العناوين الرئيسيةالوسط الثقافي

د.نزار بني المرجة: أحبذ التجريب في الشعر والبحث عن القصيدة النابعة من الذات..

أنا مع إطلاق فضائيات ثقافية وفكرية لمواجهة الأفكار الهدامة التي تداهمنا

…صحيفة الوسط – midline-news
حوار: روعة يونس
.

من الممتع أن تحاور فارساً من “بني الشعراء” تتسع مروجه التي يصهل في جهاتها شعره الجميل.. حتى وإن كان يصعب اختزال تجربته الكبيرة- الكثيرة، في الثقافة والأدب والعلم والطب؛ بمقال واحد. والأصعب أن تحيط بعوالم طبيب  وشاعر ومثقف ورئيس تحرير وضابط في الجيش؛ بحوار فقط. بينما أمضى الدكتور الشاعر نزار بني المرجة عقوداً في الميادين الثقافية يناضل بكل معنى الكلمة.

إلى ذلك.. لا يمكن لصحافي أن ينسب الأهمية إلى حواره أو يشعر بالرضا التام!
لكن في حقيقة الأمر، كون شاعرنا أجاب بكل وضوح وجرأة  على سؤال ما كان يجب أن تغفله الساحتان الإعلامية والثقافية، حول انقسام المثقفين وكيفية رأب الصدع بينهم بعد حرب دامت عشر سنوات! فإجابته الواضحة المباشِرة (التي يتهرب منها كثر) أشعرتني بالرضا، سواء اتفقنا أو اختلفنا.. فالمهم الحصول على إجابة شافية ورأي شفاف.
والمدهش هنا؛ أنه بعد مئات القصائد التي ضمتها مجموعاته الشعرية، يقول: أجمل قصيدة لم أكتبها بعد! وقال أكثر من ذلك، كما ستجدون في هذا الحوار مع شاعرنا د.نزار بني المرجة…
.


.
“بدايات وتكامل”
لا بد بداية من سؤال تقليدي: “بين الأدب والطب” وهو عنوان دراسة لك، أين أعطيت أكثر، ومن أعطاك منهما أكثر؟

  •  بحكم الموهبة وظروف الحياة، وجدت نفسي أجمع بين الشعر والأدب كموهبة والطب كمهنة. ولم أجد تعارضاً بين هذين المجالين، بل وجدت تكاملاً جميلاً بينهما. فالطب يداوي الجسد.. والشعر يداوي الروح. وجميل هو ذلك التكامل بين الأمرين. ولا شك أن الطب منحني أسباب الاكتفاء والعصامية والعيش الكريم، لكن الشعر والأدب منحاني فرصة التعبير عن ذاتي وقناعاتي التي أريد لها مثل أي شاعر أو كاتب أن تبقى مثل بصمة خالدة لي في هذه الحياة. فالكلمة هي التي كانت في البدء كما نعرف.. والكلمة هي ما يعبر عن ذاتنا وأحاسيسنا وقناعاتنا وهي ما سيبقى منا بعد الموت.

.

.
“الكتب الشاهدة”

بعد إصدارك العديد من المجموعات الشعرية في نهاية الألفية السابقة، أصدرت قبل أعوام “نام الغزال” الذي جذب قراء بني المرجة، فمعظمه قصائد عن الحرب والأحزان والآلام والكوارث… إلخ.  هل القارئ يميل إلى الحزن والوجدانيات أكثر من القصائد العاطفية مثلاً؟

  • أعتقد أن مجموعتي الشعرية “نام الغزال” ثم كتابي “البندقية والكمان”، من أبرز ما صدر لي من أعمال، لجهة كونهما قد عبرت فيهما بالشعر والنثر عن هواجس ويوميات الحرب التي لازلنا نعيشها في سورية في مواجهة قوى آلة العدوان والإرهاب التكفيري التي تستهدف إحراق بلادنا ومحو وجودنا وطمس هويتنا. وبالتالي فمثل هذه القصائد والتدوينات تشكل شهادة حية عن آلام عشناها.. وآمال نواصل العيش والكفاح لتحقيقها، خدمة للأرض والوطن والإنسان.

ذات ندوة، لاحظت أنك لم تكن سعيداً حين ذكّرت إدارة الندوة أنك شاعر محترف. ما الذي يضير في “احتراف” الشعر؟

  • احتراف الشعر من وجهة نظري، تعني تحول الشاعر إلى مرتزق أو بائع قصائد حسب الطلب! أنا مع الشعر/ الهواية والتجريب الدائم ورحلة البحث عن القصيدة النابعة من الذات دون تكلف أو قرار مسبق، ومع النص الذي يترجم الروح دون الاكتراث بأي شيء آخر.
    .


.
“مجد الشاعر”
شاركت في العديد من المهرجانات، ونلت الكثير من الجوائز والتقدير -محلياً ودولياً- هل ترى أن ذلك كله أنصف تجربتك ومنحك (مجد) ما؟

  • بداية أشكر كل جهة كرمتني على الصعيدين الأدبي والطبي.. وهذا شرف كبير لي. وأنا أنظر للتكريم على أنه رد جميل لجهد كبير مبذول ربما، ولكن الأهم هو أنه يشكل حافزاً للأجيال لكي تستقي العبرة وتواصل مسيرة من سبق في رحلة التفاني و العطاء.

إن كان ثمة مجد! ما الذي يصنع مجد الشاعر: لغته وصوره وأفكاره، أم محاكاته الإنسان؟ أم ماذا؟

  • أعتقد أن مجد الشاعر يتجلى في أمرين اثنين أولهما ابداعه الحقيقي في نصه الشعري عندما يحقق تجاوزاً إبداعياً غير مسبوق.. وثانيهما في مواقفه وتفاعله في شعره مع قضايا الإنسان والحياة.

.
“حراك ثقافي”
7-تشارك في المؤتمرات والندوات كمحاور أو ثقافي، لماذا لا تحيي أمسيات شعرية تتواصل بها مع مختلف الفئات العمرية والثقافية؟

أعترف أنني مقصر في مجال الأمسيات الشعرية الشخصية.. لكنني في المقابل ألبي الكثير من الدعوات للمشاركة مع زملائي الشعراء في مهرجانات وفعاليات شعرية وأدبية على مختلف المستويات.


كيف تقيّم واقع الحركة الشعرية في سورية؟ ألا تجد أن هناك حراك ثقافي على صعيدي النشر والأمسيات؟

  • ثمة حراك جديد جميل ولافت في المشهد الشعري السوري أفرزته الحرب خلال العقد الماضي.. وهذه نتيجة طبيعية لمخاض وتجربة صعبة عشناها على كافة الأصعدة.  وأنا من المتفائلين بولادة وظهور أسماء هامة قادمة في المشهد الشعري السوري، رغم كل ما يعيشه مجتمعنا من إحباطات! وكل السلبيات التي قد نلاحظها أحياناً في الأوساط الثقافية!
    .


.
“رأب الصدع”
لاشك بأن الحرب انعكست على المثقفين أيضاً.. هل سيمكن ذات يوم رأب الصدع بين الفرقاء؟! أم سنظل أمام مختلف القناعات والتجاذبات؟

  • رأب الصدع، لايمكن له أن يتحقق إلا في ظل عودة الذين ضلوا الطريق إلى جادة وطريق الوطن.. فالوطن والإخلاص للوطن أولاً وأخيراً هو المعيار. أما أولئك الذين باعوا الضمير وانتقلوا إلى خندق أعداء الوطن التاريخيين.. فلا أعتقد أن هناك سبيل لرأب الصدع بيننا وبينهم.

عضويتك سواء في اتحاد الكتاب أو في مكتبه التنفيذي، تسمح بأن تضعنا في أجواء عمل الاتحاد، هل لديك رضى على عمله وبرامجه؟ أم ثمة ملاحظات ما لديك؟

  • أنا متفائل جداً -من خلال متابعتي- بقدرة زملائنا في المكتب التنفيذي الحالي ومجلس الاتحاد على تحقيق خطوات إيجابية هامة؛ بدأنا نلاحظها في الحضور اللافت للاتحاد، وفي سعي الزملاء لتحقيق خطوات نوعية على صعيد الأداء الثقافي والأدبي والفكري، ومد جسور التواصل مع الفئات والشرائح الاجتماعية المختلفة؛ بما يؤدي لتعزيز دور الأدب والثقافة في المجتمع بشكل حقيقي وفاعل.
    .


.
“إعلام مقاوم”
11-أليس غريباً أنه رغم رئاستك تحرير أكثر من مطبوعة خاصة بالطب- وكذلك الأدب. لم تختر أن ترأس أو تدير أو تُطلق مطبوعة ثقافية خاصة؟

  • صحيح أنني تشرفت برئاسة تحرير مجلات طبية ك “مجلة طب الفم السورية” الناطقة باسم نقابة أطباء الأسنان في سورية، ومجلة “طبيب الأسنان العربي” الناطقة باسم اتحاد أطباء الأسنان العرب. وكذلك تشرفت أيضاً برئاسة تحرير صحيفة “الأسبوع الأدبي” الناطقة باسم اتحاد الكتاب العرب في الفترة مابين 2013_2015، وتشرفت بعضوية هيئة تحريرها لسنوات أيضاً، إنما ليس لدي حالياً أي مشروع لمطبوعة خاصة. نحن نعيش عصر الصورة، لا الكلمة المكتوبة. الصورة أسرع لعلاقتها بسرعة الضوء.. وأنا مع إطلاق فضائيات ثقافية وفكرية مقاومة، لمواجهة الأفكار الهدامة الخطيرة التي تداهمنا من كل حدب وصوب.

لنرجع إلى الشعر، ونختم حوارنا معك بسؤال عن أجمل قصيدة لك؟

  • أجمل قصيدة لم أكتبها بعد…!
    .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
أهم الأخبار ..
بعد 3 سنوات من اختطافه.. جائزة فولتير تذهب لكاتب عراقي موسكو: الرئيسان الروسي والصيني قررا تحديد الخطوط الاستراتيجية لتعزيز التعاون الجمهوري رون ديسانتيس يعلن ترشحه للرئاسة الأميركية للعام 2024 الأربعاء البيت الأبيض يستبعد اللجوء إلى الدستور لتجاوز أزمة سقف الدين قصف متفرق مع تراجع حدة المعارك في السودان بعد سريان الهدنة محكمة تونسية تسقط دعوى ضدّ طالبين انتقدا الشرطة في أغنية ساخرة موسكو تعترض طائرتين حربيتين أميركيتين فوق البلطيق قرار فرنسي مطلع تموز بشأن قانونية حجز أملاك حاكم مصرف لبنان رياض سلامة بطولة إسبانيا.. ريال سوسييداد يقترب من العودة إلى دوري الأبطال بعد 10 سنوات نحو مئة نائب أوروبي ومشرع أميركي يدعون لسحب تعيين رئيس كوب28 بولندا تشرع في تدريب الطيارين الأوكرانيين على مقاتلات إف-16 ألمانيا تصدر مذكرة توقيف بحق حاكم مصرف لبنان المركزي رياض سلامة الانتخابات الرئاسية التركية.. سنان أوغان يعلن تأييد أردوغان في الدورة الثانية أوكرانيا: زيلينسكي يؤكد خسارة باخموت ويقول "لم يتبق شيء" الرئيس الأميركي جو بايدن يعلن من اليابان عن حزمة أسلحة أميركية جديدة وذخائر إلى كييف طرفا الصراع في السودان يتفقان على هدنة لأسبوع قابلة للتمديد قائد فاغنر يعلن السيطرة على باخموت وأوكرانيا تؤكد استمرار المعارك اختتام أعمال القمة العربية باعتماد بيان جدة الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود: نرحب بعودة سورية الشقيقة إلى الجامعة العربية لتمارس دورها التاريخي في مختلف القضايا العربية رئيس جيبوتي إسماعيل عمر جيله: نرحب بعودة سورية الشقيقة إلى الحضن العربي معتبرين ذلك خطوة هامة نحو تعزيز التعاون العربي المشترك، ونثمن الجهود العربية التي بذلت بهذا الخصوص الرئيس الأسد: أشكر خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد على الدور الكبير الذي قامت به السعودية وجهودها المكثفة التي بذلتها لتعزيز المصالحة في منطقتنا ولنجاح هذه القمة الرئيس الأسد: أتوجه بالشكر العميق لرؤساء الوفود الذين رحبوا بوجودنا في القمة وعودة سورية إلى الجامعة العربية الرئيس الأسد: العناوين كثيرة لا تتسع لها كلمات ولا تكفيها قمم، لا تبدأ عند جرائم الكيان الصهيوني المنبوذ عربياً ضد الشعب الفلسطيني المقاوم ولا تنتهي عند الخطر العثماني ولا تنفصل عن تحدي التنمية كأولوية قصوى لمجتمعاتنا النامية، هنا يأتي دور الجامعة العربية لمناقشة القضايا المختلفة ومعالجتها شرط تطوير منظومة عملها الرئيس الأسد: علينا أن نبحث عن العناوين الكبرى التي تهدد مستقبلنا وتنتج أزماتنا كي لا نغرق ونغرق الأجيال القادمة بمعالجة النتائج لا الأسباب الرئيس الأسد: من أين يبدأ المرء حديثه والأخطار لم تعد محدقة بل محققة، يبدأ من الأمل الدافع للإنجاز والعمل السيد الرئيس بشار الأسد يلقي كلمة سورية في اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة الرئيس سعيد: نحمد الله على عودة الجمهورية العربية السورية إلى جامعة الدول العربية بعد أن تم إحباط المؤامرات التي تهدف إلى تقسيمها وتفتيتها الرئيس التونسي قيس سعيد: أشقاؤنا في فلسطين يقدمون كل يوم جحافل الشهداء والجرحى للتحرر من نير الاحتلال الصهيوني البغيض، فضلاً عن آلاف اللاجئين الذين لا يزالون يعيشون في المخيمات، وآن للإنسانية جمعاء أن تضع حداً لهذه المظلمة الرئيس الغزواني: أشيد بعودة سورية الشقيقة إلى الحضن العربي آملاً لها أن تستعيد دورها المحوري والتاريخي في تعزيز العمل العربي المشترك، كما أرحب بأخي صاحب الفخامة الرئيس بشار الأسد الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني: ما يشهده العالم من أزمات ومتغيرات يؤكد الحاجة الماسة إلى رص الصفوف وتجاوز الخلافات وتقوية العمل العربي المشترك