مرايا

إدلب في النصف ساعة الأخيرة

|| Midline-news || – الوسط. …
منذ أواخر شهر تشرين الأول/ اكتوبر الماضي، عاود المواطنون السوريون التوافد عبر معبر أبو الظهور الإنساني، وهي واحدة من الدلالات الهامة التي تشير الى اقتراب موعد الحل العسكري في إدلب، الذي تزامن مع قمة رباعية: روسية، ألمانية، فرنسية، تركية، على مستوى القيادات السياسية العليا. يؤكد دلالات ذلك السفير السوري عبد الكريم علي في حديثه لموقع “العهد” الاخباري معتبراً أن “ادلب في النصف ساعة الأخيرة وستعود إلى كنف الدولة السورية كما باقي الأراضي السورية”. ولكن في الوقت نفسه ماتزال بعض الأطراف تعارض أي حل عسكري في إدلب ومنها فرنسا وتركيا وألمانيا.

فالألمان يشترطون البدء بعملية سياسية تفضي إلى انتخابات في سوريا يشارك فيها جميع السوريون وحتى المقيمون في الخارج. كما طالبت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بإعادة تفعيل اللجنة الدستورية،. والسؤال يبرز حول مقدرة المبعوثين على ذلك، وهو ما يعكس بحسب السفير السوري “الأجندات التي يحملونها، والتي لا علاقة لها بحماية السيادة على الأرض السورية، ولا تعكس واقع الأرض فيها”.

كما طالبت ميركل بمناطق عازلة خالية من السلاح الثقيل والمقاتلين. ولكنها لم تطالب بسحب السلاح الخفيف والإرهابيين. في الحقيقة إن كل من المطلب الألماني والتركي يصب في خانة واحدة، ألا وهي إيجاد بيئة آمنه للإرهابيين وعائلاتهم في شمال محافظة ادلب. أما إيمانويل ماكرون، فقد اعترض على اتباع الدولة السورية العمليات العسكرية في محاربة الإرهاب، ووجد أنها لا تساهم في الإستقرار.

وذهبت فرنسا إلى أكثر من ذلك من أجل التضييق على سوريا باصدار مذكرات توقيف بحق القيادات العسكرية والمخابراتية والتي تدير أمن الدولة بتهم جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. أما روسيا، فتحاول أن تدفع باتجاه الشراكة الأوروبية من أجل إيجاد حلول سياسية في سوريا، ومن أجل المساهمة في عملية بنائها، ولكن العقبات، التي يضعها المجتمع الغربي، تعكس فشله في أن يكون صاحب القرار الأعلى في سوريا. ولذا فإن المطلب الوحيد الواضح والذي يعتبره السوريون ذو قيمة وازنه، هو اصرار الروسي على الحل السياسي والتأكيد على وحدة الأراضي السورية ووجوب عودتها دون تلكؤ إلى سيادة الدولة السورية.

في إطار هذه الأحداث جميعها، كان هناك تأكيد للسفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي في حديثه لـ”العهد”، أنه رغم الخلفيات التي تحكم الدول الأربع، وهي ليست واحدة، ولكن من يتحكم بتوجيهها هو قوة الحقائق على الأرض، والتي تكبر في كل يوم، وهي الإنجازات العسكرية لسوريا وحلفائها والمصالحات التي تتسع، وإدراك الرأي العام الأوروبي والأميركي بأن الإستثمار في مخطط الإرهاب، الذي مول برعاية أوروبية أميركية ومن معهم، بات أكثر خطراً عليهم.

ويلفت السفير عبد الكريم علي إلى أهمية كلام الرئيس بوتين الواضح والصريح في اسطنبول: “عندما يقول الرئيس الروسي بوتين أن لسوريا الحق بالإستعانة بروسيا ودعمها للإنتصار على الإرهاب، فهذا يعني أن الإتفاق الذي جرى بين روسيا وتركيا له إطار زمني محدد”. ثم يعود ليؤكد بشدة: ” بالسياسة، هذا الكلام معناه أن الروسي أعطى هامشاً للتركي لينفذ ما تعهد به ولكنه ليس هامشاً مفتوحاً. وأنا أرى أن إدلب ستعود وبشكل عاجل إلى السيادة السورية… والمظاهرات التي تخرج في أدلب هي تعبير على حرص المواطنين على العودة إلى كنف الدولة السورية”.

ويلفت السفير السوري الى أن “الموافقة الفرنسية على بدء العمليات في إدلب ليست مهمة، المهم هو من يربح على الأرض، وليس لفرنسا أن تقرر من يدخل سواء القوافل الإنسانية أو غيرها، ولا هي من يقرر السياسات القادمة، والسؤال هنا: هل من مصلحة الدول التي رعت الإرهاب ومولته الإستمرار بما يجري؟”.

السفير أكد حتمية تحرير جميع المناطق السورية وأن الأكراد في نهاية المطاف سيتركهم الأميركيون والفرنسيون ولن يكونوا قادرين على دعمهم، وستعود جميع الأراضي إلى كنف الدولة السورية.

وختم موضحاً أن إعادة كتابة الدستور هو شأن سوري: “لن يكتب الدستور السوري إلا من قبل السوريين ولن يحمل بين طياته أية إشارات طائفية ولن يكون دستوراً طائفياً”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
أهم الأخبار ..
بعد 3 سنوات من اختطافه.. جائزة فولتير تذهب لكاتب عراقي موسكو: الرئيسان الروسي والصيني قررا تحديد الخطوط الاستراتيجية لتعزيز التعاون الجمهوري رون ديسانتيس يعلن ترشحه للرئاسة الأميركية للعام 2024 الأربعاء البيت الأبيض يستبعد اللجوء إلى الدستور لتجاوز أزمة سقف الدين قصف متفرق مع تراجع حدة المعارك في السودان بعد سريان الهدنة محكمة تونسية تسقط دعوى ضدّ طالبين انتقدا الشرطة في أغنية ساخرة موسكو تعترض طائرتين حربيتين أميركيتين فوق البلطيق قرار فرنسي مطلع تموز بشأن قانونية حجز أملاك حاكم مصرف لبنان رياض سلامة بطولة إسبانيا.. ريال سوسييداد يقترب من العودة إلى دوري الأبطال بعد 10 سنوات نحو مئة نائب أوروبي ومشرع أميركي يدعون لسحب تعيين رئيس كوب28 بولندا تشرع في تدريب الطيارين الأوكرانيين على مقاتلات إف-16 ألمانيا تصدر مذكرة توقيف بحق حاكم مصرف لبنان المركزي رياض سلامة الانتخابات الرئاسية التركية.. سنان أوغان يعلن تأييد أردوغان في الدورة الثانية أوكرانيا: زيلينسكي يؤكد خسارة باخموت ويقول "لم يتبق شيء" الرئيس الأميركي جو بايدن يعلن من اليابان عن حزمة أسلحة أميركية جديدة وذخائر إلى كييف طرفا الصراع في السودان يتفقان على هدنة لأسبوع قابلة للتمديد قائد فاغنر يعلن السيطرة على باخموت وأوكرانيا تؤكد استمرار المعارك اختتام أعمال القمة العربية باعتماد بيان جدة الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود: نرحب بعودة سورية الشقيقة إلى الجامعة العربية لتمارس دورها التاريخي في مختلف القضايا العربية رئيس جيبوتي إسماعيل عمر جيله: نرحب بعودة سورية الشقيقة إلى الحضن العربي معتبرين ذلك خطوة هامة نحو تعزيز التعاون العربي المشترك، ونثمن الجهود العربية التي بذلت بهذا الخصوص الرئيس الأسد: أشكر خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد على الدور الكبير الذي قامت به السعودية وجهودها المكثفة التي بذلتها لتعزيز المصالحة في منطقتنا ولنجاح هذه القمة الرئيس الأسد: أتوجه بالشكر العميق لرؤساء الوفود الذين رحبوا بوجودنا في القمة وعودة سورية إلى الجامعة العربية الرئيس الأسد: العناوين كثيرة لا تتسع لها كلمات ولا تكفيها قمم، لا تبدأ عند جرائم الكيان الصهيوني المنبوذ عربياً ضد الشعب الفلسطيني المقاوم ولا تنتهي عند الخطر العثماني ولا تنفصل عن تحدي التنمية كأولوية قصوى لمجتمعاتنا النامية، هنا يأتي دور الجامعة العربية لمناقشة القضايا المختلفة ومعالجتها شرط تطوير منظومة عملها الرئيس الأسد: علينا أن نبحث عن العناوين الكبرى التي تهدد مستقبلنا وتنتج أزماتنا كي لا نغرق ونغرق الأجيال القادمة بمعالجة النتائج لا الأسباب الرئيس الأسد: من أين يبدأ المرء حديثه والأخطار لم تعد محدقة بل محققة، يبدأ من الأمل الدافع للإنجاز والعمل السيد الرئيس بشار الأسد يلقي كلمة سورية في اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة الرئيس سعيد: نحمد الله على عودة الجمهورية العربية السورية إلى جامعة الدول العربية بعد أن تم إحباط المؤامرات التي تهدف إلى تقسيمها وتفتيتها الرئيس التونسي قيس سعيد: أشقاؤنا في فلسطين يقدمون كل يوم جحافل الشهداء والجرحى للتحرر من نير الاحتلال الصهيوني البغيض، فضلاً عن آلاف اللاجئين الذين لا يزالون يعيشون في المخيمات، وآن للإنسانية جمعاء أن تضع حداً لهذه المظلمة الرئيس الغزواني: أشيد بعودة سورية الشقيقة إلى الحضن العربي آملاً لها أن تستعيد دورها المحوري والتاريخي في تعزيز العمل العربي المشترك، كما أرحب بأخي صاحب الفخامة الرئيس بشار الأسد الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني: ما يشهده العالم من أزمات ومتغيرات يؤكد الحاجة الماسة إلى رص الصفوف وتجاوز الخلافات وتقوية العمل العربي المشترك