الأقمار المطمئنة.. د.فاطمة اسبر
|| Midline-news || – الوسط …
.
فأنت أيتها الأقمار سيبقى نورك ساطعاً، أبداً.. وإليكم بعض الأدلة:
تعرض المتنبي لهجوم كبير، وإلى غيرة، ولدت حقداً كبيراً في دواخل حاسديه ونقاد شعره، مما جعله يقول ساخراً:
أفي كل يومٍ تحت ضبني شويعرٌ …. ضعيفٌ يقاويني، قصيرٌ يطاولُ.
أين هم نقاده؟ ومن يعرفهم؟ بينما بقي المتنبي مالئ الدنيا وشاغل الناس
وحين كتب أبو تمام في قصيدةٍ رائعة له: لا تسقني ماء الملام فإنني… صبٌّ قد استعذبتُ ماءٓ بكائي. أرسل إليه أحد ممن يريدون النيل منه، وعاءً.. وقال للغلام الذي أرسله: قلْ له أن يرسل لي قليلاً من ماء الملام. وكان يظن أنه سينتصر على أبي تمام بالسخرية!
فرد أبو تمام: سأرسل له ماء الملام، لكن ليس قبل أن يأتيني “بريشةٍ من جناح الذل” إشارة إلى المجاز في الآية القرآنية الكريمة “واخفض لهما جناح الذل من الرحمة”.
فأين هم من هاجموا أبا تمام على المجاز في شعره؟ ومن منا لا يرى أبا تمام قمراً في سماء الإبداع؟!
كذلك، لم يسلم البحتري من الهجوم. ووصفوا شعره “كأنه مقدود من حجر لا رقة فيه”. وسأذكر لكم جوابه كي لا أطيل، إذ قال: عليّ نحتُ المعاني من معادنِها … وما عليّ إذا لم تفهمٍ البقرُ”. فأين من حارب البحتري؟ بينما هو الخالد في تراثنا الشعري.. وهم الزائلون.
*فنانة تشكيلية وكاتبة- سورية