مركز أبحاث “إسرائيلي”: 4 سيناريوهات قد تجعل إسرائيل تستخدم السلاح النووي
|| Midline-news || – الوسط …
خلص الباحث الإسرائيلي في معهد “بيغن- السادات” في فلسطين المحتلة لويس رينيه بيريز،إلى ورقة منشورةٍ بتاريخ 22 تموز 2017، على موقع مركز بيجن-سادات للدراسات الاستراتيجية تحت عنوان «مسارات إسرائيل المحتملة للحرب النووية».
واستشرافات بيريز، الحاصل على درجة الدكتوراه من جامعة برنستون الأمريكية في عام 1971، جديرةٌ بالتأمُّل؛ لأنه كان رئيسًا لمشروع دانيال (2003) الذي يهدف إلى تقييم التهديد الذي قد تشكله أي دولة في الشرق الأوسط على” كيان الاحتلال الإسرائيلي وشارك في إعداده فريق من خبراء السياسة الخارجية والعسكرية.
خلُصَ ذلك التقرير- الذي قُدِّم إلى رئيس وزراء إسرائيل آنذاك، أرييل شارون، وخضع لنقاش مشترك بين إسرائيل والولايات المتحدة والناتو- إلى أن أي تهديدٍ وشيك لوجود إسرائيل سيكون ناتجًا عن حربٍ قد يشنها ائتلاف من الدول العربية و\أو إيران.
وتطرح الورقة بعض الأسئلة الشاملة الضرورية: على وجه التحديد، كيف قد تجد إسرائيل نفسها بشكل أو بآخر في حرب نووية؟ وتحت أي ظروف قد تستخدم الأسلحة النووية؟
يجيب بيريز: في الوقت الحالي، على الأقل، قد تبدو أي مخاوف من هذا النوع لا أساس لها. ففي النهاية، تبقى إسرائيل هي الدولة النووية الوحيدة المفترضة في المنطقة.
لكن طموحات طهران النووية، مثل بيونغ يانغ، لن تهدأ. ومن المرجح أن تنضم إيران إلى النادي النووي خلال السنوات القليلة المقبلة. علاوة على ذلك، حتى في حالة عدم وجود أي خصم نووي إقليمي، لا يزال بإمكان “الدولة اليهودية” أن تجد نفسها مضطرة إلى الاعتماد على الردع النووي ضد بعض التهديدات البيولوجية و/ أو التقليدية الهائلة.
سيناريوهات محتملة للحرب النووية
طرحت الورقة أربعة سيناريوهات محتملة ومتقاطعة «تغطي أساسيات» الاستعداد النووي الإسرائيلي:
(1) الانتقام النووي
إذا شنت دولة معادية، أو تحالف من الدول المعادية، ضربة نووية ضد إسرائيل، سترد تل أبيب بضربة نووية انتقامية. وإذا كانت الضربة الأولى تتضمن شكلًا آخر من أشكال الأسلحة غير التقليدية، مثل أسلحة الدمار الشامل البيولوجية شديدة الفتك، ربما أيضًا تشن إسرائيل هجومًا نوويًا. وسيعتمد هذا الرد إلى حد كبير على توقعات إسرائيل المحسوبة للعدوان اللاحق، وكذلك على تقييماتها للحد من الأضرار النسبية.
وإذا كانت إسرائيل ستمتص «فقط» هجومًا تقليديًا مكثفًا، فلا يمكن استبعاد الانتقام النووي، خاصة إذا كان:
أ. يُعتَقَد أن الدولة أو الدول المعتدية تحتفظ بأسلحة نووية و/ أو غير تقليدية.
ب. وكان قادة إسرائيل يعتقدون أن عمليات الانتقام غير النووية وحدها لا يمكن أن تمنع إبادة الدولة اليهودية.
ولا يمكن استبعاد الانتقام النووي الإسرائيلي تمامًا إلا في الظروف التي تكون فيها اعتداءات الدولة المعادية تقليدية، وموجهة فقط إلى الأهداف الصلبة (أي: الأسلحة والبنى التحتية العسكرية الإسرائيلية)، وليس الناعمة (أي: السكان المدنيين).
(2) الانتقام النووي المضاد
إذا شعرت إسرائيل بأنها مضطرة لاستباق عدوان دولة معادية بالأسلحة التقليدية، فإن استجابة الدولة (الدول) المستهدفة ستحدد إلى حد كبير خطوات تل أبيب المقبلة. فإذا كان الرد نوويًا بأي حال من الأحوال، سيكون من المنطقي أن تتحول إسرائيل إلى الانتقام النووي المضاد. وإذا كان انتقام العدو ينطوي على أسلحة دمار شامل أخرى، فقد تشعر إسرائيل بالاضطرار إلى التصعيد.
وتعتمد جميع القرارات ذات الصلة على أحكام إسرائيل المبكرة بشأن نوايا العدو، وعلى الحسابات المصاحِبة للحد من الضرر الأساسي. فإذا كان رد الدولة المعادية على ضربة إسرائيل الاستباقية يقتصر على الضربات التقليدية الموجهة للأهداف الصلبة، فمن المستبعد أن تنتقل الدولة اليهودية إلى الانتقام النووي المضاد.
ومع ذلك، إذا كان انتقام العدو التقليدي «شاملًا» وكان موجهًا ضد السكان المدنيين الإسرائيليين، وليس فقط ضد الأهداف العسكرية الإسرائيلية، فلن يكون بالإمكان استبعاد الانتقام النووي الإسرائيلي المضاد.
ويبدو، في هذه الحالة، أن مثل هذا الرد المضاد لا يمكن استبعاده إلا إذا كان انتقام الدولة المعادية التقليدي متناسبًا مع ضربة إسرائيل الاستباقية، ويقتصر حصريًا على الأهداف العسكرية الإسرائيلية، ومقيدًا بالحدود القانونية «للضرورة العسكرية» (حد مقنن في قانون النزاع العسكري)، ومصحوبًا بضمانات واضحة ويمكن التحقق منها لعدم وجود نية للتصعيد.
(3) الضربة النووية الاستباقية
ليس من المنطقي على الإطلاق أن تقرر إسرائيل توجيه ضربة نووية وقائية. صحيح أن ظروفًا طارئة قد تجعل هذه الضربة منطقية، لكن من المستبعد تمامًا أن تسمح إسرائيل لنفسها بالوصول إلى مثل هذه الظروف الرهيبة.
وما لم تُستَخدَم الأسلحة النووية ذات الصلة، بطريقة أو بأخرى، على نحوٍ يتفق مع قوانين الحرب، فإن هذا النوع من الاستباق الشامل سيمثل انتهاكًا خطيرًا بشكل خاص للقانون الدولي. وحتى لو أمكن تحقيق هذا الاتساق، فإن التأثير النفسي / السياسي على المجتمع العالمي سيكون شديد السوء وبعيد المدى.
هذا يعني أنه لا يمكن توقع ضربة نووية إسرائيلية استباقية إلا عندما:
أ: تحصل دولة معادية لإسرائيل على أسلحة نووية و / أو أسلحة دمار شامل أخرى تكون قادرة على إلحاق إبادة بالدولة اليهودية.
ب: يعلن هؤلاء الأعداء أن نواياهم العسكرية تكافئ قدراتهم.
ج: يُعتَقَد أن هؤلاء الأعداء ينشطون لبدء «العد التنازلي» للإطلاق.
د: تعتقد إسرائيل أن إجراءاتها الوقائية غير النووية لا يمكن أن تحقق الحد الأدنى من كبح الضرر؛ أي: المستويات التي تتسق مع الحفاظ المادي على الدولة والأمة.
4. خوض حرب نووية
إذا استخدمت أسلحة نووية في صراع فعلي بين إسرائيل وأعدائها، سواء من قِبَل الدولة اليهودية أو من قِبل عدو عربي/ إسلامي، يمكن أن تنشب حرب نووية على مستوى أو آخر.
سيكون هذا صحيحًا طالما:
أ: ضربات العدو الأولى ضد إسرائيل لم تدمر قدرة تل أبيب على توجيه ضربة نووية ثانية.
ب: عمليات العدو الانتقامية ضد الإجراءات الوقائية الإسرائيلية التقليدية لم تؤد إلى تدمير قدرة تل أبيب على توجيه ضربة مضادة.
ج: الضربات الوقائية الإسرائيلية التي تضمنت أسلحة نووية لم تدمر قدرات الخصم لتوجيه ضربة نووية ثانية.
د: الانتقام الإسرائيلي من الضربات التقليدية الأولى للعدو لم تؤدّ إلى تدمير قدرة العدو على توجيه ضربة نووية انتقامية مضادة.
ومن أجل تلبية متطلبات النجاة الأساسية، يجب على إسرائيل اتخاذ خطوات فورية وموثوقة لضمان احتمالية السيناريوهين (أ) و(ب) واستبعاد السينايوهين (ج) و(د).
في جميع الحالات، تشدد الورقة البحثية على أن تظل استراتيجية إسرائيل وقواتها النووية موجهة بالكامل نحو الردع، وألا تتجه أبدًا نحو القتال الفعلي للحرب. مع وضع هذا في الاعتبار، من المحتمل أن تكون تل أبيب قد اتخذت بالفعل خطوات في هذا الاتجاه.
وتختم الورقة بالقول: من النقاط الحاسمة مدى تمتع قيادات الدولة المعادية بالعقلانية أو اللاعقلانية المفترضة. وذات الأسئلة التي تحيط الآن بـ «كيم جونج أون» يمكن أن تتعلق قريبًا بنخبة صنع القرار في إيران. وستحتاج إسرائيل، مثلها مثل الولايات المتحدة تجاه كوريا الشمالية، إلى الاستعداد بشكل مختلف تمامًا لمواجهة عدو نووي عقلاني وليس عدوانيًا. وفي مثل هذه الظروف المحيرة، يحتاج صناع القرار في تل أبيب إلى التمييز بين اللاعقلانية الحقيقية واللاعقلانية المزعومة. لكن في الممارسة الفعلية، لن يكون إجراء مثل هذا التمييز الدقيق سهلًا.