وجه و قناع .. فداء طه
|| Midline-news || – الوسط …
.
(قناع)
كل ليلة تسهر حتى طلوع الفجر، تمسك بيدها مسبحة قديمة، تتمتم بلسانها أسماء الله الحسنى، وفي عقلها الباطن تحيك مؤامرات الشياطين، فتنة هنا وأخرى هناك.
كم تبدو جميلة الملامح عذبة اللسان لمن يراها، لكن لم يكن لأحد أن يرى سواد قلبها وبشاعته سوى من اكتوى بنار شرورها أو تجرع سموم فتنتها.
صداقتها مثل عداوتها، كلاهما كاللعب بالنار، فإن اقتربت منها أحرقتك بنار الغيرة والحسد، وإن ابتعدت أحرقتك بنار الغضب والانتقام. إن جاملتها تجاهلتك، وإن تجاهلتها دمرتك، لا فائدة معها مهما حاولت. لكن كل تمسك مسبحتها القديمة!
(وجه)
أمضى حياته بين صعود وهبوط، عاش سنوات سمان وأخرى عجاف، وفي كل منها له حال وأحوال. فإذا ما ابتسمت الدنيا في وجهه وارتفع شأنه عمّ الخير على من حوله. فأخذ وأعطاهم ورضي وأرضاهم.
وإذا ما أدبرت عنه الدنيا، وعبس الحظ في وجهه، تقوقع في مكانه، ولزم الوحدة. لم يسمعه أحد يشكو أو يتذمر، ولم يسأل أحداً أن يرد له جميلاً قدمه ذات مرة، بل يلوذ بالصمت والصبر حتى يبشره الله بالفرج مرة أخرى.
عندها يعود صاحبنا إلى سابق عهده، جوّاد أصيل، شهم كريم، لا يعرف البخل ولا الحقد، ولا يريد أن يتغير أو يتبدل، فالطبع عنده غالب.
*كاتبة صحفية من الاردن