يوم في البرد ؟!… ياسر حمزه
|| Midline- || news – الوسط …
اصدر مجلس الوزراء تعميما بداية عام 2017 يتضمن إيقاف تشغيل التدفئة المركزية في مباني الجهات العامة باستثناء المشافي والمدارس العامة أي مضى على صدوره ثلاث سنوات تقريباً والظروف التي صدر بها في ذلك الوقت معروفة، فالبلاد كانت في أزمة وقود حادة وكان الهدف هو ترشيد الاستهلاك والحد من الهدر.
ولكن بعد استعادة الجيش العربي السوري لمعظم الجغرافيا السورية وتوافر المحروقات بنسب مقبولة نوعاً ما , فلماذا لا يتم إعادة النظر في هذا التعميم لأنه احدث شللا عاما في دوائر وقطاعات المؤسسات العامة بسبب البرد الشديد الذي لا يمكن تحمله من قبل العاملين في تلك الجهات وخاصة في بعض المحافظات الأشد برودة .
طبعاً هذا تعميم من تعاميم بحاجة الى إعادة نظر ولا عيب في ذلك فهي ليست مقدسة يمنع المساس بها ، فالقاعدة معروفة / الضرورات تبيح المحظورات / فالبرد الشديد كان يحتم على المسؤولين الذين أصدروا هكذا تعميم أن يعيدوا النظر به سريعاً لانه أتى بنتائج عكسية، فالانتاج والعمل في المصانع والدوائر الحكومية تراجع او تجمد بسبب البرودة الشديدة التي يعاني منها العمال والموظفون لان التدفئة ممنوعة عنهم بموجب هذا التعميم .
طبعاً هذا التعميم نص على استثناء المدارس من عدم التدفئة إضافة الى المشافي كما أسلفنا ولكن نظرة عامة ومن خلال الشكاوى التي نسمعها من أولادنا ومن اهالي الطلاب عموما هنا في اغلب مدارس العاصمة وليس في المحافظات الأخرى أن لا تدفئة في قاعاتهم الصفية بل التدفئة مقتصرة حصراً على مديري المدارس وقاعات المدرسين والموجهين , أي كما هو حال مؤسسات الدولة فقط التدفئة في مكاتب المديرين فقط أي أن تعميماً واحداً كان كفيلاً بإحداث ضرر كبير , كالتعميم الذي صدر عن مجلس الوزراء مؤخرا بمنع صيانة الصرافات الآلية إلا من قبل جهة عامة حصرا لها خبرة في ذلك دون الخاصة , وهذا التعميم كان كفيلاً باحداث بلبلة وتخبط كبيرين في أوساط الموظفين, وجعلهم يهيمون على وجوههم أياما وراء صراف للحصول على رواتبهم ولكن تم العودة عن هذا التعميم وهذا حسن لان التراجع عن الخطأ فضيلة .
تعاميم وتعاميم قد تكون صالحة وجيدة في الظرف الذي صدرت فيه ولكن في المستقبل تظهر أمور ومستجدات تجعل هذه التعاميم معرقلة لسير العمل يجب التراجع وإعادة النظر بها ولا ضير في ذلك , ولكن كل الضير الاستمرار بها ..