هيثم المجركش.. يوصينا بمحبة سورية ويروي قصة “بيوت الوطن” بعد وفاته!
|| Midline-news || – الوسط …
روعة يونس
.
هل يهم حقاً خلال الحديث عن لوحة فنان تشكيلي (توفى حديثاً) أن نتوقف عند مقاسات اللوحة وتقنياتها إن كانت ألوان زيتية أو إكرليك أو كرتون أو كانفاس أو أو؟ وأن نشير إلى أي مدرسة فنية تنتمي كلاسيكية أو سريالية أو واقعية أو تجريدية أو تعبيرية أو ما بعد الحداثة أو أو؟
ما الذي يهم أن تقوله لنا اللوحة بعد رحيل صاحبها، خاصة إن كان فناناً تشكيلياً مؤثراً وفاعلاً ومحبوباً هو الراحل هيثم المجركش؟
يقول أصدقاء الفنان والمتذوقين لفنه: ما يهم هنا فكرة اللوحة ورسالتها.
لذا، يمكن لأصدقائه والمتذوقين لفنه أن يسردوا قصة لوحته، طالما أنهم عاصروه ووقفوا على تفاصيل حياته الفنية طيلة عقود.
“الوسط” كمتذوقة لفن المجركش، حين تأملت لوحته “بيوت الوطن” سمعت صوت الراحل يخبرها عن عشقه لسورية وبيوتها وشوارعها وناسها وتاريخها وجغرافيتها وذكرياتها. كأن صوته يروي عبر الألوان سيرة عشقه ووجع شوقه إلى الوطن، هو الذي هاجر مرغماً وسافر متألماً ليتعالج من مرض عضال. رحل وظلت وصيته تتردد في ضمائرنا وضمائر أسرته وأحبته: أحبوا وطنكم إلى الأبد.
“أربعة عناصر”
بيوت هيثم المجركش -عامة- تشبهه في طيبه ورفعته ومحبته وإخلاصه، ولا غرابة طالما أن “فنان مربي” كان يزرع الفن وجمالياته لدى طلابه، فقد درّس الفن التشكيلي وأقام دورات رسم للمتقدمين لكليتي (الفنون الجميلة وهندسة العمارة) لتأهيلهم لامتحان القبول. وكذلك دورات تصوير زيتي ورسم (للكبار والأطفال).
أما في لوحته أعلاه “بيوت الوطن” كانت أشبه بالقلاع، لأنه يرى سورية شامخة سامية صامدة. ومقابل عناصر الكون الأربعة (أرض وماء ونار وهواء) نجد في لوحته أربعة عناصر لونية متصلة بالوطن (تربة بنية وسماء برتقالية مشرقة وبحر أزرق وأراض زراعية خضراء) جميعها تُشير إلى الألوان الرئيسة في سورية.