ثالوث الإنسان المقدس.. حسين شعبان
|| Midline-news || – الوسط …
.
إن سبب عدم تطور شعوبنا هو تقديس الماضي؛ بكل ما فيه من نصوص أو أشخاص أو أفعال أو مناسبات, ووصلت الأمور مثلا: أنه تم منع أي تعديل أو إضافة إلى اللغة العربية ورغم الحاجة الشديدة كأن نضع ثلاث نقاط على الجيم لنقول: (انجليزي) أو ثلاث نقاط على الفاء لنلفظ مثلا (فينوس).
يُفترض؛ مع أن أي لغة، التمتع بالمرونة والديناميكية لتخدم الانسان وليس لتقديسها بحد ذاتها, وطبعاً نحن لا نفعل ذلك، لأن لغتنا هي (لغة القرآن) ولعنة الاقتراب من أي تعديل أو تطوير حتى على المستوي اللغوي والنحوي، جاهزة!
الغريب أن أمهات كتب المسلمين تقول أن القرآن لم يكن منقطاً أصلا! وصار النقد لأي نص ديني ضرباً من الكفر أو على الأقل تجريح المقدس لدى المؤمنين. حتى ان محاولات المرونة والتماشي مع العصر اعتبرت تجديفاً وتحريفاً ومؤامرة.
ويبدو أن الحكام أُصيبوا بهذه العدوى وصارت كلماتهم وتصرفاتهم وأفعالهم مقدسة ومعمدة بماء القداسة! وأي انتقاد سيجعلك في خانة العميل والمتآمر.
قبل إلغاء القداسة -من قبل أهل الاختصاص وليس الهمج أو الحاقدين- لا يمكن التقدم خطوة واحدة. وإلغاء القداسة هنا لا يعني تحقير المعتقد أو نسفه.. بل يعني دراسته بعين محايدة، والإشادة بالجيد، والإشارة إلى السيء، وكشف الزيف، أو على الأقل تمييز الغث من السمين، وتزكية الصالح وإلغاء المنتهي.
وقبل كل شيء التعامل مع الأديان والزعماء كحالة تاريخية ضمن ظروفها الزمانية والمكانية، وأن تكون البوصلة هي الإنسان وثالوثه المقدس:
-حياة الإنسان
-كرامة الإنسان
-حرية الإنسان
وبغير هذا الثالوث، لن نتطور ونتقدك حضارياً، بل ذلك لن نخرج إلى النور.
.