دراسات وأبحاث

الانبعاث الكربوني وأثره في تدهور المناخ

م . رفاه رومية ..

|| Midline-news || – الوسط  ..

تعتبر مسألة الحفاظ على المناخ الجوي من التلوث من أبرز نقاط نجاح التنمية المستدامة التي تسعى كافة دول العالم إلى الالتزام بها و تطبيقها ، فكل التطورات الصناعية و التكنولوجية التي حققها الإنسان منذ القرن السابع عشر إلى الآن كانت سعيا وراء السيطرة على قوى الطبيعة و تسخيرها لتأمين حياة أفضل له و للأجيال القادمة ، لكن هذه الصناعات الثقيلة والتكنولوجيا المتبعة لعملها كانت السبب الرئيسي في التدهور المناخي الحاصل لكوكب الأرض نظرا لكمية الوقود الهائلة المستخدمة لتشغيلها و كما هو معلوم إن احتراق كافة أنواع الوقود و المشتقات النفطية ينتج عنها غاز ثاني أكسيد الكربون بالإضافة لغازات أخرى  و الذي يعتبر المسبب الرئيسي لظاهرة الاحتباس الحراري الذي تعاني منه الأرض  لذلك كان لا بد من الإسراع لحل هذه المشكلة التي تتفاقم مع الزمن خاصة بعد التقارير و الدراسات التي أظهرت مقدار الضرر الكبير الذي سيحدث فيما لو تم إهمال ظاهرة الاحتباس الحراري و الغازات الدفيئة على الإنسان و الكائنات الحية  .

من المسؤول عن الانبعاث الكربوني؟

يعتبر احتراق الوقود الأحفوري بأنواعه المختلفة المصدر الرئيسي للتلوث بالكربون سواء في المصانع الإنتاجية أو في وسائل النقل ، كما يؤدي القطع الجائر للأشجار الحراجية نتيجة التوسع الزراعي على حساب الغابات زيادة في نسبته باعتبارها المستفيد الأكبر منه في عملية التركيب الضوئي ، كما أن تحلل الكائنات الحية يرافقه إطلاق للكربون و أيضا تنفس الحيوانات و من ذوبان الثلوج  .في المخطط أدناه نلاحظ ازدياد الانبعاث الكربوني ما بين عام 1995 إلى عام 2013 حيث بلغ مقدار الانبعاث الكربوني أكثر من 36 مليار طن و كانت الولايات المتحدة الأميركية مساهمة بحوالي 15% من هذا الانبعاث .

كربون 1

أما المخطط التالي يبين لنا حصة كل دولة و مساهمتها في ظاهرة الانبعاث الكربوني لعام 2015 و كانت الصين في المرتبة الأولى بنسبة تقارب 28% .

كربون 2

مساهمة الانبعاث الكربوني في ظاهرة الاحتباس الحراري

يمكن التعريف عن ظاهرة الاحتباس الحراري بأنها زيادة درجة حرارة الغلاف الجوي و الأرض و تغير هذه الدرجة من فترة لأخرى ، فكما هو معروف الإشعاع الشمسي يخترق الغلاف الجوي ليصل إلى الأرض و التي بدورها تقوم بعكس جزء منه إلى الغلاف الجوي مرة أخرى و منها الأشعة تحت الحمراء و بالتالي الغازات الموجودة في الغلاف تمتص هذه الأشعة و تحتفظ بها ، لكن عند زيادة هذه الغازات عن نسبة محددة و منها غاز ثاني أكسيد الكربون سيؤدي بالأمر إلى رفع درجة الحرارة بشكل ملحوظ و هذا ما نسميه بالاحتباس الحراري . هنالك عدة غازات تسبب هذه الظاهرة نسميها بالغازات الدفيئة و المخطط التالي يبين نسبها و دورها في الاحتباس الحراري .

كربون 3

يسبب الاحتباس العديد من الظواهر الخطيرة على مناخ الأرض يمكن أن نذكر منها :

  • ذوبان الثلوج والجليد سواء في القطبين و بالتالي ارتفاع في مستوى مياه البحار و المحيطات .
  • ازدياد نسبة الأعاصير و شدتها و ما تخلفه من خراب و دمار .
  • ارتفاع في درجات الحرارة .
  • بدء انقراض بعض الكائنات الحية نتيجة التلوث بالكربون .
  • ارتفاع نسبة الحموضة في مياه البحار .
  • زيادة نسبة التصحر و تناقص في نسبة الغابات الحراجية .

كيف يمكن الحد من الانبعاث الكربوني ؟

هنالك العديد من الجهود الدولية لتخفيض الانبعاث الكربوني على مستوى جميع دول العالم سواء من خلال التوجه إلى تخفيض التلوث الصناعي الناجم عن احتراق الوقود و ذلك  بالاعتماد على الطاقات المتجددة لتوليد الطاقة إلى تحسين كفاءة استخدامها و إدارة الطلب عليها .جاءت اتفاقية كيوتو عام 1997و التي ضمت 195 دولة  كنتيجة للجهود العالمية للحد من التلوث البيئي المتزايد بالغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري حيث دخلت حيز التنفيذ عام 2005 بعد توقيع روسيا عليها عام 2004 ، و تتيح هذه الاتفاقية تخفيض الانبعاث الكربوني عن طريق آلية التنمية النظيفة و تجارة الكربون و آلية التنفيذ المشترك.

تشمل آلية التنمية النظيفة إحداث مشروعات تعتمد على مصادر الطاقة المتجددة من طاقة شمسية و رياح و حرارة جوفية  التي تخفض من الانبعاث الكربوني نتيجة لتخفيض استهلاك الوقود ، كما تشمل زراعة الغابات الحراجية التي تعتبر مغاسل كربونية يتم فيها التخلص منه و خفض معدل قطع الأشجار ، كما لا بد من رفع كفاءة استخدام الأنظمة الموجودة بحيث تعمل على تقليل الاستهلاك فيما لو قارناها  قبل إدخالها .

تشير الدراسات المناخية  الصادرة عن البنك الدولي لعام 2015 بأنه يمكن خفض الانبعاثات الضارة إلى الصفر عن طريق التخطيط للمستقبل للأمد الطويل ويعني ذلك احتساب التكلفة الحقيقية للانبعاثات الكربونية في إطار مجموعة شاملة من السياسات التي يمكن أن تؤدي إلى تغييرات في كل من الاستثمارات والسلوك، وتتطلب تسهيل عملية التحول للفئات الأكثر تضررا.

إن الحد من ظاهرة الانبعاث الكربوني و الذي يرافقها  تدهور مناخي متعاظم هي مشكلة عالمية تعني كافة الدول بالرغم من أن المسبب الرئيسي لها هي الدول المتقدمة و الذي يفرض عليها موقعها الالتزام بالاتفاقيات الموضوعة و مد يد العون للدول النامية في مساعدتها في المشاركة في عملية التنمية المستدامة من خلال تمويل و تسهيل نقل التكنولوجيا و خاصة في المشاريع الصديقة للبيئة سواء في مجال الطاقة أو النقل .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
أهم الأخبار ..
بعد 3 سنوات من اختطافه.. جائزة فولتير تذهب لكاتب عراقي موسكو: الرئيسان الروسي والصيني قررا تحديد الخطوط الاستراتيجية لتعزيز التعاون الجمهوري رون ديسانتيس يعلن ترشحه للرئاسة الأميركية للعام 2024 الأربعاء البيت الأبيض يستبعد اللجوء إلى الدستور لتجاوز أزمة سقف الدين قصف متفرق مع تراجع حدة المعارك في السودان بعد سريان الهدنة محكمة تونسية تسقط دعوى ضدّ طالبين انتقدا الشرطة في أغنية ساخرة موسكو تعترض طائرتين حربيتين أميركيتين فوق البلطيق قرار فرنسي مطلع تموز بشأن قانونية حجز أملاك حاكم مصرف لبنان رياض سلامة بطولة إسبانيا.. ريال سوسييداد يقترب من العودة إلى دوري الأبطال بعد 10 سنوات نحو مئة نائب أوروبي ومشرع أميركي يدعون لسحب تعيين رئيس كوب28 بولندا تشرع في تدريب الطيارين الأوكرانيين على مقاتلات إف-16 ألمانيا تصدر مذكرة توقيف بحق حاكم مصرف لبنان المركزي رياض سلامة الانتخابات الرئاسية التركية.. سنان أوغان يعلن تأييد أردوغان في الدورة الثانية أوكرانيا: زيلينسكي يؤكد خسارة باخموت ويقول "لم يتبق شيء" الرئيس الأميركي جو بايدن يعلن من اليابان عن حزمة أسلحة أميركية جديدة وذخائر إلى كييف طرفا الصراع في السودان يتفقان على هدنة لأسبوع قابلة للتمديد قائد فاغنر يعلن السيطرة على باخموت وأوكرانيا تؤكد استمرار المعارك اختتام أعمال القمة العربية باعتماد بيان جدة الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود: نرحب بعودة سورية الشقيقة إلى الجامعة العربية لتمارس دورها التاريخي في مختلف القضايا العربية رئيس جيبوتي إسماعيل عمر جيله: نرحب بعودة سورية الشقيقة إلى الحضن العربي معتبرين ذلك خطوة هامة نحو تعزيز التعاون العربي المشترك، ونثمن الجهود العربية التي بذلت بهذا الخصوص الرئيس الأسد: أشكر خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد على الدور الكبير الذي قامت به السعودية وجهودها المكثفة التي بذلتها لتعزيز المصالحة في منطقتنا ولنجاح هذه القمة الرئيس الأسد: أتوجه بالشكر العميق لرؤساء الوفود الذين رحبوا بوجودنا في القمة وعودة سورية إلى الجامعة العربية الرئيس الأسد: العناوين كثيرة لا تتسع لها كلمات ولا تكفيها قمم، لا تبدأ عند جرائم الكيان الصهيوني المنبوذ عربياً ضد الشعب الفلسطيني المقاوم ولا تنتهي عند الخطر العثماني ولا تنفصل عن تحدي التنمية كأولوية قصوى لمجتمعاتنا النامية، هنا يأتي دور الجامعة العربية لمناقشة القضايا المختلفة ومعالجتها شرط تطوير منظومة عملها الرئيس الأسد: علينا أن نبحث عن العناوين الكبرى التي تهدد مستقبلنا وتنتج أزماتنا كي لا نغرق ونغرق الأجيال القادمة بمعالجة النتائج لا الأسباب الرئيس الأسد: من أين يبدأ المرء حديثه والأخطار لم تعد محدقة بل محققة، يبدأ من الأمل الدافع للإنجاز والعمل السيد الرئيس بشار الأسد يلقي كلمة سورية في اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة الرئيس سعيد: نحمد الله على عودة الجمهورية العربية السورية إلى جامعة الدول العربية بعد أن تم إحباط المؤامرات التي تهدف إلى تقسيمها وتفتيتها الرئيس التونسي قيس سعيد: أشقاؤنا في فلسطين يقدمون كل يوم جحافل الشهداء والجرحى للتحرر من نير الاحتلال الصهيوني البغيض، فضلاً عن آلاف اللاجئين الذين لا يزالون يعيشون في المخيمات، وآن للإنسانية جمعاء أن تضع حداً لهذه المظلمة الرئيس الغزواني: أشيد بعودة سورية الشقيقة إلى الحضن العربي آملاً لها أن تستعيد دورها المحوري والتاريخي في تعزيز العمل العربي المشترك، كما أرحب بأخي صاحب الفخامة الرئيس بشار الأسد الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني: ما يشهده العالم من أزمات ومتغيرات يؤكد الحاجة الماسة إلى رص الصفوف وتجاوز الخلافات وتقوية العمل العربي المشترك