العناوين الرئيسيةفضاءات

“أوركسترا أورفيوس” في تجربة جديدة مع عازفة البيانو لين جناد

…صحيفة الوسط – midline-news
زينة صالح
.

قدّمت عازفة البيانو السورية لين جناد بمرافقة فرقة أورفيوس السيمفونية بقيادة المايسترو أندريه المعلولي في دار أوبرا دمشق مؤخرا حفلا موسيقيا شكل حالة نادرة في الحضور الموسيقي العالمي بدمشق، حيث امتزجت فيه الموسيقى الكلاسيكية العالمية مع إيقاعات أميركا اللاتينية السريعة والصاخبة.

وعلى امتداد ما يقارب الساعة من الزمن قُدّمت في الحفل موسيقى عالمية طافت بين أوروبا وأميركا اللاتينية بأجواء كرنفالية واكبتها حالة بصرية أوجدت طابعا جديدا في الحضور الموسيقي الكلاسيكي المعتاد، فظهرت في الخلفية شاشة سينمائية كبيرة كانت تعرض مواد سينمائية في فن الغرافيك تقدّم تقاطعات فكرية في الموضوعات الموسيقية المقدّمة، كما قدّمت صيغة بصرية راعت مسألة تغيّر شكل الإضاءة بألوانها المختلفة تماشيا مع طبيعة الأنغام وتفاعل الجمهور معها.

كما في كل العالم، يعرف الجمهور السوري الموسيقى الكلاسيكية العالمية، وهي التي تقدّم الموسيقى على أنها موسيقى النخبة، وكثيرا ما توصف بأنها موسيقى جدية وقورة ولكنها غير شعبية. وعبر عصور طويلة حاول البعض من العاملين في المجال الإبداعي الموسيقي كسر حالة الجمود تلك وتقريبها من الشريحة الشعبية. فظهرت على المستوى العالمي محاولات جمعت بين الكلاسيكية كشكل موسيقي وبين مضمون يختلف بدرجات متفاوتة بين تجربة وأخرى عن الحضور المشهور للموسيقى الكلاسيكية.

بعض هذه التجارب اعتمد على تغيّر سرعة الإيقاع فقدّم الموسيقى الكلاسيكية بإيقاعات سريعة. وبعض آخر اتجه لتقديمها من خلال آلات موسيقية كهربائية حديثة، واستلهم بعض المبدعين العالميين أجواء الموسيقى الكلاسيكية وقدّموا نمطا جديدا انتشر في كل العالم ومن أهم تجارب هذا الشكل الموسيقار ياني.

وفي تجربة لين جناد مع أوركسترا أورفيوس اجتمعت الموسيقى الكلاسيكية بجديتها وحضورها الوقور مع الإيقاعات اللاتينية التي تتميز بالحيوية والنشاط. فمزجت عددا من أهم المؤلفات الموسيقية الكلاسيكية مع الآلات الإيقاعية اللاتينية في حالة بدت مليئة بالدهشة والسحر.

مشروع جناد جمع موسيقى عصرين، الفاصل الزمني بينهما يمتدّ لمئات الأعوام، فموسيقى المرحلة الكلاسيكية يمتدّ من القرن السادس عشر وينتهي في بدايات القرن العشرين، حيث ظهرت فيه موسيقات عالمية جديدة انصرف المبدعون الموسيقيون للتأليف لها مثل موسيقى البلوز والتانغو والسامبا والسون والريغي التي راجت في أميركا اللاتينية بشكل أساسي. ومن هناك ترك غالبية المؤلفين الموسيقيين تلك التآليف الموسيقية وباتوا يقدّمون أعمالا موسيقية في الأشكال الحديثة.

وضمن فرقة أوركسترالية تضم إلى جانب التشكيل التقليدي لها “باند جاز” يتألّف من آلات إيقاعية ودرامز وقيثارة كهربائية قدّمت في الحفل مؤلفات موسيقية كلاسيكية بروح لاتينية صاغها بتوزيع جديد ناريك عباجيان، فكانت البداية بمقطوعة للموسيقار الشهير بيتهوفن من السيمفونية الخامسة، مرورا بالحركة الثالثة من مؤلفه سوناتا رقم 17، ثم المعزوفة الرقيقة من أجل إلسا، وصولا إلى مقطوعة سرينادة لفرانز شوبرت.

وفي فن الأوبرا قدّمت جناد وأوركسترا أورفيوس لجورج بيزيه أغنية من أوبرا كارمن، ثم رقصة فالس للروسي شوستاكوفيتش، تلتها معزوفة العيون السوداء للموسيقار هيرمان، ومن ثم مقطوعة موتسارت الشهيرة من مقدمة السيمفونية رقم 40، وأخيرا رقصة هنغارية ليوهان برامز.

وتقول الفنانة لين جناد عن الحفل الذي تفاعل الجمهور السوري معه بقوة “حلم قديم يتحقّق، كنت أحاول دائما أن أتلمّس الطريق في وضع الموسيقى الكلاسيكية في شكل جديد يُتيح استقبالها من قبل جيل الشباب بشكل مختلف، نخرج فيه من جمود الموسيقى الكلاسيكية وحضورها الجاد”.

وتضيف “الإيقاع اللاتيني يتميّز بالحيوية والسرعة وهو مقبول ومعروف في كل العالم وله شعبية كبيرة، يمكن بالاعتماد عليه مدّ جسور تواصل بين الجمهور العريض له والموسيقى الكلاسيكية الرصينة”.

وتُتابع جناد “منذ أن طرحت الفكرة على المايسترو أندريه المعلولي تقبّلها، وعملنا على تحضير برنامج يستعرض مقطوعات موسيقية تتميّز بالجمال والشهرة، عملنا بجهود كبيرة وعلى مدار أيام طويلة حتى وصلنا للنتيجة المرضية “.

ولين جناد من مواليد دمشق عام 1985، حائزة على شهادة في الموسيقى اختصاص بيانو من المعهد العالي للموسيقى بدرجة امتياز، وإجازة في اللغة الفرنسية من جامعة دمشق عام 2009، تعمل حاليا مدرسة في المعهد العالي للموسيقى، كما شغلت سابقا منصب رئيس قسم البيانو بمعهد صلحي الوادي للموسيقى من عام 2014 حتى 2019.

وبدوره تحدّث أندريه المعلولي قائد أوركسترا أورفيوس عن العمل وتفاعل الجمهور معه كشكل فني جديد تقدّمه أورفيوس والأوبرا السورية، قائلا “نهدف إلى تقديم الجديد والمختلف، ومن هذا المنطلق قبلنا فكرة تقديم هذا المشروع الذي كسر حالة التلقي التقليدية للموسيقى الكلاسيكية”.

ويسترسل “الحفل قدّم فرصة إلى الجمهور لكي يستمع إلى مؤلفات موسيقية عمرها مئات السنوات بشكل جديد ومختلف جمع بين ماهية العمل الأساسية وروح العصر. وهذا ما حقّق تفاعلا كبيرا بين الجمهور وبين المؤلفات التي يعرفها. المشروع يهدف إلى إيجاد لغة تواصل حضارية بين الموسيقى الكلاسيكية الرصينة والجميلة وبين الجمهور المعاصر بكل شرائحه”.

وعن تقبّل الأفكار الموسيقية الجديدة للعزف ضمن برامج الفرق السيمفونية في أوبرا دمشق، تابع يقول “نرحّب بتقديم الأفكار الجديدة، والباب مفتوح لأي مشروع جدّي وواع يقدّم فكرا موسيقيا بشكل جدّي صحيح.. آفاق العمل الموسيقي واسعة ويمكن دائما تقديم ما هو جديد وجميل”.

تابعوا صفحتنا على الفيس بوك:https://m.facebook.com/alwasatmidlinenews/?_rdr

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
أهم الأخبار ..
بعد 3 سنوات من اختطافه.. جائزة فولتير تذهب لكاتب عراقي موسكو: الرئيسان الروسي والصيني قررا تحديد الخطوط الاستراتيجية لتعزيز التعاون الجمهوري رون ديسانتيس يعلن ترشحه للرئاسة الأميركية للعام 2024 الأربعاء البيت الأبيض يستبعد اللجوء إلى الدستور لتجاوز أزمة سقف الدين قصف متفرق مع تراجع حدة المعارك في السودان بعد سريان الهدنة محكمة تونسية تسقط دعوى ضدّ طالبين انتقدا الشرطة في أغنية ساخرة موسكو تعترض طائرتين حربيتين أميركيتين فوق البلطيق قرار فرنسي مطلع تموز بشأن قانونية حجز أملاك حاكم مصرف لبنان رياض سلامة بطولة إسبانيا.. ريال سوسييداد يقترب من العودة إلى دوري الأبطال بعد 10 سنوات نحو مئة نائب أوروبي ومشرع أميركي يدعون لسحب تعيين رئيس كوب28 بولندا تشرع في تدريب الطيارين الأوكرانيين على مقاتلات إف-16 ألمانيا تصدر مذكرة توقيف بحق حاكم مصرف لبنان المركزي رياض سلامة الانتخابات الرئاسية التركية.. سنان أوغان يعلن تأييد أردوغان في الدورة الثانية أوكرانيا: زيلينسكي يؤكد خسارة باخموت ويقول "لم يتبق شيء" الرئيس الأميركي جو بايدن يعلن من اليابان عن حزمة أسلحة أميركية جديدة وذخائر إلى كييف طرفا الصراع في السودان يتفقان على هدنة لأسبوع قابلة للتمديد قائد فاغنر يعلن السيطرة على باخموت وأوكرانيا تؤكد استمرار المعارك اختتام أعمال القمة العربية باعتماد بيان جدة الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود: نرحب بعودة سورية الشقيقة إلى الجامعة العربية لتمارس دورها التاريخي في مختلف القضايا العربية رئيس جيبوتي إسماعيل عمر جيله: نرحب بعودة سورية الشقيقة إلى الحضن العربي معتبرين ذلك خطوة هامة نحو تعزيز التعاون العربي المشترك، ونثمن الجهود العربية التي بذلت بهذا الخصوص الرئيس الأسد: أشكر خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد على الدور الكبير الذي قامت به السعودية وجهودها المكثفة التي بذلتها لتعزيز المصالحة في منطقتنا ولنجاح هذه القمة الرئيس الأسد: أتوجه بالشكر العميق لرؤساء الوفود الذين رحبوا بوجودنا في القمة وعودة سورية إلى الجامعة العربية الرئيس الأسد: العناوين كثيرة لا تتسع لها كلمات ولا تكفيها قمم، لا تبدأ عند جرائم الكيان الصهيوني المنبوذ عربياً ضد الشعب الفلسطيني المقاوم ولا تنتهي عند الخطر العثماني ولا تنفصل عن تحدي التنمية كأولوية قصوى لمجتمعاتنا النامية، هنا يأتي دور الجامعة العربية لمناقشة القضايا المختلفة ومعالجتها شرط تطوير منظومة عملها الرئيس الأسد: علينا أن نبحث عن العناوين الكبرى التي تهدد مستقبلنا وتنتج أزماتنا كي لا نغرق ونغرق الأجيال القادمة بمعالجة النتائج لا الأسباب الرئيس الأسد: من أين يبدأ المرء حديثه والأخطار لم تعد محدقة بل محققة، يبدأ من الأمل الدافع للإنجاز والعمل السيد الرئيس بشار الأسد يلقي كلمة سورية في اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة الرئيس سعيد: نحمد الله على عودة الجمهورية العربية السورية إلى جامعة الدول العربية بعد أن تم إحباط المؤامرات التي تهدف إلى تقسيمها وتفتيتها الرئيس التونسي قيس سعيد: أشقاؤنا في فلسطين يقدمون كل يوم جحافل الشهداء والجرحى للتحرر من نير الاحتلال الصهيوني البغيض، فضلاً عن آلاف اللاجئين الذين لا يزالون يعيشون في المخيمات، وآن للإنسانية جمعاء أن تضع حداً لهذه المظلمة الرئيس الغزواني: أشيد بعودة سورية الشقيقة إلى الحضن العربي آملاً لها أن تستعيد دورها المحوري والتاريخي في تعزيز العمل العربي المشترك، كما أرحب بأخي صاحب الفخامة الرئيس بشار الأسد الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني: ما يشهده العالم من أزمات ومتغيرات يؤكد الحاجة الماسة إلى رص الصفوف وتجاوز الخلافات وتقوية العمل العربي المشترك