ليبرمان : من ملهى ليلي ..إلى الرقم الصعب في الساحة السياسية الإسرائيلية
|| Midline-news || – الوسط …
أفيغدور ليبرمان الذي أفشل تشكيل بنيامين نتنياهو للحكومة السابقة و تسبب بذهاب إسرائيل لانتخابات مبكرة..أصبح المتحكم الأول في اسرائيل حسب الأوساط السياسية والإعلامية في اسرائيل
الصحف الإسرائيلية تناولت تفاصيل حياة وزير الحرب الإسرائيلي الأسبق ليبرمان الذي تحول، من حارس ملهى ليلي إلى صاحب المواقف السياسية العدائية، مشيرة إلى انه “صانع ملوك” في تشكيل الحكومة الإسرائيلية المقبلة.
ويعرف ليبرمان الذي كان بمثابة اليد اليمنى لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بنزعته الصهيونية .
وفي خطاب النصر، الأربعاء، قال ليبرمان لمؤيديه، وسط تصفيق حاد:” المواقف التي طرحناها قبل الانتخابات هي ذاتها التي نكررها الآن بعد الانتخابات”.
وخلافا لباقي الأحزاب الإسرائيلية، فإن ليبرمان، المولود في مولدوفا عام 1958، يحظى بقاعدة من المهاجرين اليهود، من الاتحاد السوفيتي السابق.
وطرح ليبرمان في خطاب النصر، تشكيل حكومة ليبرالية موسعة تستبعد الأحزاب الدينية اليهودية، بحيث تشمل “الليكود” و”أزرق أبيض” و”إسرائيل بيتنا” .
وكرّر أقواله هذه الأربعاء، في حديث للصحفيين في منزله في كتلة مستوطنة “نيكوديم”، جنوبي الضفة الغربية، حيث قال:” إن الخيار الوحيد استنادا إلى النتائج هو تشكيل حكومة وحدة وطنية ليبرالية واسعة”.
وأضاف:” لن أجلس في حكومة واحدة مع القائمة المشتركة ولن أوافق على الانضمام إلى حكومة يمين ضيقة، تكون الأحزاب اليهودية المتدينة جزءا منها”.
ويشير محللون اسرائيليون إلى أن ليبرمان يريد الانتقام من نتنياهو شخصيا لسببين: الأول وهو أنه يتهم رئيس الوزراء بمنعه من تنفيذ عملية عسكرية ضد قطاع غزة عندما كان وزيرا للحرب، وذلك من خلال تشكيل كتلة مانعة في المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينت)”.
و السبب الثاني هو أن ليبرمان، يتهم نتنياهو بمحاولة تحريض الشرطة الإسرائيلية على فتح تحقيق معه في قضية فساد قديمة”.
وخلافا لتصريحاته في الأسابيع الأخيرة، فإن نتنياهو لم يهاجم ليبرمان في خطابه لمؤيدي الليكود، الأربعاء، وإنما اكتفى بالدعوة إلى حكومة “صهيونية” لا تضم أو تحظى بدعم النواب العرب.
ولكن كبار القادة في حزب “الليكود” قالوا في أحاديث عبر شبكات التلفزة الإسرائيلية خلال الساعات الماضية إن “مكان ليبرمان الحقيقي هو حكومة يمينية”.
ويشتهر ليبرمان، بمواقفه السياسية المتطرفة، وبخاصة ضد الشعب الفلسطيني.
ويعلن ليبرمان، رفضه القاطع، لإقامة دولة فلسطينية، ويرفض الانسحاب من أي أراض فلسطينية محتلة.
ويقيم زعيم “إسرائيل بيتنا”، بشكل دائم، في مستوطنة يهودية، ويؤيد تعزيز الاستيطان في الأراضي الفلسطينية.
وبادر في نوفمبر/تشرين أول 2018 إلى مشروع قانون يفرض عقوبة الإعدام على فلسطينيين معتقلين بتهمة قتل أو المشاركة في قتل إسرائيليين.
كما يرفض ليبرمان عملية السلام مع الفلسطينيين، ويقول إنه “لا يوجد شريك فلسطيني للسلام”.
وسبق أن طرح فكرة تبادل السكان والأراضي، مع الفلسطينيين، من خلال نقل سكان عرب داخل إسرائيل، إلى أراضي السلطة الفلسطينية.
وقال ليبرمان في تصريحات سابقة:” لا يوجد أي سبب أن يبقى سكان مدينة أم الفحم (مدينة فلسطينية داخل إسرائيل) الذين يعرفون أنفسهم بأنهم فلسطينيون أن يبقوا معنا.
وأضاف:” المبدأ الأساسي للتوصل لحل تسوية مع الفلسطينيين هو عبر تبادل الأراضي وتبادل السكان وليس ارض مقابل أرض”.
ليبرمان، الذي بات نجم الساحة السياسية الإسرائيلية، بدأ حياته حارسا في ملهى بالقدس. .وأ صبح اليوم يملك قرار من سيكون رئيس الحكومة”.
ولد ليبرمان البالغ من العمر 61 عاما في جمهورية مولدافيا السوفياتية، وهاجرت عائلة ليبرمان إلى إسرائيل عام 1978، وتعلم اللغة العبرية وخدم في الجيش الإسرائيلي، قبل أن يحصل على شهادة البكالوريوس في العلاقات الدولية والعلوم السياسية من الجامعة العبرية في القدس.
وخلال دراسته في الجامعة العبرية، عمل حارسا في ملهى ليلي في القدس، قبل أن يتم تعيينه مديرا عاما لهذا الملهى، بعد عام من بدء عمله.
وحصل ليبرمان على شهادة جامعية في العلاقات الدولية، وأدى الخدمة العسكرية في إسرائيل بعد الهجرة لكن معسكر نتنياهو يأخذ عليه أنه لم يشارك في أي حرب.
تتلمذ ليبرمان وفهم السياسة على يد معلمه “بيبي” وهو لقب بنيامين نتنياهو الذي ساهم في تشكيل مسيرته السياسية وتولى زعيم إسرائيل بيتنا إدارة مكتب نتنياهو خلال فترة رئاسته الاولى للوزراء ما بين 1996 و 1999 وفي عام 1999، أنشأ حزبه الخاص من أقصى اليمين “يسرائيل بيتينو”، مستندا الى أصوات مليون إسرائيلي هاجروا من الاتحاد السوفياتي السابق، وهي قاعدة انتخابية يعمل على توسيعها.
وتطلق عليه وسائل الإعلام ألقاب “القيصر” و”راسبوتين” و”كي جي بي”، في إشارة إلى سلوكه المتسلط وأصوله، خصوصا اللكنة الثقيلة في لفظة اللغة العبرية.
وشغل لاحقا حقيبة الشؤون الخارجية في حكومات نتنياهو (2009-2012 و2013-2015) وفي مايو /آيار 2016، طلب منه نتنياهو أن يتسلم وزارة الحرب، وكان نتنياهو يسعى إلى توسيع غالبيته الحكومية.
وتلطخت سمعة ليبرمان بقضايا فساد أجبرته على التخلي عن حقيبته بين عامي 2012 و2013، غير أن المحكمة برأته عام 2013 واتهم ليبرمان الاتحاد الأوروبي بتبني سياسات داعمة للفلسطينيين على حساب اليهود.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2018، استقال ليبرمان من منصبه كوزير للحرب في أعقاب اتفاق وقف إطلاق النار الذي أنهى الأعمال القتالية مع حركة حماس في قطاع غزة والذي وصفه بأنه “استسلام للإرهاب”.
وتسببت استقالته في تفكك الائتلاف الحكومي وإجراء انتخابات مبكرة جرت في أبريل/نيسان، فحصل على خمسة مقاعد لكن نتنياهو فشل بتشكيل حكومة ائتلاف بسبب إصرار ليبرمان على إقرار تجنيد طلاب المدارس الدينية المعفيين من الخدمة العسكرية.