إلاّ النسيان .. حاتم فرج
|| Midline-news || – الوسط …
أتعلمين ؟
لملمت فتات ما بقي مني
لأرسم كلمات لطاف
أنا رواية لم تكتمل فصولها
لتعود إلى رفوف المكتبات..
لندي رغبة جامحة لإعادة التكوين
أن أولد في عالم جديد
الريح فيه كفراشات الربيع
بحره عسل..
لا تستطيع شمس اﻷوجاع الغرق فيه!
بيوته عتيقة تلامس بيوت اﻹغريق
رماله متناثرة كأرض القمر
أزرع فيه سنابل حب
لأحصد ورود السنين..
لا حدود له
يمتد من ضلع آدم
إلى
ضلع الجنين..
أحلم أن أتكوّن من جديد
أرى الحياة
بعيدة
قريبة
بمسافة وهم
و أن أهرب من كل اﻷماكن
التي عرفتها
ولم أعرفها
لأنني أمسيت كتلة وجائع
أبحث عن ذاكرة أوسع
لتخرج كلمات الفرح من فمي
دون أن تصطدم بأنفاسي..
أنسحب كالمهزوم
لأعيش بذاكرة مشوهة
بانتظار النسيان
والسلام
لقلب مزقه الخذلان..
أتذكرين ؟
عندما انتظرت الحب
“لأكون طفلاً”
فمات في قلبي أطفال العالم بأسره!
كل يوم أسجد وأدعو
أن يمحو الله الوجع
ولا يترسب الصمت في أحشائي
أرجوه
أن يغير يد القدر
فأدعي النسيان
ولا أذكر الحاضر!
أصبحت كل الليالي منفية
سلكت طريق اللامبالاة
ﻷن وجهي مقتول..!
الآن سأخبرك:
اعتدت الوجع
اعتدت التحدث دون لسان
اعتدت أن أصير أميراً ليومي
مع فنجان قهوة وكتاب
اعتدت كل شيء
إلاّ النسيان
هذا أنا..
في يسار صدري
بركان لهب
يصرخ في رئتي
يتردد صداه
وجراح الروح
تتراقص على النزف
ستلتئم يوماً.. ستلتئم يوماً
عند افتراش قبر
لختام الحياة
ربما.. دعاء في الغيب يريح النفوس
فلا تنسوني عند همس الصلاة