إعلام - نيوميديا

التعاون الأمريكى الداعشي فى سورية !!

د . محمد سيد أحمد .. 

|| Midline-news || – الوسط  ..
منذ الأيام الأولى للأزمة السورية قبل ما يقرب من ست سنوات , كنت ضمن الطليعة التى ذهبت الى سورية للتعرف على حقيقية ما يحدث هناك , وكانت دوافعي متعددة :

أولا كنت على قناعة تامة أن ما يحدث هناك لا يمكن بحال أن يكون ثورة على غرار ما حدث فى مصر , فالأوضاع الاجتماعية والاقتصادية التى فجرت الثورة بمصر غير موجودة بسورية , فالطبقة الوسطى هى السائدة هناك , والاكتفاء الذاتى حيث يأكل السوريون مما يزرعون ويلبسون مما يصنعون هذا شعارهم , وعدم وجود ديون خارجية هى العلامة المميزة لاقتصادهم , فلماذا الثورة إذاً ؟!
وثانيا الاستقلال الوطنى وحرية اتخاذ القرار السياسي هى السمة المميزة للدولة السورية وهو ما جعلها تتمسك بمشروعها القومى فى مواجهة مشروع التبعية للقوى الاستعمارية العالمية, وجعلها تقف داعمة للمقاومة فى مواحهة العدو الصهيونى وهى قيمة مضافة تجعل المواطن يفخر بقيادته التى لا تلين ولا تنبطح أمام الغطرسة الأمريكية, فلماذا الثورة إذاً ؟!
ثالثا سورية هى الامتداد الطبيعي للأمن القومى المصرى , وهى الظهير الذى خاض مع مصر كل الحروب تاريخيا فلا حرب بدون سورية ولا انكسار بدون سورية ولا انتصار بدون سورية فالمصير دائما واحد, تلك التوأمة هى ما جعلتنى شغوف وقلق على ما يحدث هناك لأنه سيلقى بظلاله على الداخل المصرى .
رابعا سورية لأى انسان قومى عربي هى رمز الصمود والتحدى والمقاومة , وهى الأمل والحصن الأخير لإحياء المشروع القومى العربي الوحدوى, وأى أزمة تتعرض لها تهز المشروع وتضعف من الأمل والحلم فى تحقيق الوحدة العربية .

لهذه الأسباب كانت الزيارة الأولى التى تبعتها زيارات متعددة ومنتظمة لم تنقطع حتى اللحظة لتكوين جبهة للدفاع عن سورية العروبة, وكشف الحقائق حول المؤامرة الأمريكية الصهيونية على قلب عروبتنا النابض, وبالفعل كانت المعركة طويلة عبر كل وسائل الإعلام التى اتيحت لنا فرصة الظهور عليها, ولا ندعى أننا تمكنا من مواجهة الآلة الإعلامية الجهنمية الجبارة للعدو وحلفائه لكننا عملنا على قدر استطاعتنا وصمدنا صمودا اسطوريا ضد محاولاتهم لاغتيالنا جسديا ومعنويا.

وشاءت الأقدار أخيرا أن تكشفهم وتفضحهم أمام العالم أجمع فالولايات المتحدة الأمريكية التى قادت الحرب على سورية عبر دعمها الكامل بالمال والسلاح للجماعات التكفيرية الإرهابية, كانت دائما ما تصور للرأى العام العالمى أنها ترغب فى التدخل العسكرى فى سورية من أجل مكافحة الإرهاب, وبالفعل كونت تحالفا دوليا بدعوى مواجهة داعش وتحجيم تمددها ورغم ذلك كانت داعش تكبر وتتمدد كل يوم وتكسب أرض جديدة, وعندما تدخلت روسيا لدعم الجيش العربي السورى تم فضح الدور الأمريكى ونجحت الضربات الجوية الروسية لمواقع داعش من تمكين الجيش العربي السورى من تجفيف منابع الإرهاب الداعشي.

وبعد أن كانت الحرب الكونية على سورية يحاولون أن يصدروها للرأى العام أولا على أنها ثورة وفشلوا فى ذلك, فحاولوا ثانيا أن يقدموها على أنها حرب أهلية على خلفية طائفية وأيضا فشلوا فى ذلك, وثالثا اضطروا أن يعلنوا جزء من الحقيقة وهى أن هناك جماعات ارهابية تسللت عبر الحدود للأراضي السورية وتدور بينهم وبين الدولة السورية وجيشها الوطنى حرب لتمكين المعارضة السورية من الوصول للحكم وتطبيق الديمقراطية المزعومة.

وبالطبع كل هذه المبررات والإدعاءات قد تهاوت أمام الرأى العام العالمى عندما فشلت الجماعات التكفيرية الإرهابية وعلى رأسها داعش التى تخوض الحرب بالوكالة فى تحقيق ما رسم لها, وأمام نجاحات وانتصارات الجيش العربي السورى فى الفترة الأخيرة قرر العدو الأصيل الاسرائيلى ومن بعده الأمريكى فى التدخل العسكرى المباشر فى سورية فكانت الطائرات الاسرائيلية التى تم اسقاطها بواسطة منظومة الدفاع الجوى للجيش العربي السورى خير شاهد وخير دليل على أن الحرب بالأساس مع العدو الصهيونى, وأخير ظهر الدور الأمريكى عندما قامت الطائرات الأمريكية بمهاجمة مواقع الجيش العربي السورى فى دير الزور والتى كانت محاصرة من قبل داعش.

هذا التعاون الأمريكى الداعشي فى سورية يؤكد وجهة نظرنا والتى تبنيناها منذ اللحظة الأولى, بأن ما يحدث فى سورية هو مؤامرة كونية أمريكية صهيونية هدفها القضاء على أخر حصون المشروع القومى العربي المقاوم, فمتى يفيق العرب من غيبوبتهم, ويخرجون عن صمتهم المريب على ما يحدث فى سورية, ويعلموا أن المستهدف بالتقسيم والتفتيت ليس سورية فقط بل الأمة العربية كلها, وما تقوم به سورية وجيشها ليس دفاعا عن نفسها فقط بل دفاعا عن شرف وكرامة الأمة العربية من المحيط الى الخليج, اللهم بلغت اللهم فاشهد.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
أهم الأخبار ..
بعد 3 سنوات من اختطافه.. جائزة فولتير تذهب لكاتب عراقي موسكو: الرئيسان الروسي والصيني قررا تحديد الخطوط الاستراتيجية لتعزيز التعاون الجمهوري رون ديسانتيس يعلن ترشحه للرئاسة الأميركية للعام 2024 الأربعاء البيت الأبيض يستبعد اللجوء إلى الدستور لتجاوز أزمة سقف الدين قصف متفرق مع تراجع حدة المعارك في السودان بعد سريان الهدنة محكمة تونسية تسقط دعوى ضدّ طالبين انتقدا الشرطة في أغنية ساخرة موسكو تعترض طائرتين حربيتين أميركيتين فوق البلطيق قرار فرنسي مطلع تموز بشأن قانونية حجز أملاك حاكم مصرف لبنان رياض سلامة بطولة إسبانيا.. ريال سوسييداد يقترب من العودة إلى دوري الأبطال بعد 10 سنوات نحو مئة نائب أوروبي ومشرع أميركي يدعون لسحب تعيين رئيس كوب28 بولندا تشرع في تدريب الطيارين الأوكرانيين على مقاتلات إف-16 ألمانيا تصدر مذكرة توقيف بحق حاكم مصرف لبنان المركزي رياض سلامة الانتخابات الرئاسية التركية.. سنان أوغان يعلن تأييد أردوغان في الدورة الثانية أوكرانيا: زيلينسكي يؤكد خسارة باخموت ويقول "لم يتبق شيء" الرئيس الأميركي جو بايدن يعلن من اليابان عن حزمة أسلحة أميركية جديدة وذخائر إلى كييف طرفا الصراع في السودان يتفقان على هدنة لأسبوع قابلة للتمديد قائد فاغنر يعلن السيطرة على باخموت وأوكرانيا تؤكد استمرار المعارك اختتام أعمال القمة العربية باعتماد بيان جدة الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود: نرحب بعودة سورية الشقيقة إلى الجامعة العربية لتمارس دورها التاريخي في مختلف القضايا العربية رئيس جيبوتي إسماعيل عمر جيله: نرحب بعودة سورية الشقيقة إلى الحضن العربي معتبرين ذلك خطوة هامة نحو تعزيز التعاون العربي المشترك، ونثمن الجهود العربية التي بذلت بهذا الخصوص الرئيس الأسد: أشكر خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد على الدور الكبير الذي قامت به السعودية وجهودها المكثفة التي بذلتها لتعزيز المصالحة في منطقتنا ولنجاح هذه القمة الرئيس الأسد: أتوجه بالشكر العميق لرؤساء الوفود الذين رحبوا بوجودنا في القمة وعودة سورية إلى الجامعة العربية الرئيس الأسد: العناوين كثيرة لا تتسع لها كلمات ولا تكفيها قمم، لا تبدأ عند جرائم الكيان الصهيوني المنبوذ عربياً ضد الشعب الفلسطيني المقاوم ولا تنتهي عند الخطر العثماني ولا تنفصل عن تحدي التنمية كأولوية قصوى لمجتمعاتنا النامية، هنا يأتي دور الجامعة العربية لمناقشة القضايا المختلفة ومعالجتها شرط تطوير منظومة عملها الرئيس الأسد: علينا أن نبحث عن العناوين الكبرى التي تهدد مستقبلنا وتنتج أزماتنا كي لا نغرق ونغرق الأجيال القادمة بمعالجة النتائج لا الأسباب الرئيس الأسد: من أين يبدأ المرء حديثه والأخطار لم تعد محدقة بل محققة، يبدأ من الأمل الدافع للإنجاز والعمل السيد الرئيس بشار الأسد يلقي كلمة سورية في اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة الرئيس سعيد: نحمد الله على عودة الجمهورية العربية السورية إلى جامعة الدول العربية بعد أن تم إحباط المؤامرات التي تهدف إلى تقسيمها وتفتيتها الرئيس التونسي قيس سعيد: أشقاؤنا في فلسطين يقدمون كل يوم جحافل الشهداء والجرحى للتحرر من نير الاحتلال الصهيوني البغيض، فضلاً عن آلاف اللاجئين الذين لا يزالون يعيشون في المخيمات، وآن للإنسانية جمعاء أن تضع حداً لهذه المظلمة الرئيس الغزواني: أشيد بعودة سورية الشقيقة إلى الحضن العربي آملاً لها أن تستعيد دورها المحوري والتاريخي في تعزيز العمل العربي المشترك، كما أرحب بأخي صاحب الفخامة الرئيس بشار الأسد الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني: ما يشهده العالم من أزمات ومتغيرات يؤكد الحاجة الماسة إلى رص الصفوف وتجاوز الخلافات وتقوية العمل العربي المشترك