إعلام - نيوميديا

رولا زين – ماكرون يعيد فرنسا إلى الشرق الأوسط ويتقارب مع موسكو للعودة إلى دمشق والمعارضة في أسوأ أحوالها ؟ عجباً ومتى كانت في أحسنها ؟

|| Midline-news || – الوسط  ..

“حرص الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون على التسليم على السيد رياض حجاب وعلى الوفد المرافق له وذكر بالتزامه شخصياً بالملف السوري وبدعمه للمعارضة السورية بهدف انتقال سياسي في سوريا  “

هذا ما جاء في البيان الرسمي لقصر الايليزيه ،والذي يؤكد لمن يجيد القراءة أن مستشار الرئيس الفرنسي الشاب هو من استقبل وفد الهيئة العليا للمعارضة السورية ، وليس الرئيس الفرنسي ، الذي حرص في نهاية اجتماعهم مع مستشاره السياسي على المرور بالمكتب حيث الاجتماع وإلقاء التحية .

لا استقبال على سلم الايليزيه ،ولا صورة وداع أمام المصورين أو تصريحات لأحد أعضاء الوفد أو رئيسهم أمام الصحافيين ،  ولا إشارة بأن اللقاء استمر قرابة الساعة ناقشوا خلاله كذا وكذا أي الأذى ضد الدولة السورية ،كل هذه الأمور أصبحت من الماضي، ذهبت مع الرياح التي أبعدت هولاند الرئيس السابق وفريقه عن سدة الحكم ،وعن اللهو بالتصريحات  ضد سوريا ,والمهينة بمكانة فرنسا ، دولة الثورات وبيان حقوق الإنسان !

صدق السيد حجاب رئيس وزراء سوريا سابقاً عندما قال إن المعارضة في أسوأ أحوالها، لكنه لم يستخلص النتائج بعد ، على المستوى الشخصي ربما فعل ،  فبإمكانه مقارنة الأمس باليوم، وبالغد أيضاً إن كان يتابع ما نتابعه من صراع بين الأشقاء الذين خططوا لمحو سوريا والسوريين من على الخريطة  نكاية بايران ,فمن كان يصدق يوماً أنه يأتي يوم ويتهم  الإعلام الخليجي الدوحة عاصمة قطر بنشر الإرهاب وتمويله منذ عشرين عاماً ،وبالتخطيط للثورات العربية وقلب الأنظمة ؟ تكاد تحسب  نفسك  تستمع للتلفزيون العربي السوري وأنت تشاهد نشرة أخبار أبو ظبي بانتظار مسلسل رمضان “غرابيب سود “؟

في  المؤتمر الصحافي المشترك مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في قصر فيرساي ،فاجأ ايمانويل ماكرون العالم بفتح صفحة جديدة في رؤيته للأزمة السورية , فقد وضع في ” أولوية الأولويات ” كما قال ،محاربة الإرهاب في سوريا ،  لم يتطرق إطلاقاً إلى شخص الرئيس السوري أو يتهمه ” بقاتل شعبه “كما سلفه ، هو  يريد التعاون مع الروس وتشكيل فريق عمل مشترك ، وتبادل المعلومات ، بعد أن شرح له بوتين بشكل مفصل ما يجري في سوريا فأضاف ماكرون أنه يجب الحفاظ على الدولة السورية ، ولم يستبعد التحاور مع “ممثلين عن بشار الأسد “، في سياق رده على سؤال ملح من صحافي فرنسي عن إمكانية إعادة فتح السفارة الفرنسية في دمشق ! هذا التصريح

، أصاب الإعلام الفرنسي بالصدمة والخرس ، وفضل المحللون  التركيز على الخطوط الحمراء التي وضعها ماكرون  إزاء سوريا ،أي استخدام الكيميائي ” من أي طرف كان ” كما قال ماكرون ما معناه   أن فرنسا ستتدخل في سوريا دون العودة لأحد لقصف  الإرهابيين وداعش ، وهو ما تقوم به حاليا ً .  أما  تكرار إمكانية قصف دمشق للإطاحة بالنظام والرئيس وتدمير المنشآت الحيوية فهذا هو الخط الأحمر الذي وضعه بوتين لماكرون وقبله لاوباما ، وكرره المستشار الفرنسي لمعارضة الرياض أي بالشامي قالوا لهم ” زمن أول تحول ”  .

ايمانويل ماكرون الذي يحاول وضع بصماته على المشهد الفرنسي الداخلي والخارجي ، ويخطط للبقاء في الحكم ولايتين أي عشر سنوات ، أثبت  في أولى لقاءاته الدبلوماسية أنه رئيس براغماتي يقرأ الواقع والمتغيرات الدولية من حوله  ويستخلص النتائج ، لصالح بلده أولاً. فالإرهاب بات يهدد أمن واستقرار  أوروبا  وانتقلت الحرب المشتعلة والتي أشعلوها ومولوها ، إلى قعر دارهم ، وبات الأمن والأمان  أولوية الحكومات الغربية أمام مواطنيها  وناخبيها ،  لذلك لم يصدر أي نفي رسمي فرنسي  على المعلومات التي بثها الإعلام الأمريكي بأن فرنسا أوكلت للجيش العراقي قتل مواطنيها الملتحقين بصفوف الدولة الإسلامية في العراق والشام ، حتى لا يعودوا  ، وقريباً لن نستغرب خبراً مفاده أن فرنسا أوكلت للجيش السوري ملاحقة واغتيال مواطنيها في الرقة  والأراضي السورية !

هذا الأمر مهد له الرئيس الفرنسي في مؤتمره الصحافي مع بوتين ،حين أعلن عن فريق عمل مشترك مع الروس لتبادل الممعلومات .  فغداً تتحرر الرقة ولن يجد الإعلام الفرنسي  جهة يتهمها، وصناع القرار  أرضاً يستبيحونها للرد والإنتقام أمام الرأي العام .

منذ توليه مقاليد الحكم في باريس تضاعفت الرسائل المفتوحة للرئيس ماكرون لتغيير سياسات فرنسا الخارجية ، واستعادة مكانتها كدولة مستقلة  غير منحازة لصقور الولايات المتحدة الأمريكية ، وفي هذا الإطار تم تذكيره بموقف فرنسا الذي رفض استباحة العراق والمشاركة في تدميره بحجج واهية من قبل جورج بوش الإبن ، في خطاب تاريخي في مجلس الأمن لوزير خارجية  شيراك وقتها دومنيك دو فيللبان , لذلك يكثر الحديث حاليا ً عن سياسة دوغولية ميترانية ، ينتهحها ماكرون  نسبة  لمزجه بين اليمين واليسار في الحكم .

وفيما يخص الملف السوري  تبدو الأمور وكأن ايمانويل ماكرون قرأ وتمعن في الرسالة المفتوحة التي وجهها له أبناء وبنات المحاربين من أصل سوري ،الذين لب أجدادهم نداء الرئيس شارل دوغول عام 1940 لتحرير فرنسا من النازية ،  والمقيمين في مدينة مارسيليا جنوب فرنسا . ففي رسالة مؤثرة طالبوا ماكرون “بقلب صفحة مخزية من تاريخ بلدهم فرنسا بالتآمر على سوريا ودعم الجماعات الإرهابية فيها العاملة على تدمير بلد لم يعتد أو يهدد فرنسا “.وطالبوه برفع العقوبات عن الشعب السوري وعن أهلهم وأقاربهم الذين يتواصلون معهم دوما ً ولم ينقطعوا عن زيارة وطنهم الأصلي حتي في سنوات الحرب المؤلمة .

شتان بين رسالة هؤلاء السوريين وتصريحات وفد معارضة الرياض الذي جاء مستجدياً مرة أخرى  قلب النظام وإشاعة الفوضى وكان قد شجع واشنطن ورئيسها دونالد ترامب ،على مزيد من القصف والدمار في سوريا وصفق “لشجاعته ” في  إقدامه على ما لم يجرؤ عليه سلفه أوباما ، بالهجوم على قاعدة الشعيرات، قبل أن يصاب بخيبة أمل كبيرة  لعودة الطائرات السورية المقاتلة بالتحليق في اليوم التالي . ففي تصريح صحفي لم يخف  السيد رياض حجاب إحباطه وقال ” إنه لا توجد إرادة دولية حازمة وحاسمة باتجاه تنفيذ القرارات الأممية وأن السياسة الأمريكية السايقة قدمت تنازلات للروس  وأن الأولوية للإدارة الحالية هي مكافحة الإرهاب ولم يلمس سياسة واضحة إزاء سوريا من قبل واشنطن التي زارها مؤخرا ً “.

ليت السيد حجاب  يتابع ما يجري في منطقة الخليج العربي ، ويستبق الأحداث هو وزملاؤه ،  قبل أن تضطر الرياض إلى إقالتهم نهائياً عندما يتخذ القرار الأعلى ، كما أقالت الدوحة أمثالهم ، فلم نعد نستمع أو نشاهد لبنانيا ً متأمركاً يهدد ويتوعد بإسقاط الأسد على القنوات الإخبارية الفرنسية ولا بفرنسي مستعرب ناقم على دمشق لأسباب أخلاقية وشخصية  عندما كان دبلوماسياً فيها ، وقريباً ستقفل مواقع انترنيت تابعة لثوار” الربيع السوري “، ومراكز أبحاث ممولة من قطر  وغيرها على الأرض الفرنسية ، مارست الكذب وتزوير الواقع السوري لسنوات وتاجرت بدماء السوريين ودعت إلى فرض العقوبات على شعب تدعي الدفاع عنه من أجل ” الحرية والديمقراطية ” !

فعلا ً هي معارضة في أسوأ أحوالها وإنشاءلله سوريا في أحسن أحوالها ، ويمكن للسوريين ولهذا الشعب أن يشاهد  كيف انقلب السحر على الساحر من الرياض إلى باريس مروراً بأنقرة التي باتت تطالب  بوحدة الأراضي السورية !!

*كاتبة سورية ـ باريس

المصدر : رأي اليوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
أهم الأخبار ..
بعد 3 سنوات من اختطافه.. جائزة فولتير تذهب لكاتب عراقي موسكو: الرئيسان الروسي والصيني قررا تحديد الخطوط الاستراتيجية لتعزيز التعاون الجمهوري رون ديسانتيس يعلن ترشحه للرئاسة الأميركية للعام 2024 الأربعاء البيت الأبيض يستبعد اللجوء إلى الدستور لتجاوز أزمة سقف الدين قصف متفرق مع تراجع حدة المعارك في السودان بعد سريان الهدنة محكمة تونسية تسقط دعوى ضدّ طالبين انتقدا الشرطة في أغنية ساخرة موسكو تعترض طائرتين حربيتين أميركيتين فوق البلطيق قرار فرنسي مطلع تموز بشأن قانونية حجز أملاك حاكم مصرف لبنان رياض سلامة بطولة إسبانيا.. ريال سوسييداد يقترب من العودة إلى دوري الأبطال بعد 10 سنوات نحو مئة نائب أوروبي ومشرع أميركي يدعون لسحب تعيين رئيس كوب28 بولندا تشرع في تدريب الطيارين الأوكرانيين على مقاتلات إف-16 ألمانيا تصدر مذكرة توقيف بحق حاكم مصرف لبنان المركزي رياض سلامة الانتخابات الرئاسية التركية.. سنان أوغان يعلن تأييد أردوغان في الدورة الثانية أوكرانيا: زيلينسكي يؤكد خسارة باخموت ويقول "لم يتبق شيء" الرئيس الأميركي جو بايدن يعلن من اليابان عن حزمة أسلحة أميركية جديدة وذخائر إلى كييف طرفا الصراع في السودان يتفقان على هدنة لأسبوع قابلة للتمديد قائد فاغنر يعلن السيطرة على باخموت وأوكرانيا تؤكد استمرار المعارك اختتام أعمال القمة العربية باعتماد بيان جدة الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود: نرحب بعودة سورية الشقيقة إلى الجامعة العربية لتمارس دورها التاريخي في مختلف القضايا العربية رئيس جيبوتي إسماعيل عمر جيله: نرحب بعودة سورية الشقيقة إلى الحضن العربي معتبرين ذلك خطوة هامة نحو تعزيز التعاون العربي المشترك، ونثمن الجهود العربية التي بذلت بهذا الخصوص الرئيس الأسد: أشكر خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد على الدور الكبير الذي قامت به السعودية وجهودها المكثفة التي بذلتها لتعزيز المصالحة في منطقتنا ولنجاح هذه القمة الرئيس الأسد: أتوجه بالشكر العميق لرؤساء الوفود الذين رحبوا بوجودنا في القمة وعودة سورية إلى الجامعة العربية الرئيس الأسد: العناوين كثيرة لا تتسع لها كلمات ولا تكفيها قمم، لا تبدأ عند جرائم الكيان الصهيوني المنبوذ عربياً ضد الشعب الفلسطيني المقاوم ولا تنتهي عند الخطر العثماني ولا تنفصل عن تحدي التنمية كأولوية قصوى لمجتمعاتنا النامية، هنا يأتي دور الجامعة العربية لمناقشة القضايا المختلفة ومعالجتها شرط تطوير منظومة عملها الرئيس الأسد: علينا أن نبحث عن العناوين الكبرى التي تهدد مستقبلنا وتنتج أزماتنا كي لا نغرق ونغرق الأجيال القادمة بمعالجة النتائج لا الأسباب الرئيس الأسد: من أين يبدأ المرء حديثه والأخطار لم تعد محدقة بل محققة، يبدأ من الأمل الدافع للإنجاز والعمل السيد الرئيس بشار الأسد يلقي كلمة سورية في اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة الرئيس سعيد: نحمد الله على عودة الجمهورية العربية السورية إلى جامعة الدول العربية بعد أن تم إحباط المؤامرات التي تهدف إلى تقسيمها وتفتيتها الرئيس التونسي قيس سعيد: أشقاؤنا في فلسطين يقدمون كل يوم جحافل الشهداء والجرحى للتحرر من نير الاحتلال الصهيوني البغيض، فضلاً عن آلاف اللاجئين الذين لا يزالون يعيشون في المخيمات، وآن للإنسانية جمعاء أن تضع حداً لهذه المظلمة الرئيس الغزواني: أشيد بعودة سورية الشقيقة إلى الحضن العربي آملاً لها أن تستعيد دورها المحوري والتاريخي في تعزيز العمل العربي المشترك، كما أرحب بأخي صاحب الفخامة الرئيس بشار الأسد الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني: ما يشهده العالم من أزمات ومتغيرات يؤكد الحاجة الماسة إلى رص الصفوف وتجاوز الخلافات وتقوية العمل العربي المشترك