البرغوث السياسي .. وجنون العظمة .. ما هكذا تورد الإبل يا جبران .. الخلاف بين أمل والتيار الوطني الحر يعود إلى المشهد اللبناني قبل أيام من الانتخابات النيابية ..
رأي اليوم .. كمال خلف ..
|| Midline-news || – الوسط ..
عاد الخلاف الحاد من جديد بين رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري زعيم حركة أمل ووزير الخارجية اللبنانية جبران باسيل زعيم التيار الوطني الحر، وأن كان الطقس الانتخابي هو المظلة التي تبرر الهجمات الحادة بين الفرقاء المتنافسين في لبنان، إلا هذا الخلاف بين أمل والتيار يبدو أن انه بات خارج مظلة المنافسة التقليدية.
وحذّر رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري من أن «هناك اليوم من يحاول أن يسلك الطريق إلى محاولة تدمير فكرة ورسالة لبنان عبر سواح انتخابيين أحدهم «يبرغت» اليوم في دائرتنا». وقال: «يتكلمون عن حرية تلة مغدوشة ونسوا من حرَّرها، وعن المشاركة ودائرة جبيل خير شهيد على المشاركة التي يدّعون أنهم يتمتعون بها». كلام بري كان موجها إلى وزير الخارجية اللبنانية جبران باسيل، على آثر تصريحات الأخير التي قال فيها أثناء مهرجانه الانتخابي في الجنوب إن «الكثيرين لم يتمكنوا من الهيمنة على مغدوشة بالعسكر ولن يهيمنوا بالسياسة وهي أسقطت أحكام الهيمنة وسنبقى نقاتل حتى نحرر لكم هذا المقعد النيابي.
وخاطب بري الجنوبيين في حتفال القسم الذي أقيم في صور عبر شاشة كبيرة، قائلا: «لا أخشى عليكم أن تقعوا في براثن التحريض الطائفي والمذهبي الرخيص». واستشهد «بكلام رئيس الجمهورية ميشال عون الداعي إلى نبذ من يؤجج المشاعر الطائفية»، قائلاً «هل يسمع الأقربون خصوصاً». واعتبر كلامه تصعيديا و رداً مباشرا على ما قاله الوزير جبران باسيل خلال مهرجان «التيار الوطني الحر» في مغدوشة.
ودعا بري إلى «جعل المشاركة في الانتخابات استفتاء لتأكيد أن لبنان لا يمكن إلا أن يكون أنموذجاً للوحدة الوطنية والعيش المشترك نقيضاً للتفكك والعنصرية والطائفية». وقال «من خلال الاستحقاق الانتخابي لن نقبل بجعل لبنان قرباناً للمصابين بجنون العظمة والمعقدين نفسياً، ولن نسمح بإضعاف الحاضن الشعبي للمقاومة وتحويله من موقع القوة للبنان إلى شراع مثقوب تتسلل منه رياح الفتنة». ولفت إلى «أننا نريد إنقاذ البلد من الطائفيين والأنبياء الكذبة الذين يأتون بثياب الحملان»، سائلاً أين كانوا عندما هجّرت شرق صيدا؟ ومن أعادها؟.
منسوب الكلام المرتفع النبرة لبري، واجهه رد من كتلة التغيير والإصلاح التي يتزعمها الوزير باسيل . و توجه عضو تكتل “التغيير والاصلاح” النائب زياد أسود خلال لقاء انتخابي إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري قائلا: “عليك احترام المسيحيين الموجودين في الزهراني، وكما اعتبرت ان رئيس “التيار الوطني الحر” وزير الخارجية جبران باسيل كان “يبرغت” عندك فأنت ايضا “تبرغت” عندنا”.
واعتبر أنه “عندما يتكلم بري عن”برغتة” هذا يعني انه لا يحترم احدًا ويرفض المشاركة بين مكونات البلد، ونقول له جبران باسيل رئيس حزب كبير عليك احترامه”.
باسيل وعبر لقاء تلفزيوني ليل أمس عاد وكرر انتقاده لرئيس مجلس النواب ، وعلق على وصفه بالبرغوث بأنه سيستمر في اللسع.
ودخل على خط السجال وزير الأشغال يوسف فنيانوس وكتب عبر منصته على مواقع التواصل الإجتماعي ” استمعت اليوم في الجنوب الى خطابين واحد لرئيس مجلس النواب نبيه بري خطاب وطني جامع حريص على العيش المشترك وخطاب تحريضي ممهور بالحقد والكراهية للشريك في الوطن”، مضيفا:” ما هكذا تورد الإبل يا جبران”.
وإذ تبدو أن كل الأطراف السياسية تدرك مصلحة لبنان في أن تمر الانتخابات بسلام رغم قساوة الاتهامات ، إلا أن هذا الجدل سوف يؤسس لمرحلة جديدة في التعاطي السياسي بين أمل والتيار والوطني عنوانها التوتر.