مصطفى المقداد – الإعلام السوري المغبون ..
مصطفى المقداد – الصفحة الشخصية ..
لا أدري أي خلفيات ومحددات تحكم التوجهات الإعلامية الرسمية في مبنى الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون ، وأي مرام تقصدها تلك السياسات المرتجلة ، دون وقوف على الواقع والأهداف ، ورغم عدم رضاي الشخصي عن الأداء الإعلامي بالمجمل ، إلا أن الحلول لا يمكن أن تكون من خلال الإغلاق والتذرع بالفائض العددي ، فالمسؤول الواعي والناجح يبتكر الآليات التي يشغل بها موظفيه وفق مقدراتهم وإمكانياتهم واختصاصاتهم ، لا بالاستغناء عنهم وهو أريح الحلول ، وأنا لن اتذرع بالحالة الاستثنائية التي نعيشها لكي أرضى أو أبرر ، فالسوريون قدموا نموذجاً للعمل والإنتاج غير مسبوق في حياة الامم كلها ، ومن ضمنها الإعلام الذي قدم الكثير بأقل التكاليف وبأسوأ الظروف ، فقناة تلاقي ما كان لمسؤولين أن يغلقونها بأي ذريعة كانت وهي صاحبة الحضورفي مجموعة غينيس ، بل كان الأجدر البحث عن تطوير عملها وفق الغاية التي أنشئت من أجلها .
ويأتي اليوم الدور على القناة الأولى ، وإذاعة صوت الشعب ، ما يمهدالطريق أمام احتمالات إغلاق المزيد ، وقد يطال القرار صحيفتي الثورة وتشرين ، وربما غيرهما فأين الحل ؟ وأين الحكمة في هذه الإجراءات التي لا ترى جوهر دورالإعلام في معركتناالكبرى ضد قوى البغي والعدوان ؟ وهي قوى توظف آلاف القنوات والصحف والمواقع ، وتغدق عليها الأموال .
حقيقة الأمر أن من يتخذون قرارات ارتجالية يقعون في الخطأ من حيث لايدرون ، وهذا بطبيعة الحال مصيبة ، ومصيبة كبرى ، ومعالجتها تحتاج أهل الكار من أصحاب الرؤوس الباردة ، ممن يعرفون الواقع ، ولايتعاملون بردود الأفعال ، ويضعون هدفاً ، ويحسنون اختيار آليات تنفيذه ، وينفذونه بمن لديهم من كوادر ، ويزيدون من وجود تلك الكوادر ولا يستغنون عنها .