د. فائز حوالة – الرسائل المشفرة .. من خان شيخون .. ” المحررة ” !!

|| Midline-news || – الوسط  ..

مدينة خان شيخون تقع على الطريق الدولي الواصل من دمشق الى حلب وادارياً تقع بين ريفي حماة وادلب , وتبعد 37 كم عن حماة و70 كم عن ادلب وتفصلها عن حلب مسافة 110 كم وعدد سكانها يزيدعن الخمسين الف نسمة , وهذه المدينة يعرفها بشكل جيد جميع المتنقلين عبر الطريق الدولي الذي يربط دمشق بحلب او الطريق المؤدي في نهاية المطاف الى تركيا عبر ادلب , ولربما بقيت في مخيلة المتنقلين على هذا الطريق بسبب كثرة الحوادث المرورية التي تقع في هذه المنطقة لرعونة سائقي الدراجات النارية التي اشتهرت بها هذه المدينة وقطعهم الطريق الدولي بشكل مخالف للسلامة المرورية على مدار الساعة .

وبكل تأكيد فان موقع هذه المدينة المميز دفع  العناصر الارهابية للسيطرة عليها وجعلها ليس فقط خط دفاع عن مدينة ادلب بشكل عام وانما ايضا كنقطة انطلاق مهمة لتنفيذ العمليات الارهابية في حماة

ومع تطور الاحداث على الاراضي السورية والنجاحات التي حققها الجيش العربي السوري بمساندة الحلفاء في القضاء على الارهاب , وخاصة بعد الفشل الذريع للارهابيين في التقدم بريف حماة , فكان الارهابيون على دراية بان الاتجاه التالي للجيش العربي السوري ستكون مدينة ادلب واسلوب التقدم الواثق والفصل والعزل والتطهير , من هنا تأتي احدى  الرسائل المشفرة التي ارسلتها العصابات الارهابية للعالم كوسلية للضغط على الجيش العربي السوري هدفها وقف الزحف باتجاه خان شيخون لتحريرها من الارهابيين على طريق تحرير مدينة ادلب او على اقل تقدير ايقاف وتأجيل هذا الزحف حتى تتحقق بعض مصالح داعمي الارهاب والارهابيين العاملين على الاراضي السورية .

الرسالة الاخرى التي ربما استطاع داعمي  الارهاب ايصالها الى العالم هي اعادة التذكير بالقوى الاساسية التي يجب الاخذ بها في عين الاعتبار عند الوصول او في طريق الوصول الى حل سياسي للازمة في سورية وهم انفسهم حددوا تلك الدول التي تقدمت بمشروع القرار الى مجلس الامن الدولي والذين خرجوا بالنتائج المسبقة لنوع السلاح الذي تم استخدامه واسم الطائرة التي قذفت الصواريخ المحملة بالغازات لا بل واسم الطيار ايضاً ولكن لانعلم لماذا لم يفيدونا ويعلموننا بقياس حذائه ولون لباسه الداخلي !!!

رساة لابد من الاشارة اليها والتي وبالرغم من التركيز عليها واعطاؤها الحيز الاكبر كوسيلة لاستمالة القلوب والضغط على الرأي العام العالمي واحرج اعضاء مجلس الامن الدولي وهنا المقصود بالطبع روسيا والصين لاعتماد القرار المقدم من قبلهم وعدم استخدام الصين وروسيا لحق النقض بهذا المشروع المسبق الصنع , انهم الاطفال …. نعم سلاح الاطفال الذي تستخدمه هذه الدول الراعية للارهاب والرائدة في صناعة الارهاب , فهم اظهروا بان من تنشق جرعات غاز السارين وتأثر بالسلاح الكيماوي هم من الاطفال وجعلوا من اعدادهم تبلغ الخمسين طفلا …. ولكنهم نسوا ان يقولوا هل هؤلاء الاطفال كانوا بمفردهم في منطقة القصف ؟؟؟

اين هم اولياء امورهم وامهاتهم ؟؟؟ , وهل كانوا في الشوارع يتسكعون ام خلف مقاعد الدراسة في مدارسهم ؟؟؟ وهنا يطرح سؤال اخر نفسه … اين هم اساتذتهم ورفاق علمهم ؟؟؟ … وفي نهاية المطاف اين هم اقربائهم واهاليهم وذويهم الذين لم نسمع بتصريح واحد لهم حتى بعد القصف وتبخر الغاز القاتل ليضعوننا والعالم اجمع بحيثيات القصف وكيف تنشقت فلذات اكبادهم هذا الغاز القاتل !!!

ولكن كان المقصود  بالطبع ايضا من استخدام الاطفال هو الاشارة الى وجود اطفال معتقلين لدى هؤلاء الارهابيون …. فهل هم اطفال الخرافة ؟؟؟ ام هم اطفال جهاد النكاح ؟؟؟

ليتحول بذلك الاطفال الابرياء الى بضاعة رخيصة بايدي هؤلاء يزجون بهم في مختلف اسواق الارهاب

ولربما ايضا نستطيع القول بان الرسالة المشفرة ذات الاهمية العالية موجهة الى ادارة الرئيس الامريكي ترامب الذ ادلى بتصريحاته وممثلة بلاده في الامم المتحدة  قبل يوم من ارتكاب الجريمة والتي لاتخدم تلك الدول الراعية للارهاب والمغذية له في سورية وحاولوا تذكيره بالخطوط الحمراء لسلفه اوباما ” خط السلاح الكيماوي ” وانه الخط الوحيد الذي يتيح لهم العمل بأريحية كاملة في ادارة الحرب في سورية والتأثير على تقدم الجيش العربي السوري وحلفاؤه في تطهير الاراضي السورية حتى تحقيق اهدافهم واحلامهم واّمالهم من خوض اقذر معركة في التاريخ المعاصر على الاراضي السورية .

اما الرسالة المشفرة والاهم هنا مفادها بان العصابات الارهابية المسلحة تمتلك بالفعل الاسلحة المحرمة دوليا وانها تستطيع استعمالها في المكان والزمان الذي يريدونه فمن خان العسل الى جوبر والغوطة وووو… يعني بان هذا السلاح القذر متوفر في مختلف المناطق السورية واستخدامه من قبلهم لايكلفهم الا اعطاء الاوامر للارهابيين باستخدامه .

وان كانت الدعوات قد توجهت من قبل روسيا لاجراء تحقيق مستقل باستخدام الارهابيين لهذا السلاح سيؤدي الى تشكيل لجنة او لجان للتحقيق بشكل غير مسيس فان تقارير هذه اللجان سيكون مصيرها الرفوف او ضمن ادراج طاولات المسؤولين ليبصر النور الى طريقه في طي الكتمان , وان تمت في نهاية المطاف تجريم الارهابيين وانهم هم من استخدم الغاز السام فان القضية ستكون بمثابة لصق الجريمة بمصطلح ” ضد مجهول ” كون الجاني عصابات ارهابية مجهولة الحسب والنسب ومكان الاقامة ” الارهاب الدولي ”

في نهاية المطاف فان الجريمة التي ارتكبتها العصابات الارهابية المسلحة سواء كانت معتدلة او معدلة غربيا فهي جريمة ضد الانسانية وضد الشعب العربي السوري , يبقى فيها وكقاعدة عامة :

الفعل ” ارتكاب جريمة ”

الفاعل ” الارهابيون ”

المفعول به ” الشعب السوري ”

المفعول لاجله ” القوى التي تدعم الحرب على سورية ”

رسائل مشفرة وصلت ولكنها  كتبت بدماء ابناء سورية مرة اخرى وهذه المرة من خان شيخون .

الآراء المذكورة في المقالات لا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع وإنما تعبّر عن رأي أصحابها حصراً