكي ، وهذا أمر يجعل ترامب أقل حماسةً للمواجهة العسكرية.

هل الاعمال التصعيدية والهجمات  التي شهدتها منطقة الخليج مؤخرا ستكون الفتيل الذي يشعل الحرب  ؟

حتى الآن لم تعلن أى جهه مسئوليتها عن حوادث منطقة الخليج الاخيرة..وهناك حالة صمت مريبة وغامضة ومقلقة عن الجهه التى تقف وراء هذه الحوادث. فقد تعرضت أربع ناقلات نفط تجارية اماراتية قرب ميناء الفجيرة  الواقع على بحر العرب ولم تصدر بيانات من التنظيمات المعروفة واكتفت دولة الامارات بالتأكيد على أن ” العمل تخريبى”

في حين نفت إيران رسميًا أي علاقة لها بحادث تخريب الناقلات النفطية في المياه الاقتصادية الإماراتية، وطالبت بإجراء تحقيق كامل، ووصفت الحادث بالـ«مقلق». وقال الرئيس روحاني «إن شاء الله ستمر هذه الفترة العصيبة علينا بمجد ورؤوسنا مرفوعة، وسنهزم العدو».

ثم جاء الاعتداء على حقلى النفط داخل المملكة العربية السعودية ولم تعلن أي جهة أيضا مسئوليتها عن الحادث.

والحدث الأبرز الذي سعر الإشتباك الاميركي -الايراني والذي مازالت تبعاته تتصاعد منذ يوم الخيمس الماضي هو استهداف ناقلتي نفط يابانيتين في خليج عمان حيث تواصلت الإتهامات الاميركية والتحذيرات الاوروبية ضد إيران ..يضاف إليهم توجه المدمرة الامريكية “يو إس إس ميسون”  إلى مكان الهجوم  في بحر عمان، استعدادا للدفاع عن المصالح الأمريكية بما فيها حرية الملاحة.

المفارقة العجيبة أيضاكانت في رد الفعل على الحوادث الأخيرة التى ينظر اليها المراقبون أنها تأتى فى اطار التصعيد ضد ايران أن كل الأطراف المعنية فى المنطقة أعلنت عدم مسئوليتها بما فيها ايران .

فهل هناك طرف ثالث وراء اشعال فتيل الأزمة وزيادة الأمور تعقيدا فى المنطقة والخسائر التى ستتحملها عسكريا واقتصاديا..؟

للإجابة على هذا السؤال يجب البحث عن المستفيد من وراء التصعيد،والهجوم على السفن رغم عدم وقوع خسائر بشرية.. فأصابع الاتهام التقليدية تشير الى أن جهه مخابراتية ما فى المنطقة- وتحديدا الموساد الاسرائيلى- وراء الحادث واستعجال توجيه ضربة عسكرية الى ايران ، لأن تعقيد الأزمة يصب فى المصلحة المباشرة لتل أبيب التى ترى أن ايران العدو الأول المباشر لها وأن قوتها النووية تشكل خطرا كبيرا عليها.

أما المصلحة الأميركية فهي  استنزاف المنطقة ودولها الغنية وهذا هو الشعار الذي حمله ترامب بمواجهة الدول الخليجية الدفع مقابل الحماية”.

فالخسائر فى حرب الخليج الأولى والثانية تجاوزت مئات المليارات من الدولارات. والحرب الثالثة لايمكن تقدير خسائرها فيما لو وقعت .

الفتيل..لم يشتعل بعد، لكن التحريض على اشتعاله مازال مستمرا والحرب هذه المرة  ليست بالأمر السهل

وإذا انطلقت شرارة الحرب بين أمريكا وإيران، فإنها تكلفتها ستكون باهظة، وستكون حرباكبيرة جدا.. وربما تتدخل فيها أطراف اقليمية ودولية،إضافة إلى ان إيران تمتلك قوة عسكرية كبيرة، وجيشا يتجاوز تعداده 550 ألف جندي،و تعداد سكانها يتجاوز 80 مليون نسمة،  إلى ذلك فإن الجيش الإيراني يمتلك ترسانة صاروخية ضخمة، وعشرات السفن الصغيرة، التي تمثل واحدة من أكبر التهديدات العسكرية للقوات الأمريكية في الخليج.

ولايمكن تجاهل  نفوذها في المنطقة الذي  يمتد من طهران إلى بغداد ودمشق، وامتلاكها ممرات استراتيجية للوصول إلى البحر المتوسط عبر لبنان.

و على مايبدو لايمكن التكهن بما تحمله الايام القادمة من مفاجآت و أي صيف حار ستشهده المنطقة؟

الاحتمالات مفتوحة على مصراعيها و قد يكون احتمال الحرب العسكرية مازال بعيدا بعض الشيء،وفرص الاحتواء الأميريكى لايران بضغط الحصار الاقتصادى والحصار الدولى هو الأقرب حتى تخضع ايران للشروط الأميركية.

لكن بالتأكيد الخاسر الأول والأخير هو دول المنطقة والأمن الاقليمي..والخسائر هذه المرة لايمكن  تصورها او تحملها لأنها لن تكون حرب بين طرفين أو ثلاثة فقط لكنها حرب عالمية شاملة لاتبقي ولاتذر

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
أهم الأخبار ..
بعد 3 سنوات من اختطافه.. جائزة فولتير تذهب لكاتب عراقي موسكو: الرئيسان الروسي والصيني قررا تحديد الخطوط الاستراتيجية لتعزيز التعاون الجمهوري رون ديسانتيس يعلن ترشحه للرئاسة الأميركية للعام 2024 الأربعاء البيت الأبيض يستبعد اللجوء إلى الدستور لتجاوز أزمة سقف الدين قصف متفرق مع تراجع حدة المعارك في السودان بعد سريان الهدنة محكمة تونسية تسقط دعوى ضدّ طالبين انتقدا الشرطة في أغنية ساخرة موسكو تعترض طائرتين حربيتين أميركيتين فوق البلطيق قرار فرنسي مطلع تموز بشأن قانونية حجز أملاك حاكم مصرف لبنان رياض سلامة بطولة إسبانيا.. ريال سوسييداد يقترب من العودة إلى دوري الأبطال بعد 10 سنوات نحو مئة نائب أوروبي ومشرع أميركي يدعون لسحب تعيين رئيس كوب28 بولندا تشرع في تدريب الطيارين الأوكرانيين على مقاتلات إف-16 ألمانيا تصدر مذكرة توقيف بحق حاكم مصرف لبنان المركزي رياض سلامة الانتخابات الرئاسية التركية.. سنان أوغان يعلن تأييد أردوغان في الدورة الثانية أوكرانيا: زيلينسكي يؤكد خسارة باخموت ويقول "لم يتبق شيء" الرئيس الأميركي جو بايدن يعلن من اليابان عن حزمة أسلحة أميركية جديدة وذخائر إلى كييف طرفا الصراع في السودان يتفقان على هدنة لأسبوع قابلة للتمديد قائد فاغنر يعلن السيطرة على باخموت وأوكرانيا تؤكد استمرار المعارك اختتام أعمال القمة العربية باعتماد بيان جدة الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود: نرحب بعودة سورية الشقيقة إلى الجامعة العربية لتمارس دورها التاريخي في مختلف القضايا العربية رئيس جيبوتي إسماعيل عمر جيله: نرحب بعودة سورية الشقيقة إلى الحضن العربي معتبرين ذلك خطوة هامة نحو تعزيز التعاون العربي المشترك، ونثمن الجهود العربية التي بذلت بهذا الخصوص الرئيس الأسد: أشكر خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد على الدور الكبير الذي قامت به السعودية وجهودها المكثفة التي بذلتها لتعزيز المصالحة في منطقتنا ولنجاح هذه القمة الرئيس الأسد: أتوجه بالشكر العميق لرؤساء الوفود الذين رحبوا بوجودنا في القمة وعودة سورية إلى الجامعة العربية الرئيس الأسد: العناوين كثيرة لا تتسع لها كلمات ولا تكفيها قمم، لا تبدأ عند جرائم الكيان الصهيوني المنبوذ عربياً ضد الشعب الفلسطيني المقاوم ولا تنتهي عند الخطر العثماني ولا تنفصل عن تحدي التنمية كأولوية قصوى لمجتمعاتنا النامية، هنا يأتي دور الجامعة العربية لمناقشة القضايا المختلفة ومعالجتها شرط تطوير منظومة عملها الرئيس الأسد: علينا أن نبحث عن العناوين الكبرى التي تهدد مستقبلنا وتنتج أزماتنا كي لا نغرق ونغرق الأجيال القادمة بمعالجة النتائج لا الأسباب الرئيس الأسد: من أين يبدأ المرء حديثه والأخطار لم تعد محدقة بل محققة، يبدأ من الأمل الدافع للإنجاز والعمل السيد الرئيس بشار الأسد يلقي كلمة سورية في اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة الرئيس سعيد: نحمد الله على عودة الجمهورية العربية السورية إلى جامعة الدول العربية بعد أن تم إحباط المؤامرات التي تهدف إلى تقسيمها وتفتيتها الرئيس التونسي قيس سعيد: أشقاؤنا في فلسطين يقدمون كل يوم جحافل الشهداء والجرحى للتحرر من نير الاحتلال الصهيوني البغيض، فضلاً عن آلاف اللاجئين الذين لا يزالون يعيشون في المخيمات، وآن للإنسانية جمعاء أن تضع حداً لهذه المظلمة الرئيس الغزواني: أشيد بعودة سورية الشقيقة إلى الحضن العربي آملاً لها أن تستعيد دورها المحوري والتاريخي في تعزيز العمل العربي المشترك، كما أرحب بأخي صاحب الفخامة الرئيس بشار الأسد الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني: ما يشهده العالم من أزمات ومتغيرات يؤكد الحاجة الماسة إلى رص الصفوف وتجاوز الخلافات وتقوية العمل العربي المشترك