العناوين الرئيسيةكشكول الوسط

رشا الشوفي: الرسم والغناء تفريغ لمشاعري وحالاتي النفسية بأجمل الصور

واقع الحركة التشكيلية أفضل.. والمواهب الغنائية حظوظها ليست كمطربي الليل

ما الذي يميز مطلق موهبة عن سواها؟ أليس: الإبداع والشغف والابتكار!

فكيف إذا أضيف إليهم ثلاثي آخر (الثقافة والوعي والجرأة)؟
هذا ما تتصف به الفنانة الشابة رشا الشوفي، الجميلة في التشكيل وكذلك الغناء.
لكن بروزها في الساحة الفنية؛ يشهد تألقاً في مجال الفن التشكيلي أكثر ربما من مجال الغناء والموسيقى، كونها لا تزال في طور الصقل والبلورة وخوض التدريب في مراكز ومعاهد أكاديمية.
بينما في مطلع حياتها الجامعية رفضت الانتساب إلى “كلية الفنون” واكتساب المعارف الأكاديمية، مفضلة دراسة فرع آخر، ومن ثم تدريب وصقل موهبتها، لأنها -كما ذكرتُ- اتصفت بالوعي منذ كونها طالبة، ورغبت في أن يكون لها مصدر علمي ومادي يرفد موهبتها، ولا يحول دون توقفها (هذا ما سيوضحه سياق الحوار معها).
رشا الشوفي.. فنانة مفعمة بالمواهب والإبداعات الجميلة التي تقدمها لنا كبطاقة شخصية تُعرّفنا على خياراتها ورسالتها و.. حياتها.

.

.
“تعدد المواهب”

ما بين الفن التشكيلي، والغناء، والعزف.. فضلاً عن إبداعات أخرى. تتعدد المواهب لديكِ.. ألا يحدّ من تألق موهبة على حساب أخرى؟ وأين نجد رشا الشوفي كفنانة، هل في التشكيل أم الغناء؟

المواهب المتعددة لا تحد من بعضها البعض بالعكس تماماً.. خاصة أن الرسم والغناء هما تفريغ للحالة النفسية بأجمل الصور . فكثير من الأحيان أحتاج أن أفرغ هذه الطاقة بالرسم، وفي أحيان أخرى أفرغها بالغناء. وكثيراً ما استمتع بالرسم وأنا أغني، أو أتحمس للرسم بعد أي أمسية غنائية. الموهبتان إلى الآن متضافرتان وتكملان بعضهما البعض. خاصة أنني  لازلت بطور التدريب والتطوير سواء في الغناء أو الرسم.
أما العزف فهو كان بالأساس لتعلم الصولفيج، مما يساعدني أكثر على صقل موهبة الغناء و التدريب عليها بشكل أكاديمي. وحالياً أتدرب على البيانو. إنما مشروع العزف المستقبلي هو على (الرق) فهو من آلات الإيقاع.. وهو النمط المفضل لدي والذي سيساعدني في الغناء أيضاً.
.

هناك سؤال تقليدي، لا أرغب عادة في طرحه، لكنني لن أغمد تأثير الكبار عليكِ.. هل ثمة من تأثرتِ بهم؟ 

طبعاً.. هناك فنانون كثر تأثرت بهم كحال أي فنان في بداية مشواره يتأثر بحالة فنية معينة (مدرسة فنية أو فنان معين) إلى أن يجد هويته. لقد تأثرت بالفنان سلفادور دالي وبأفكاره الغريبة والفلسفية. وكذلك الفنان الفرنسي رينوار التابع للمدرسة الانطباعية. وأكثر التأثر كان بالفنان الهولندي رامبرنت فنان الظل والنور.. ومؤكد هناك باقة من الفنانين العرب الذين تأثرت بهم مثل: مروان قصاب باشي. ولؤي كيالي وغسان السباعي وغيرهم.
.
.

.
“تشجيع الأهل”
في محور الفن التشكيلي.. نعرف الكثير عن فنك الجميل في المرحلة الحالية والأسبق. لكن ماذا عن بداية ظهور موهبتك في الرسم وكيفية تطويرها؟

بداية ظهور موهبتي منذ الصغر. من الأعوام الخمسة الأولى بدأت أمي ومعلمة الصف التحضيري بملاحظة اختلافي عن باقي الطلبة من ناحية الخط واللون والتعبير. وبدأ التشجيع من الأهل في المرحلة الابتدائية والإعدادية. وفي المرحلة الثانوية كان والدي -رحمه الله- يعرض بعض لوحاتي البسيطة على بعض الأصدقاء الفنانين مثل الدكتور عبد الكريم فرج. الذي شجعني لأكمل مشواري بالفن (فيما الآن تساندني والدتي المتذوقة والمتابعة للفنون وتقدم الرأي والملاحظة).
إنما آنذاك، كانت أعمالي بكل هذه المراحل بتقنيات الرصاص والألوان الخشبية. وفي السنة الأولى من الجامعة (حيث اني درست جيولوجيا وتعمدت أن لا أدرس الفنون الجميلة لأجعلها رديفة لأي فرع آخر أدرسه) رسمت لأول مرة بالألوان الزيتية، وبدأت مشوار الألوان واللوحات القماشية والرسم على الخشب.. ثم بعدها بدأت تجربة ألوان الإكريليك. وبدأ التطور يزداد يوماً بعد يوم نتيجة التدريب المستمر وحضور المعارض ومتابعة الحركة الفنية، فضلاً عن شغفي.
.

تتقنين وتستخدمين تقنيات متعددة: الألوان الزيتية والمائية والفحم والطباشير وغير ذلك. إنما أي التقنيات أعلاه الأقرب إلى نفسك؟

كل التقنيات هي عبارة عن وسائل لإيصال الشعور والإحساس والفكرة. وكل من هذه الوسائل تلبي هذه الغاية. لكن الاختلاف بتقنيات الرسم المختلفة يكون لعدة أسباب مثل: التجربة.. الاكتشاف. الابتكار.. محاولة تطوير التكنيك.. إلخ. منذ سنتين وحتى الآن أنا أرسم بتقنية جديدة وهي الفحم الأبيض والطباشير. واجد متعة كبيرة فيها.
.

.
“قدرات وصعوبات”

فيما يخص قدرتك على استخدام الفحم الأبيض والطباشير لإنجاز لوحات “الأبيض والأسود”. أليس صعباً وشاقاً بعد إتمام لوحة وتثبيتها باللاصق وإنهائها، إصلاح خطوط أو ظلال؟ كما في اللوحات الزيتية مثلاً.

نعم صحيح،  هناك صعوبة في تقنية الطباشير كونها مواد حساسة تتطلب استخداماً خاصاً للحفاظ على اللون. على عكس الألوان الزيتية والإكريليك السهلة في الاستخدام والتعامل. لكن يبقى لكل أسلوب جماليته مهما بلغت صعوبته.
.

عذراً لسؤالي.. لكن في ظل ظروفنا الاقتصادية الحالية، أشك في أن تستفيدي مادياً من الرسم! كحال معظم الفنانين! فما الذي يدفع رشا الشوفي للاستمرار في إنجاز اللوحات؛ رغم التكلفة الكبيرة لاقتناء المواد اللازمة؟

لم أختر دراسة الفنون الجميلة منذ البداية لئلا يكون الفن بالنسبة لي مصدر رزق وعيش (!) رغبتي أن أنقل وأفرغ أحساسي وأفكاري عبر اللوحة أهم لدي من الفائدة المادية. ربما يأتي يوم وتُقتنى كل لوحاتي. أو حتى لا تُقتنى أي منها! في الحالتين أنا أرسم من أجل الفن وإيصال رسالتي الفنية.
.

.

“واقع الفنون”
لديكِ مشاركات عديدة في المعارض الجماعية.. كيف تقيّمينها كتجربة؟ ومتى موعد معرضك الذي عرفنا أنكِ تعدين له؟

صحيح، شاركت في العديد من المعارض الجماعية وكانت مشاركات ناجحة أثرت بشكل إيجابي علي، تطور عملي أكثر من خلالها، وبت أسعى لإنجاز أعمال متنوعة وغير مكررة وتقديم تجارب جديدة.. ومؤخراً بدأت التحضير لمعرض فردي يتوقع أن يكون في الربيع المقبل كأبعد حد.
.

لنتطرق إلى رأيك كفنانة ومثقفة جريئة في طروحاتها:فكيف ترين واقع الحركة الفنية في سوريا (تحديداً المواهب الشابة) في الغناء والموسيقى والتشكيل؟

واقع الحركة التشكيلية في سورية من وجهة نظري هو جيد جداً، خاصة في آخر 10 سنوات (خلال الحرب)، حيث استمرت الحركة الفنية وإن بعجلة بطيئة نوعاً ما بسبب هجرة أو سفر الكثير من الفنانين إلى خارج سوريا. لكن كبلد فيه كل هذا الدمار وعلى كل المستويات أجد أن الفن كان حاضراً بقوة، وإن اختلفت المستويات المقدمة.
أما فيما يخص الحركة الفنية الموسيقية والغناء.. هناك الكثير من المواهب والأصوات الجميلة لكن لاتتوفر لديهم الكثير من الفرص والحظوظ والمنابر كي يبرزوا مواهبهم… وهذا تحكمه الواسطة والمحسوبيات! وللأسف الساحة الآن من حظ  مطربات ومطربي الليل في أماكن السهر.

.

.

“موهبة غنائية”
أنتِ صاحبة صوت جميل، ولديكِ مشاركات عدة، سواء في حفلات فنية أو عبر “كورال” هل يصقل الكورال صوت وشخصية الموهبة؟ أم هي مرحلة لإنطلاقة أكبر؟

الحفلات الفنية التي شاركت بها شكّلت تجربة رائعة لي على عالمستوى الشخصي والفني. من حيث الوقوف أمام جمهور، وكسر رهبة المسرح.. الكورال الذي انتسبت له لمدة سنة ونصف -تقريباً- صقل موهبتي وطورني وزاد من خبرتي الفنية.
.

هل لديك حلم ما على صعيد الغناء؟ لنفترض تقديم أغنية “سنجل” أو ربما “ألبوم”. وما هو اللون الغنائي وكذلك المواضيع التي تميلين إلى طرحها لو قيض لك إتمام أغنيات ما أو ألبوم “سي دي”؟

لم أفكر حتى الآن؛ بأي شيء جدي على مستوى الغناء. رغم تدريبي المستمر.. وأترك هذا الأمر للقادم من الأيام. ربما تسنح لي الفرصة بأن أقدم عملاً خاصاً في المستقبل، وإن كان ذلك حتماً سيكون في المجال الطربي الأقرب إلى قلبي، أو في و مجال الأغنية التراثية.
.
.

.
“عوالم جديدة”
في عودة إلى أول أسألة حوارنا -حول تعدد المواهب- ينتابني الإحساس بأن رشا الشوفي قد تقتحم عوالم فنية جديدة، وتقدم لنا مفاجأة! هل أنا محقة؟

أنا بطور اكتشاف نفسي. ومع كل نتيجة أحصل عليها يكون هناك مجال جديد أفرغ به ما بجعبتي من طاقة فنية.. فربما يكون هناك اكتشاف جديد وعوالم جديدة. من يدري؟ الزمن كفيل بذلك، خاصة أنني أرحب بأي شيء يمليه علي عقلي وقلبي.
.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
أهم الأخبار ..
بعد 3 سنوات من اختطافه.. جائزة فولتير تذهب لكاتب عراقي موسكو: الرئيسان الروسي والصيني قررا تحديد الخطوط الاستراتيجية لتعزيز التعاون الجمهوري رون ديسانتيس يعلن ترشحه للرئاسة الأميركية للعام 2024 الأربعاء البيت الأبيض يستبعد اللجوء إلى الدستور لتجاوز أزمة سقف الدين قصف متفرق مع تراجع حدة المعارك في السودان بعد سريان الهدنة محكمة تونسية تسقط دعوى ضدّ طالبين انتقدا الشرطة في أغنية ساخرة موسكو تعترض طائرتين حربيتين أميركيتين فوق البلطيق قرار فرنسي مطلع تموز بشأن قانونية حجز أملاك حاكم مصرف لبنان رياض سلامة بطولة إسبانيا.. ريال سوسييداد يقترب من العودة إلى دوري الأبطال بعد 10 سنوات نحو مئة نائب أوروبي ومشرع أميركي يدعون لسحب تعيين رئيس كوب28 بولندا تشرع في تدريب الطيارين الأوكرانيين على مقاتلات إف-16 ألمانيا تصدر مذكرة توقيف بحق حاكم مصرف لبنان المركزي رياض سلامة الانتخابات الرئاسية التركية.. سنان أوغان يعلن تأييد أردوغان في الدورة الثانية أوكرانيا: زيلينسكي يؤكد خسارة باخموت ويقول "لم يتبق شيء" الرئيس الأميركي جو بايدن يعلن من اليابان عن حزمة أسلحة أميركية جديدة وذخائر إلى كييف طرفا الصراع في السودان يتفقان على هدنة لأسبوع قابلة للتمديد قائد فاغنر يعلن السيطرة على باخموت وأوكرانيا تؤكد استمرار المعارك اختتام أعمال القمة العربية باعتماد بيان جدة الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود: نرحب بعودة سورية الشقيقة إلى الجامعة العربية لتمارس دورها التاريخي في مختلف القضايا العربية رئيس جيبوتي إسماعيل عمر جيله: نرحب بعودة سورية الشقيقة إلى الحضن العربي معتبرين ذلك خطوة هامة نحو تعزيز التعاون العربي المشترك، ونثمن الجهود العربية التي بذلت بهذا الخصوص الرئيس الأسد: أشكر خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد على الدور الكبير الذي قامت به السعودية وجهودها المكثفة التي بذلتها لتعزيز المصالحة في منطقتنا ولنجاح هذه القمة الرئيس الأسد: أتوجه بالشكر العميق لرؤساء الوفود الذين رحبوا بوجودنا في القمة وعودة سورية إلى الجامعة العربية الرئيس الأسد: العناوين كثيرة لا تتسع لها كلمات ولا تكفيها قمم، لا تبدأ عند جرائم الكيان الصهيوني المنبوذ عربياً ضد الشعب الفلسطيني المقاوم ولا تنتهي عند الخطر العثماني ولا تنفصل عن تحدي التنمية كأولوية قصوى لمجتمعاتنا النامية، هنا يأتي دور الجامعة العربية لمناقشة القضايا المختلفة ومعالجتها شرط تطوير منظومة عملها الرئيس الأسد: علينا أن نبحث عن العناوين الكبرى التي تهدد مستقبلنا وتنتج أزماتنا كي لا نغرق ونغرق الأجيال القادمة بمعالجة النتائج لا الأسباب الرئيس الأسد: من أين يبدأ المرء حديثه والأخطار لم تعد محدقة بل محققة، يبدأ من الأمل الدافع للإنجاز والعمل السيد الرئيس بشار الأسد يلقي كلمة سورية في اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة الرئيس سعيد: نحمد الله على عودة الجمهورية العربية السورية إلى جامعة الدول العربية بعد أن تم إحباط المؤامرات التي تهدف إلى تقسيمها وتفتيتها الرئيس التونسي قيس سعيد: أشقاؤنا في فلسطين يقدمون كل يوم جحافل الشهداء والجرحى للتحرر من نير الاحتلال الصهيوني البغيض، فضلاً عن آلاف اللاجئين الذين لا يزالون يعيشون في المخيمات، وآن للإنسانية جمعاء أن تضع حداً لهذه المظلمة الرئيس الغزواني: أشيد بعودة سورية الشقيقة إلى الحضن العربي آملاً لها أن تستعيد دورها المحوري والتاريخي في تعزيز العمل العربي المشترك، كما أرحب بأخي صاحب الفخامة الرئيس بشار الأسد الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني: ما يشهده العالم من أزمات ومتغيرات يؤكد الحاجة الماسة إلى رص الصفوف وتجاوز الخلافات وتقوية العمل العربي المشترك