خلافات حادة في الإدارة الأمريكية سبقت الاتفاق مع روسيا حول سورية
شذى عواد – واشنطن
كشفت صحيفتا واشنطن بوست و وول ستريت جورنال النقاب عن الأسباب الكامنة وراء الصعوبات التي اعترضت المباحثات بين وزيري الخارجية الأمريكي جون كيري والروسي سيرغي لافروف الذين توصلا بعد مفاوضات شاقة لاتفاق على خريطة طريق لوقف القتال في سورية والتنسيق المشترك على محاربة الإرهاب كمقدمة لحل سياسي متكامل . وجاء في مقال نشرته صحيفة واشنطن بوست أمس إن مصادقة الولايات المتحدة النهائية على الاتفاق جاءت بعد إجراء وزير الخارجية جون كيري مؤتمرا عبر جسر فيديو استمر لساعات عديدة مع ممثلين عن أجهزة الأمن القومي في واشنطن، لم يوافق بعضهم، وخاصة هؤلاء من البنتاغون، على تنسيق شن الضربات الجوية مع روسيا في إطار مكافحة الإرهاب”. وأشارت الصحيفة إلى أن بعض المسؤولين في البنتاغون وحتى في البيت الأبيض لم يخفوا تحفظهم من الاتفاق المخطط له” خلال الأشهر العديدة من المفاوضات. وأوضحت “واشنطن بوست” أن “بعضهم قال إن موسكو تسعى إلى إطالة الوقت حتى انتهاء ولاية الإدارة الحالية متوقعة الحصول على اقتراح أفضل من خليفة الرئيس باراك أوباما، فيما أصر الآخرون على أن روسيا كانت على يقين بأن فرص التوصل للاتفاق ستشهد تراجعاً، لا سيما حال انتخاب هيلاري كلينتون رئيسة للولايات المتحدة. وكان المتحدث باسم البنتاغون بيتر كوك قال إنه “من ضمن شروط واشنطن لإتمام التعاون العسكري، قبل أن يتم أي تحالف بين القوات المسلحة الأمريكية والروسية صمود الهدنة المتفق عليها لمدة أسبوع على الأقل”، مضيفاً “هناك التزامات يجب أن تتم ونحن بدورنا سنراقب عن كثب تنفيذ هذه الشروط في الأيام المقبلة. صحيفة وول ستريت جورنال نقلت أيضاً عن مسؤول أمريكي لم تذكر اسمه رفض وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر اتفاق التعاون العسكري مع روسيا حيث قال المسؤول الأميركي “إن كارتر كان المسؤول الأكثر تشدداً في الإدارة الأميركية الذي عارض الاتفاق خلال مناقشة مستشاري الأمن القومي له قبل إعطاء كيري الضوء الأخضر”. و تابعت وول ستريت جورنال: إن تساؤلات عدة بدأت تطرح عن إمكانية نجاح هذا التعاون الذي طالما رفضته واشنطن سابقاً، خصوصاً في ظل الانقسام الحاصل داخل إدارة باراك أوباما حول هذا البند المتعلق بإقامة مركز روسي أمريكي مشترك سيعمل ضمنه عسكريون وممثلون عن أجهزة الاستخبارات الروسية والأمريكية لتنسيق العمليات العسكرية ضد الإرهابيين وفصلهم عن المعارضين ، والذي لاقى معارضة من قبل وزير الدفاع الأميركي اشتون كارتر، الذي شككً في إمكانية الثقة بالروس لإقامة شراكة عسكرية على أرض المعركة، بحسب ما نقلت الصحيفة عن المسؤول الأ ميركي وأشارت الصحيفة الأميركية إلى أن مدير وكالة الاستخبارات المركزية جون برينان أعرب عن تشاؤمه من إتمام الصفقة دون أن يصطف إلى جانب كارتر في معارضته. ونقلت عن أحد المسؤولين أنه بالرغم من الشكوك إلا أن برينان ومسؤولين آخرين في الحكومة يعتقدون أن “الصفقة مع روسيا تستحق عناء المجازفة. ومن المنتظر بحسب مصادر أمريكية أن تبدأ الهدنة التي تشمل جميع أنحاء سورية تبدأ إعتباراً من الساعة السابعة بتوقيت دمشق من مساء يوم غد الأثنين الرابعة بتوقيت غرينتش. والخطة لهذه الهدنة أن تستمر لفترة أولية مدتها 48 ساعة.
||Midline-news||… الوسط