الحاضر يشهد على عناق الماضي والمستقبل في معرض نبيل السمان.. و”القيامة” تحمل رمزية الخلاص والانبثاق
أكثر من 50 لوحة تحاكي الأسطورة السورية وإنسانها المعاصر
|| Midline-news || – الوسط …
روعة يونس
.
رحلة مدهشة لا تضطرك دفع ثمن تذكرة، لدخول التاريخ والعودة إلى عالم المثولوجيا.. وصعود إلى صالة “زوايا” التي تفتح أبوابها لعالم الفنان التشكيلي المبدع نبيل السمان. ليقلع المسافر عبر أعماله الفنية إلى الحضارة السورية القديمة المتسمة بالعراقة والخلود، مقابل حاضر السوري المعاصر الذي يحاول أن ينبثق ليس من الرماد! بل من تحت ركام الحرب والألم والحزن، مؤكداً سعيه نحو الخلاص وقدرته على الصمود وإعادة بناء ذاته ومحيطه، مثلماً تاريخ السلف الأسطوري، وليستحق بذلك أن يكون كسورية صامداً كسنديان وصاعداً في شرايينها كالورد الشامي.
“اتزان وتوازن”
ما من قيامة تقوم هنا، إلاّ في الأعمال الفنية الرائعة التي اختار لها الأستاذ السمان عنوان “قيامة” ليحمل العنوان رمزية تشي بالخطاب التشكيلي الذي قدمه عبر 51 لوحة غاية في الروعة، تتمسك بالاتزان والتوازن. اتزان الأفكار، وتوازن الألوان وكل ما في مساحة اللوحات من فضاءات وأبعاد وكتل وكثافة وخطوط، في إبداعات “واقعية” لا تنحو إلى مدارس التجريد والسريالية. تتصف بكونها جميلة ومريحة للعين تحمل للمتلقي رسائل وإن كانت بهيئات مختلفة، لكنها ذات روح واحدة ولغة واضحة.
“أطفال ونساء”
انتشرت اللوحات الـ 51 على جدران الصالة، كما فراشات زاهية وبالونات ملونة رسمها السمان في أكثر من لوحة إشارة إلى عالم الطفولة بكل معانيه التي تختزل الأمل والمستقبل.. مثلما حضرت المرأة التي عكست ملامحها مع الصبر والتحمّل شيم القوة والصمود، كل ذلك بعناق مع الرموز الأسطورية التاريخية، والدينية الروحية كإسقاط معنوي على المشهد اللوني، عبر أحجام لوحات متنوعة احتضنت تلك الأفكار الإنسانية- اللونية، ما بين المتوسط والكبير، وبتقنية الألوان الزيتية. ودائماً بإبداع ريشة السمان فناننا التشكيلي برتبة الأستاذ، الذي استقطب معرضه مئات من أساتذة الفن التشكيلي ونجومه، ونخبة من الإعلاميين والمثقفين والمتذوقين والمتلقين.
“دلالات ومضامين”
وعن سبب اختيار “القيامة” عنواناً للمعرض، سألت “الوسط” التشكيلي السمان، فقال “بداية اخترت عنصر الطفولة للدلالة على الأمل المفترض أن لا نفقده رغم كل الجراح والآلام. كما تعكس لوحات المرأة قوة وصبر وتضحيات الشهداء من خلال أمهات وزوجات وبنات الشهداء. لذا جاءت تسمية المعرض بالقيامة لما تحمل من معان ومضامين مهمة تعكس رؤيتي، بخاصة أن تراثنا الأسطوري والحالي زاخر بهذه القصص والوقائع”.
وكان السمان -عضو اتحاد التشكيليين السوريين- قد أنجز أعمال معرضه “القيامة” خلال سنوات الحرب على سورية (2012 – 2019) راصداً ما مرت به من ظروف قاسية نتيجة المؤامرة والحرب الوحشية عليها.