ألوان الحرباء – خالد الأشهب
«إنها سياسة قائمة على التدخلات الطائشة, فنحن ننتقل من تدخل طائش إلى آخر وإلى بلدان لم نكن نعرفها وهذا لا بد أن يتغير»!
هكذا رأى الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب أمس سياسات إدارة سلفه الرئيس أوباما, قبل أن يؤكد أن الهدف الأساسي لإدارته القادمة سيكون محاربة وسحق تنظيم داعش الإرهابي وهزيمة الإرهاب المتطرف!!
ومع أننا لا نرى ما يراه ترامب من «الطيش» في سياسات أوباما, بل نراها مخططة ومتعمدة وعلى درجة عالية من الخبث والسميّة والإيذاء.. أقله أنها تسببت بخراب دول عربية عدة وقتل مئات الآلاف من شعوبها من دون أن تدفع أميركا أو إسرائيل دولاراً واحداً أو نقطة دم واحدة.. إلا أنه من الحسن أن يرى ترامب سياسات أوباما على هذا الشاكلة, وأن يتعهد بتبديلها وإعادة تركيزها باتجاه ما أسماه الهدف الأساسي لإدارته, أي محاربة داعش وسحق الإرهاب المتطرف كله؟.
ولعل أحسن ما تفوّه به الرجل أمس هو وعده بأن تكون سياسته الخارجية مبنية على عدم التدخل في الصراعات الخارجية وعلى التخلي عن سياسات الإدارات السابقة الساعية إلى إسقاط الأنظمة في مقابل التركيز على هزيمة الإرهاب وتدمير تنظيم داعش؟؟.
بيد أن ذاكرتنا غير المثقوبة بعد, تعيدنا أيضاً إلى بدايات ولايتي أوباما قبل ثماني سنوات, وإلى خطاب «الحمل الضال» الذي ألقاه من منبر جامعة القاهرة .. فتأخذنا الرعشة ويداخلنا الشك وتسكننا الوساوس من ألوان الحرباء كيف تقلبت .. وكيف يمكن أن تعاود انقلابها!
