رأي

والـمـسـيـح الـحي ، كلُّـه خـيـر .. بـشـار جـرار ..

ιι midline-news ιι .. الوسط ..

 

أبحاث كثيرة كُتبت عن سر نهوض الأمم ونكوصها، لكن كلمتين قد توجزا سر النجاح الأميركي الباهر وفقاً لمقاييس التاريخ البشري.

هاتان الكلمتان هم ميزتا المرونة (بمعنى القدرة على التأقلم وتحويل التحديات إلى فرص) ، والإبداع (ليس فقط التفكير خارج الصندوق بل إلى ما وراء الحدود وعبر الآفاق).

أحسن الرئيس الأميركي صنعاً بأن عَهَد إلى نائبه مايك بنس برئاسة خلية الأزمة الخاصة بالانتصار على هذا “العدو الخفي”. فإلى جانب تأييدي كجمهوري محافظ لترامب، أشعر بثقة إضافية خاصة بـ بنس الذي لم يَخَف من تنمر البعض ، خاصة في الوسط الإعلامي “الليبرالي المتطرف”، وحرص على بداية عمل فريقه بالصلاة والدعاء إلى رب العالمين بأن يُـعين أميركا والبشرية على قهر جبروت هذا الفيروس اللعين.

وعلى نحو غير مسبوق، انفتحت محطات التلفزة على اختلاف توجهاتها، على ما حفلت به منصات التواصل الاجتماعي من مواد خلّاقة ، سواء بنشر التوعية الصحية أو رفع الحالة المعنوية للناس.

من بين تلك المواد المصورة بجوال محبّ أو مجرد فضولي ، كان اعترافٌ في فناء كنيسةٍ يحافظ على مسافة “المترين” بين المؤمنِ المُعتَرِف وهو داخل سيارته حاملاً هاتفه الخليوي ، والكاهنِ العاملِ بـسر الاعتراف الجالسِ وبيده هاتفاً آخر على مقعد بسيط.

صورة تبدو أنها محاكاة لإحدى توصيات خلية الأزمة التي دعت إلى تنظيم عمليات المسح الموضعي المخبري للحلق في الكراجات العامة المفتوحة، عوضاً عن التوجه إلى أقسام الطوارئ، وحرصاً على تفرغها لما هو أكثر مدعاةً للرعاية المباشرة.

بصرف النظر عن مدى إيماننا أو تفهمنا لسر الاعتراف كأحد أسرار الكنائس الأرثوذوكسية والكاثوليكية والأنجليكانية، فإن المسيحيين كافة، لا بل والمؤمنين من مختلف الأديان، يعلمون المكانة الأخلاقية والتربوية الفردية والاجتماعية لثقافة الاعتراف، وما يتلازم معها اشتراطياً من ممارسة التوبة عملاً لا قولاً.

وكمحب للسينما الأميركية، ما زلت أذكر أفلام الحرب الباردة وما عرف بـ “كبسولة الزمن” ، حيث توضع رسالة في قارورة تُـدفن في مكانٍ معلومٍ على أمل استخراجها يوما ما.

الفكرة التي أبدعتها ثقافة العم سام تشير إلى الرغبة بنقل الحكمة من جيل إلى آخر في حال وقوع كارثة نووية لا قدّر الله، وفي حال مشيئة رب السلام بانقشاع غيوم الحرب الساخنة والباردة، يكون بإمكان الجيل المقبل الاتعاظ بما مر به السلف من ظروفٍ – بحلوها ومرها.

فها أنا أستلهم من هاتين الصورتين اعترافاً مفتوحاً وعن بعد – عبر سبعة آلاف ميل – أقول فيه وبلا واسطة لرب العالمين : سامحنا يا الله على خطايانا ، ولا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا ولا الطغاة، خاصة أولئك الذين يحجرون على ضمائر وعقول من خلقتهم أحرارا.

وبثقة أحبتنا الأقباط المصريين ، وبقسمهم العفويّ الجميل – مسلمين والمسيحيين – أقول : والمسيح الحي، كلّه خير ..

اعترافي هو : والمسيح الحي .. أما رسالتي في كبسولة الزمن فهي : كلّه خير ..

بـشـار جـرار .. كاتب ومحلل سياسي – مدرب مع برنامج الدبلوماسية العامة في الخارجية الأميركية ..
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
أهم الأخبار ..
بعد 3 سنوات من اختطافه.. جائزة فولتير تذهب لكاتب عراقي موسكو: الرئيسان الروسي والصيني قررا تحديد الخطوط الاستراتيجية لتعزيز التعاون الجمهوري رون ديسانتيس يعلن ترشحه للرئاسة الأميركية للعام 2024 الأربعاء البيت الأبيض يستبعد اللجوء إلى الدستور لتجاوز أزمة سقف الدين قصف متفرق مع تراجع حدة المعارك في السودان بعد سريان الهدنة محكمة تونسية تسقط دعوى ضدّ طالبين انتقدا الشرطة في أغنية ساخرة موسكو تعترض طائرتين حربيتين أميركيتين فوق البلطيق قرار فرنسي مطلع تموز بشأن قانونية حجز أملاك حاكم مصرف لبنان رياض سلامة بطولة إسبانيا.. ريال سوسييداد يقترب من العودة إلى دوري الأبطال بعد 10 سنوات نحو مئة نائب أوروبي ومشرع أميركي يدعون لسحب تعيين رئيس كوب28 بولندا تشرع في تدريب الطيارين الأوكرانيين على مقاتلات إف-16 ألمانيا تصدر مذكرة توقيف بحق حاكم مصرف لبنان المركزي رياض سلامة الانتخابات الرئاسية التركية.. سنان أوغان يعلن تأييد أردوغان في الدورة الثانية أوكرانيا: زيلينسكي يؤكد خسارة باخموت ويقول "لم يتبق شيء" الرئيس الأميركي جو بايدن يعلن من اليابان عن حزمة أسلحة أميركية جديدة وذخائر إلى كييف طرفا الصراع في السودان يتفقان على هدنة لأسبوع قابلة للتمديد قائد فاغنر يعلن السيطرة على باخموت وأوكرانيا تؤكد استمرار المعارك اختتام أعمال القمة العربية باعتماد بيان جدة الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود: نرحب بعودة سورية الشقيقة إلى الجامعة العربية لتمارس دورها التاريخي في مختلف القضايا العربية رئيس جيبوتي إسماعيل عمر جيله: نرحب بعودة سورية الشقيقة إلى الحضن العربي معتبرين ذلك خطوة هامة نحو تعزيز التعاون العربي المشترك، ونثمن الجهود العربية التي بذلت بهذا الخصوص الرئيس الأسد: أشكر خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد على الدور الكبير الذي قامت به السعودية وجهودها المكثفة التي بذلتها لتعزيز المصالحة في منطقتنا ولنجاح هذه القمة الرئيس الأسد: أتوجه بالشكر العميق لرؤساء الوفود الذين رحبوا بوجودنا في القمة وعودة سورية إلى الجامعة العربية الرئيس الأسد: العناوين كثيرة لا تتسع لها كلمات ولا تكفيها قمم، لا تبدأ عند جرائم الكيان الصهيوني المنبوذ عربياً ضد الشعب الفلسطيني المقاوم ولا تنتهي عند الخطر العثماني ولا تنفصل عن تحدي التنمية كأولوية قصوى لمجتمعاتنا النامية، هنا يأتي دور الجامعة العربية لمناقشة القضايا المختلفة ومعالجتها شرط تطوير منظومة عملها الرئيس الأسد: علينا أن نبحث عن العناوين الكبرى التي تهدد مستقبلنا وتنتج أزماتنا كي لا نغرق ونغرق الأجيال القادمة بمعالجة النتائج لا الأسباب الرئيس الأسد: من أين يبدأ المرء حديثه والأخطار لم تعد محدقة بل محققة، يبدأ من الأمل الدافع للإنجاز والعمل السيد الرئيس بشار الأسد يلقي كلمة سورية في اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة الرئيس سعيد: نحمد الله على عودة الجمهورية العربية السورية إلى جامعة الدول العربية بعد أن تم إحباط المؤامرات التي تهدف إلى تقسيمها وتفتيتها الرئيس التونسي قيس سعيد: أشقاؤنا في فلسطين يقدمون كل يوم جحافل الشهداء والجرحى للتحرر من نير الاحتلال الصهيوني البغيض، فضلاً عن آلاف اللاجئين الذين لا يزالون يعيشون في المخيمات، وآن للإنسانية جمعاء أن تضع حداً لهذه المظلمة الرئيس الغزواني: أشيد بعودة سورية الشقيقة إلى الحضن العربي آملاً لها أن تستعيد دورها المحوري والتاريخي في تعزيز العمل العربي المشترك، كما أرحب بأخي صاحب الفخامة الرئيس بشار الأسد الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني: ما يشهده العالم من أزمات ومتغيرات يؤكد الحاجة الماسة إلى رص الصفوف وتجاوز الخلافات وتقوية العمل العربي المشترك