العناوين الرئيسيةكشكول الوسط

رندا كسابري: تحفزني تصاميم “الكيك الصعبة” ولا أستخدم إكسسوارات غير قابلة للأكل

ممتنة لوالدتي التي شجعتني، وطموحي افتتاح معهد لتعليم صناعة وتزيين الحلوى

|| Midline-news || – الوسط …
حوار: روعة يونس

.

لا يمكن مطلقاً؛ اعتبار ما تنتجه السيدة رندا كسابري، مجرد حلويات وكيك لذيذ. هذا إجحاف بحقها.
لذا سنستبدل مفردة السيدة السورية، بوصف فنانة، فهو أصلاً تصنيفها ولقبها، كونها مُدرّبة صناعة وتزيين “الكيك والحلويات” في أميركا التي تقيم فيها منذ عقود مع أسرتها الصغيرة الجميلة. وقبل ذلك هي صانعة ومصممة “كيك”. شُغفت منذ صغر سنها بإعداد وتزيين الكيك، وساهم حبها لفن التشكيل وإتباعها دروس أكاديمية به، في أن تنجز ما يُوصف بقطع فنية، حداً يحار من يرى قوالب الكيك التي تنجزها، هل يحتفظ بها لجمالها وشكلها الرائع أم يتناولها لأنها شهية؟
.

.

الصورة أعلاه، مفاجأة لنا وللقراء في آن معاً.. فخلال إرسال أسئلة الحوار إليها، فوجئنا بأنه لم يكفها إرسال صور عن منتجاتها، بل أهدت “الوسط” بكل ود وكرم قالب كيك يمثّل الشعار الخاص به “لوغو”..
إذاً.. مع كسابري، توقّع أن ترى كل ما حولك في الكون عبارة عن قالب كيك! فهي تحوّل الطبيعة والبحور والأنهار والكواكب والحيوانات والبنايات والغرف والآليات ووسائل النقل والألبسة والأحذية والحقائب والثريات وشخصيات الأطفال الكرتونية والمدارس والكتب وكل ما يخطر ولا يخطر ببال؛ إلى قالب كيك بهي الهيئة شهي المذاق يحصل عليه كل من شاء منتجاتها في كافة الولايات المتحدة الأميركية.. وشعار كل ذلك الحب والشغف والاحتراف برتبة فنانة.

.

بدايةً، حدثينا كمدخل إلى الحوار معك: كيف بدأت هواية تحضير الحلوى لديكِ؟

  • قبل إعدادي للكيك، كنت في صغري أهوى الأعمال الفنية وكل مافيه تصميم وإبداع. كتصميم الملابس وبعض الديكورات المنزلية من مواد بسيطة. وعندما أصبحت بسن يسمح لي بدخول المطبخ بدأت بتحضير الحلويات والكيك. كنت أجد متعة كبيرة في إيجاد طرق تزيين للكيك من مواد متوفرة في المنزل أو أخترعها بنفسي.  وكانت تلك الأطباق والكيكات تلقى الإعجاب من العائلة وتسعدهم. وهذا ما شجعني على الاستمرار. خاصة “والدتي” فلها الفضل الكبير لوصولي لهذا المستوى فلطالما شجعتني وآمنت بموهبتي ودعمتني لأحقق حلمي ولها الشكر الأكبر لاستمراريتي ووصولي إلى الاحتراف.

 


هذه الهواية، ألا تحتاج إلى موهبة مهمة تتقاطع وتتناغم معها هي “الرسم”؟ يبدو أنه لديكِ هذه الموهبة، صحيح؟

  • لا أجد تقاطعاً كبيراً بين الرسم وتزيين الكيك، سوى من ناحيه الفن و creativity. التقاطع الأهم هو أنني أعشق الرسم ولكن لا أجيده كثيراً، لذا عندما وجدت الوقت للتعلم لم أتردد أبداً. تعلمت بعض المبادئ الأساسية من خلال صف الرسم للمبتدئين في الجامعة، ثم اجتهدت كثيراً لأصل لمستوى يرضي شغفي نوعاً ما.. لكن مشواري مع الرسم سيستمر حتى أصل لمستوى جيد جداً. فالرسم الاحترافي هو حلمي الذي سأصل إليه يوماً ما. فأنا لي بعض التجارب المتواضعة في الرسم بالألوان الزيتية والاكريليك. وكنت محظوظة لأنني استطعت أخذ بعض الدروس لدى الفنان الرائع الأوكراني Andrii Afanasiev الذي قبل بكل روح جميلة أن يعطيني بعض الدروس عندما عرف شغفي ومحبتي لفن التشكيل.. وأنا ممتنة كثيراً لجهوده معي.

 

تتميز أعمالك من الحلوى بروح فنية عالية. أقرب إلى التصاميم الفريدة. هل احتجتِ إلى دراسة أكاديمية أو دورات؟

  • لم أدرس تزيين الكيك ولم أتبع دورات. بدأت لوحدي في المنزل وعملت بجهد لأصل إلى نتائج جميلة. وكل مرة كنت أتحدى نفسي بأن أجد صور “كيك احترافي” من شبكة “الانترنت” وأحاول تطبيقها في المنزل. ذلك التحدي كان متعتي في التزيين وهو ما طوّر مهاراتي ووضع موهبتي في الطريق الصحيح للتقدم. وعندما قررت دخول صف في الجامعة للدراسة الأكاديمية، لم يقبلوني كطالبة لأن مستواي الذي وصلت إليه كان أعلى بمراحل مما يقدمونه! وبعد ذلك قمت بتعليم فن الكيك لمدة ٤ سنوات. وهذا ما أضاف الكثير لخبرتي.

هل وجودك في أميركا كان سبباً مشجعاً لكِ لاحتراف إنجاز الحلويات؟

  •  نعم، هذا صحيح، وجودي في أميركا ساهم في الاحتراف من عدة نواح، أهمها عنصر الوقت، فقد كان عندي الوقت الكثير الذي لم أرد إهداره.. أردت دائما استثمار وقتي بإنجاز قطعة فنية لذيذة، أو لوحة أو رسمة. ومن ناحيه أخرى سمح لي وجودي في أميركا بالتركيز على موهبتي لإعطائها حقها من الاهتمام والتطوير، فهنا كل الفنون والمواهب تحترم و تصقل لتقدم بشكل رائع. وأي إنسان يريد تطوير موهبته لا تنقصه سوى الإرادة الحقيقية والتصميم على النجاح. فكل شي متوفر لتطوير المهارات والمواهب، من دورات ونشاطات وصفوف، وأماكن بيع تؤمن كل الأدوات اللازمه لتلك المواهب لتصبح احترافية. حقيقة لا ينقص الإنسان للنجاح هنا سوى الإرادة والتصميم لتحقيق موهبته وطموحه.

هل يقتصر إنتاجك على “الكيك” أم تصممين وتصنعين منتجات وحلويات أخرى؟

  • أصنع كل الحلويات القابلة للتزين.. محبتي لصناعة الحلويات منبعها التزيين بما يتناسب مع تصميم الكيك. أصنع البسكويت ومجموعه من الحلويات التي تقدم في المناسبات كالزواج والتخرج والولادات والمعمودية.. الخ
    إضافة لأنواع حلوى عديدة غير الكيك والبسكويت، لشتى المناسبات منها: للأندية الرياضية والاجتماعية والاحتفالات الرسمية وأعلام البلدان وغير ذلك الكثير.

هل تحتاجين إلى ساعات طويلة لإنجاز الكيك؟ مثلاً هل تحتاجين أحياناً لأكثر من يوم؟

  • نعم الكيك يحتاج لساعات وغالباً لأيام ، حسب التصميم. بعض التصاميم التي تحوي تفاصيل كثيره تتطلب التحضير المسبق قبل يومين وقد تصل إلى١٠ أيام.  هذا العمل الفني يتطلب الكثير من الوقت والجهد إذا أردنا نتيجة احترافية. لذلك يجب أن يكون الدافع قوي للمثابرة. وفي حالتي كانت محبتي لهذه المهنة دافعي الأقوى، إضافة لسعادتي عندما أنجز كيك يوصل رسالة الحب كما يجب. فرأيي الكيك هو تعبير عن اهتمام ومحبة وكلمة أحبك بطريقة مميزة ومذاق لذيذ.

عادة، ما هي المواد التي تستخدمينها في إعداد وتحضير الكيك؟ وهل تؤكل جميعها؟ يعني مثلاً هذه (الكتب) هل بها إكسسوارات زينة لا تؤكل؟

  • أحاول جاهدة أن لا أضع على الكيك سوى مواد قابلة للأكل وصحية. لأنني ضد وضع زينة غير قابلة للأكل، سوى بعض الدواعم للحفاظ على توازن الكيك، أو لتوصيل بعض القطع ببعضها.. فوضع زينة مجردة تحول الكيك إلى قطعة ديكور منزلية وليس مأكولات! فهذه الكتب وسواها من المنتجات تؤكل، لأنني استخدم مواد كعجينة السكر التي يوجد منها أنواع مخصصة لصناعة الورود مثلاً، وكذلك ورق الويفر، وعجينة الشوكولا، وورق الأرز، ومواد أخرى.

لا بد أنه لديك تصميم ما، أتعبك خلال إتمامه، لصعوبته أو براعة إنجازه.. ما هو؟

  • تكمن متعتي في صعوبه التصميم. وإن كنت سأذكر تصميماً أتعبني؛ فمثلاً هناك تصميم قمت به في بداية عملي وهو سرير طفل.. أردته أن يكون بكل تفاصيله وواقعي جداً. لم تكن لدي الخبرة التي أملكها الآن، ومع ذلك ثابرت حتى أنجزته وكنت راضية عن النتيجه، حتى أن السيدة التي طلبت الكيك لم تسمح بتقطيعه يوم الاحتفال لتستمتع به.. وتم تقطيعه بعد أربعة أيام.

ربما سبق لكِ أن شاركتِ في مسابقات أو معارض خاصة تقدمين فيها منتجاتك! لو فعلتِ لا شك ستفوزين وتحصلين على التاج.

  • لم أشارك بعد في مسابقات أو معارض.. فهذا يتطلب تفرغاً ووقتاً متسعاً لا أملكه الآن. فالأسرة تأتي دائماً في أولوياتي. لكن بالطبع أرغب جداً بذلك وأخطط له لما سيضيفه لي من خبرة واحترافية أكبر. لذا أعتقد أنني خلال سنتين أو أقل سأقوم بهذه الخطوة، فأنا في بدايه الطريق نحوها.

ما هي أحلامك وطموحاتك على هذا الصعيد الذي تشتهرين به؟

  • أهم طموحاتي أن أصل إلى مستوى مميز يترك بصمة في هذا المجال من خلال تقنيات أصعب وغير مسبوقه في تزيين الكيك. ولن تتوقف طموحاتي عند فن الكيك بل أيضاً السكر والنحت على الشوكولا. وأطمح بافتتاح معهد صغير يقدم دورات تعليميه لتزيين الكيك للمبتدئين ومساعدة السيدات الراغبات باحتراف مهنة جميلة. يعني باختصار: أريد أن أسابق الزمن لأبلغ النجاح.
    واسمحوا لي نهاية بتوجيه الشكر لصحيفة “الوسط” لإجراء هذا الحوار اللطيف الذي يثبت أن المحبة عابرة للقارات، ولتسليطكم الضوء على موهبتي وانجازي الصغيرين اللذين يكبران بمحبتكم.. وإتاحة الظهور لي في مساحه من صفحاتكم التي تزينها أسماء كبيرة من المبدعين العرب في الآداب والفنون وكل المجالات.
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
أهم الأخبار ..
بعد 3 سنوات من اختطافه.. جائزة فولتير تذهب لكاتب عراقي موسكو: الرئيسان الروسي والصيني قررا تحديد الخطوط الاستراتيجية لتعزيز التعاون الجمهوري رون ديسانتيس يعلن ترشحه للرئاسة الأميركية للعام 2024 الأربعاء البيت الأبيض يستبعد اللجوء إلى الدستور لتجاوز أزمة سقف الدين قصف متفرق مع تراجع حدة المعارك في السودان بعد سريان الهدنة محكمة تونسية تسقط دعوى ضدّ طالبين انتقدا الشرطة في أغنية ساخرة موسكو تعترض طائرتين حربيتين أميركيتين فوق البلطيق قرار فرنسي مطلع تموز بشأن قانونية حجز أملاك حاكم مصرف لبنان رياض سلامة بطولة إسبانيا.. ريال سوسييداد يقترب من العودة إلى دوري الأبطال بعد 10 سنوات نحو مئة نائب أوروبي ومشرع أميركي يدعون لسحب تعيين رئيس كوب28 بولندا تشرع في تدريب الطيارين الأوكرانيين على مقاتلات إف-16 ألمانيا تصدر مذكرة توقيف بحق حاكم مصرف لبنان المركزي رياض سلامة الانتخابات الرئاسية التركية.. سنان أوغان يعلن تأييد أردوغان في الدورة الثانية أوكرانيا: زيلينسكي يؤكد خسارة باخموت ويقول "لم يتبق شيء" الرئيس الأميركي جو بايدن يعلن من اليابان عن حزمة أسلحة أميركية جديدة وذخائر إلى كييف طرفا الصراع في السودان يتفقان على هدنة لأسبوع قابلة للتمديد قائد فاغنر يعلن السيطرة على باخموت وأوكرانيا تؤكد استمرار المعارك اختتام أعمال القمة العربية باعتماد بيان جدة الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود: نرحب بعودة سورية الشقيقة إلى الجامعة العربية لتمارس دورها التاريخي في مختلف القضايا العربية رئيس جيبوتي إسماعيل عمر جيله: نرحب بعودة سورية الشقيقة إلى الحضن العربي معتبرين ذلك خطوة هامة نحو تعزيز التعاون العربي المشترك، ونثمن الجهود العربية التي بذلت بهذا الخصوص الرئيس الأسد: أشكر خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد على الدور الكبير الذي قامت به السعودية وجهودها المكثفة التي بذلتها لتعزيز المصالحة في منطقتنا ولنجاح هذه القمة الرئيس الأسد: أتوجه بالشكر العميق لرؤساء الوفود الذين رحبوا بوجودنا في القمة وعودة سورية إلى الجامعة العربية الرئيس الأسد: العناوين كثيرة لا تتسع لها كلمات ولا تكفيها قمم، لا تبدأ عند جرائم الكيان الصهيوني المنبوذ عربياً ضد الشعب الفلسطيني المقاوم ولا تنتهي عند الخطر العثماني ولا تنفصل عن تحدي التنمية كأولوية قصوى لمجتمعاتنا النامية، هنا يأتي دور الجامعة العربية لمناقشة القضايا المختلفة ومعالجتها شرط تطوير منظومة عملها الرئيس الأسد: علينا أن نبحث عن العناوين الكبرى التي تهدد مستقبلنا وتنتج أزماتنا كي لا نغرق ونغرق الأجيال القادمة بمعالجة النتائج لا الأسباب الرئيس الأسد: من أين يبدأ المرء حديثه والأخطار لم تعد محدقة بل محققة، يبدأ من الأمل الدافع للإنجاز والعمل السيد الرئيس بشار الأسد يلقي كلمة سورية في اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة الرئيس سعيد: نحمد الله على عودة الجمهورية العربية السورية إلى جامعة الدول العربية بعد أن تم إحباط المؤامرات التي تهدف إلى تقسيمها وتفتيتها الرئيس التونسي قيس سعيد: أشقاؤنا في فلسطين يقدمون كل يوم جحافل الشهداء والجرحى للتحرر من نير الاحتلال الصهيوني البغيض، فضلاً عن آلاف اللاجئين الذين لا يزالون يعيشون في المخيمات، وآن للإنسانية جمعاء أن تضع حداً لهذه المظلمة الرئيس الغزواني: أشيد بعودة سورية الشقيقة إلى الحضن العربي آملاً لها أن تستعيد دورها المحوري والتاريخي في تعزيز العمل العربي المشترك، كما أرحب بأخي صاحب الفخامة الرئيس بشار الأسد الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني: ما يشهده العالم من أزمات ومتغيرات يؤكد الحاجة الماسة إلى رص الصفوف وتجاوز الخلافات وتقوية العمل العربي المشترك