“حصاة الصبر” مسرحية دمى متحركة للصغار والكبار.. تعتمد تقنيات جديدة وترسّخ قيم جملية
|| Midline-news || – الوسط …
روعة يونس
يعيب النقاد غالباً على الأعمال الفنية التي تستهدف الأطفال ومعم الكبار، وينتقدون صنّاعها لأنهم يستخدمون لغة خطاب وأدوات (تقليدية) لا تتناسب مع إيقاع العصر وتطور وسائل مخاطبة الأطفال وتنمية مدركاتهم، ونشر الوعي والتثقيف في أوساطهم.
ويبدو أن صنّاع مسرحية “حصاة الصبر” المخصصة للأطفال، نجوا من ذلك الانتقاد الشائع، بعد أن خرجوا بعرضهم المسرحي الذي احتضنه مسرح العرائس في دمشق، عن تقاليد فنية وتعليمية تحاكي الأطفال كمحدودي المعرفة والفهم (!) وارتقوا بحضور عروض المسرحية إلى مستويات أعلى في النقاش التشاركي مع الأطفال، وسؤالهم عن آرائهم حول هذه الشخصية وتلك الشخصية. أو في أسلوب وأدوات العرض، أو اعتماد طريقة جديدة لمسرح “دمى العرائس المتحركة” إذ تمّ تقديمها بطريقة جديدة هي الدمى نصف المحمولة، التي تتخلى عن الخيطان في عملية تحريكها من خلف سور أو ستار، فتظهر بذلك على المسرح لضمان أن يعرف الأطفال بأن خلف هذه الدمى “إنسان” يحركها وينطق بدلاً عنها.
عرائس دمى بشرية
تهدف المسرحية إلى التمسك بالأخلاق الحميدة والسلوكيات الإيجابية لترسيخ قيم جميلة ونبيلة لدى الصغار والكبار. فالعمل يتحدث عن مناقب الصبر والعمل والعطاء والنصيحة والطاقة التي يمكن أن يتبادلها الناس فيما بينهم. وتمّ تقديم هذه المناقب بشكل غير مباشر، من خلال الأحداث والأغاني التي كتبها ماهر إبراهيم وأداها كل من: مازن عباس وديمة زين الدين. وقام بتحريك الدمى تماضر غانم ونجاح مختار ورندا الشماس رنا صعب وأيهم جيجكلي وزينب ديب. عن نص من تأليف الكاتب الراحل محمد قارصلي، أخرجته إيمان عمر.
وعن الهدف من استخدام الدمى فوق خشبة المسرح وليس خلفها كما جرت العادة، أوضحت المخرجة إيمان عمر لـ “الوسط” قائلة: رغبت باستخدام تقنية جديدة بعيدة عن دمى “الجاوا والقفازات والخيطان. من خلال اعتماد الدمى نصف المحمولة –كما رأيتم- حيث نكون الأطراف من جسم الممثل الواقف على المسرح أما الجذع والرأس فمن الدمية. وذلك كي يعرف الأطفال أن تلك الوجوه لدمى الحيوانات أو الجماد أو الشخصيات، إنما يؤديها “بشر” مثلهم. فمع حرصنا على تنمية أخيلة الأطفال علينا التنبه إلى زرع الوعي والمصداقية في صفوفهم.