سورية

سوريا في الصراع الرئاسي الأميركي ..

|| Midline-news || – الوسط  ..

بين مرشحة ديمقراطية متذمرة من طريقة إدارة الرئيس الأمريكي ، باراك أوباما ، للملف السوري ، وبين مرشح جمهوري يبدو أقرب للموقف الروسي المؤيد للنظام ، يقف السوريون ليتابعوا الصراع الرئاسي الأمريكي وكل يحاول جر النار إلى قرصه .

النظام المدعوم من موسكو وطهران يسعى لاستغلال الفترة الرمادية الراهنة ليوسع سيطرته الميدانية بينما تسعى المعارضة المدعومة من واشنطن والرياض وأنقرة لمحاولة الصمود على أمل تبدل ما في المشهد ، وبينهما تحصد آلة القتل الجوية والبرية أرواح المدنيين ، ومن يخطئه الرصاص والقنابل تحصده أمواج البحار أو ينتقل إلى مخيمات تحولت مدنا للبؤس والألم .

مواقف ترامب :

نظرة ترامب إلى الوضع في سوريا تبدو متقلبة وغير ثابتة ، ففي يوليو الماضي ، وخلال المناظرات بين المرشحين الجمهوريين أنفسهم ، دعا إلى إرسال عشرات آلاف الجنود لقتال داعش على الأرض بالعراق وسوريا .

لكن ترامب سرعان ما بدل مواقفه بعد ذلك بشهرين ليتماهى مع مواقف روسيا ونظام الرئيس بشار الأسد وصولا إلى الدعوة لترك المتقاتلين ليفنوا بعضهم .

وخلال المناظرة الأخيرة مع كلينتون ، وصل الأمر بترامب للتحذير من سقوط الأسد ، وحمل منافسته كلينتون بالوقت نفسه مسؤولية المجازر في حلب دون أن يتطرق لمن ينفذها .

ولم يكن ينقص اللاجئين السوريين على جدول أعمال ترامب إلا الصورة التي نشرها نجله للتحذير من استقبالهم بذريعة إمكانية تسلل الإرهابيين بينهم ، حيث شبههم بقطع الحلوى التي يمكن أن يكون بعضها ساما ما يحول دون تناولها كلها .

هذا كله دفع بأحد أبرز الجمهوريين ، المرشح الرئاسي السابق جون ماكين ، إلى أن يقولها بصراحة : دونالد ترامب لا يفهم سوريا .

مواقف كلينتون :

بالمقابل ، كان الأسد موضوع صدام حاد بين ترامب وكلينتون ، إذ تتهم كلينتون روسيا بأنها لا تكترث لداعش ، فهي مهتمة بإبقاء الأسد في السلطة ، ودعت كلينتون إلى إنشاء منطقة حظر جوي لمساعدة السوريين في الهرب ، كما أنها دعمت التحقيق بالجرائم المرتكبة في حلب من قبل النظام السوري وروسيا .

حتى أن الخلاف حول الملف السوري برز بين ترامب ونائبه المرشح مايك بينس ، لكن كلينتون بدت مترددة بالمسارعة إلى الدعوة لرحيل الأسد ، مؤكدة أن الأولوية هي للقضاء على التنظيمات الإرهابية مع ترجيح مصادرها نيتها إجراء مراجعة شاملة للموقف الأمريكي في سوريا والشرق الأوسط .

 بل إن كلينتون اختارت ترشيح تيم كاين لمنصب نائب الرئيس وهو المعروف بسياساته المعارضة للنظام السوري إلى حد الدعوة لمواجهته عسكريا والمؤيدة لدعم أكبر لللاجئين السوريين مقابل اختيار ترامب لبينس الذي كان قد حاول من منصبه كحاكم لولاية إنديانا منع توطين اللاجئين السوريين فيها غير أن القضاء رد قراره .

كلينتون تبدو جادة في التطلع نحو سياسية أمريكية جديدة تجاه سوريا حتى لو كلف الأمر استفزاز الخصم الدولي لأمريكا ، فلاديمير بوتين ، الحليف الرئيسي للأسد عبر فرض منطقة حظر جوي فوق سوريا .

وما يزيد الموقف من سوريا غموضا بالنسبة لمتابعي سياسات المرشحين ، هو الموقف من إيران ، فرغم كل ما سبق ، تبقى كلينتون واحدة من بين أبرز الداعمين للاتفاق النووي مع إيران ، وهي الحليف الإقليمي الأول للأسد عسكريا وسياسيا ، وقد مكنها الاتفاق من تعزيز نفوذها بالمنطقة ، في حين أن ترامب يقف على طرف النقيض معارضا للاتفاق ، بل إنه يرى معركة الموصل بوابة لتسليم المدينة لإيران .

 وفي مطلق الأحوال ، فإن كلينتون نالت فرصتها لتلعب دورا بالملف السوري خلال توليها وزارة الخارجية عند بدء تفجر الثورة ، لكنها لم تفعل الكثير ، ربما بسبب السقف المنخفض الذي فرضته إدارة أوباما ، لكن ترامب بالمقابل ، ورغم مواقفه اللينة من الأسد وبوتين حاليا ، فإنه قد لا يجد أمامه أفضل من الملف السوري لممارسة التصعيد الذي يجيده فعلا ، وليحاول تأكيد شعاره الانتخابي ، ” أمريكا عظيمة مجددا” .

وكالات

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
أهم الأخبار ..
بعد 3 سنوات من اختطافه.. جائزة فولتير تذهب لكاتب عراقي موسكو: الرئيسان الروسي والصيني قررا تحديد الخطوط الاستراتيجية لتعزيز التعاون الجمهوري رون ديسانتيس يعلن ترشحه للرئاسة الأميركية للعام 2024 الأربعاء البيت الأبيض يستبعد اللجوء إلى الدستور لتجاوز أزمة سقف الدين قصف متفرق مع تراجع حدة المعارك في السودان بعد سريان الهدنة محكمة تونسية تسقط دعوى ضدّ طالبين انتقدا الشرطة في أغنية ساخرة موسكو تعترض طائرتين حربيتين أميركيتين فوق البلطيق قرار فرنسي مطلع تموز بشأن قانونية حجز أملاك حاكم مصرف لبنان رياض سلامة بطولة إسبانيا.. ريال سوسييداد يقترب من العودة إلى دوري الأبطال بعد 10 سنوات نحو مئة نائب أوروبي ومشرع أميركي يدعون لسحب تعيين رئيس كوب28 بولندا تشرع في تدريب الطيارين الأوكرانيين على مقاتلات إف-16 ألمانيا تصدر مذكرة توقيف بحق حاكم مصرف لبنان المركزي رياض سلامة الانتخابات الرئاسية التركية.. سنان أوغان يعلن تأييد أردوغان في الدورة الثانية أوكرانيا: زيلينسكي يؤكد خسارة باخموت ويقول "لم يتبق شيء" الرئيس الأميركي جو بايدن يعلن من اليابان عن حزمة أسلحة أميركية جديدة وذخائر إلى كييف طرفا الصراع في السودان يتفقان على هدنة لأسبوع قابلة للتمديد قائد فاغنر يعلن السيطرة على باخموت وأوكرانيا تؤكد استمرار المعارك اختتام أعمال القمة العربية باعتماد بيان جدة الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود: نرحب بعودة سورية الشقيقة إلى الجامعة العربية لتمارس دورها التاريخي في مختلف القضايا العربية رئيس جيبوتي إسماعيل عمر جيله: نرحب بعودة سورية الشقيقة إلى الحضن العربي معتبرين ذلك خطوة هامة نحو تعزيز التعاون العربي المشترك، ونثمن الجهود العربية التي بذلت بهذا الخصوص الرئيس الأسد: أشكر خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد على الدور الكبير الذي قامت به السعودية وجهودها المكثفة التي بذلتها لتعزيز المصالحة في منطقتنا ولنجاح هذه القمة الرئيس الأسد: أتوجه بالشكر العميق لرؤساء الوفود الذين رحبوا بوجودنا في القمة وعودة سورية إلى الجامعة العربية الرئيس الأسد: العناوين كثيرة لا تتسع لها كلمات ولا تكفيها قمم، لا تبدأ عند جرائم الكيان الصهيوني المنبوذ عربياً ضد الشعب الفلسطيني المقاوم ولا تنتهي عند الخطر العثماني ولا تنفصل عن تحدي التنمية كأولوية قصوى لمجتمعاتنا النامية، هنا يأتي دور الجامعة العربية لمناقشة القضايا المختلفة ومعالجتها شرط تطوير منظومة عملها الرئيس الأسد: علينا أن نبحث عن العناوين الكبرى التي تهدد مستقبلنا وتنتج أزماتنا كي لا نغرق ونغرق الأجيال القادمة بمعالجة النتائج لا الأسباب الرئيس الأسد: من أين يبدأ المرء حديثه والأخطار لم تعد محدقة بل محققة، يبدأ من الأمل الدافع للإنجاز والعمل السيد الرئيس بشار الأسد يلقي كلمة سورية في اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة الرئيس سعيد: نحمد الله على عودة الجمهورية العربية السورية إلى جامعة الدول العربية بعد أن تم إحباط المؤامرات التي تهدف إلى تقسيمها وتفتيتها الرئيس التونسي قيس سعيد: أشقاؤنا في فلسطين يقدمون كل يوم جحافل الشهداء والجرحى للتحرر من نير الاحتلال الصهيوني البغيض، فضلاً عن آلاف اللاجئين الذين لا يزالون يعيشون في المخيمات، وآن للإنسانية جمعاء أن تضع حداً لهذه المظلمة الرئيس الغزواني: أشيد بعودة سورية الشقيقة إلى الحضن العربي آملاً لها أن تستعيد دورها المحوري والتاريخي في تعزيز العمل العربي المشترك، كما أرحب بأخي صاحب الفخامة الرئيس بشار الأسد الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني: ما يشهده العالم من أزمات ومتغيرات يؤكد الحاجة الماسة إلى رص الصفوف وتجاوز الخلافات وتقوية العمل العربي المشترك