كيف نجذب الأمراض والمشاكل إلى حياتنا ؟ الجزء السادس عشر – التذمر والانزعاج و سرعة التهيج والغضب
د . مصطفى دليلة …
|| Midline-news || – الوسط ..
تحدث في هذا العالم أمور كثيرة منها ما يرضينا ومنها ما لا يرضينا، منها ما يفرحنا ومنها ما يجعلنا نتذمر وننزعج ونتهيج بسرعة ونغضب.
عندما لا يتطابق ما يقوم به الآخرون مع تصوراتنا وبرامجنا العقلية والذهنية نتذمر وننزعج ونغضب أحياناً إذا أصرّ الآخر على موقفه أو كرر فعلته، لا يستطيع بعضنا أن يتحكم بنفسه تجاه هكذا مواقف فتصدر عنه عبارات أو تصرفات قد يندم عليها كثيراً في وقت لاحق عندما يعود إلى هدوءه.
الأطفال يلعبون لعب الصغار في البيت، يصرخون وينطون ويتقاذفون بالوسائد وفي هذه اللحظة يدخل الأب عائدا من عمله مرهقاً ومحملاً بذيول بعض المشاكل من العمل ليرى هذا المنظر المزعج له فتراه يصرخ في وجههم غاضباً وينهرهم وقد يستخدم القوة في تهدئتهم مما يثير عندهم ردة فعل أقوى فيزيد من صخبهم وضجيجهم أو يختبئوا في زاوية من زوايا البيت حماية لنفسهم من غضب أبيهم ويكبتون حقدهم إلى أجل ليتحول في سن متقدم إلى مشاكل وأمراض يعانون منها أو ينقلونها إلى أبنائهم أيضاً.
يغضب الإنسان حينما يخرج الوضع عن السيطرة، وقد يتحول غضبه إلى عنف جسدي يؤثر عليه وعلى غيره ولهذا يجب التحكم بالغضب في أطواره الأولى قبل أن ينتقل لمرحلة الخطر.
كلنا نمر في حالة غضب ذات يوم، وهذا أمر طبيعي، لكن من غير الطبيعي أن نسمح لحالة الغضب هذه أن تخرج عن السيطرة. عندما لا نستطيع التحكم بتصرفاتنا في حالة الغضب فإننا نبث طاقة عدائية تجاه عالمنا المحيط، وبالتالي نجعله متأهباً ليرد لنا تلك الطاقة العدائية مضاعفة.
الأفضل أن نتجنب حالات الغضب، لكن إن مررنا بحالة غضب يجب ألا نكبت غضبنا ونكتمه لأن المشاعر المرافقة لحالة الغضب تكون مشحونة بطاقة سلبية عظيمة ولا بد أن تنفجر بعد أن تتراكم بداخلنا مسببة لنا الكثير من الآلام والأمراض. تؤثر طاقة الغضب السلبية قبل كل شيء على الكبد والمرارة المسؤولان الرئيسان عن حدة الطبع والغضب. يسبب حصر مشاعر الغضب وكبتها بداخلنا في مستوى العقل الباطن إلى تشكل حصيات المرارة.
كما تسبب مشاعر الغضب المتراكمة في داخلنا في مستوى العقل الباطن إلى التهاب المفاصل والأعضاء التنفسية وذلك كحماية لنا من أي تصرف أرعن قد يقوم به الشخص الغاضب.
هناك طرق كثيرة للتخلص من الغضب لكن أفضل طريقة مارستها وجربتها بنفسي وأعتبرها ناجحة بالمطلق للتخلص من الغضب هي أن “تعد للعشرة” قبل أي تصرف أرعن أو فكرة رعناء تفكر بها. أنا شخصياً أمارس هذا بطريقة تمرين التنفس اليوغي البطني الكامل. حينما أمر بحالة مزعجة وأنا أقود سيارتي مثلاً أو في أي مكان أو وضع آخر، آخذ نفساً يوغياً بطيئاً جداً وعميقاً جداً، ثم أحبس لعدة ثوان، ومن ثم زفيراً بطيئاً جدا. أرفق ذلك مع تغيير بأفكاري وبعض عبارات الشكر والحمد النابع من أعماق قلبي وليس كما يقال “الحمد لله على كل حال” دون أي شعور بها، وفي الحال أحاول الدخول لأعماق عقلي الباطن لأستوضح منه الرسالة الإيجابية لما حدث. أشعر براحة وهدوء داخلي رائع بعد أن أكرر التمرين مرتين أو ثلاث مرات. إنها طريقة رائعة جداً لتحويل طاقة الغضب السلبية وطرحها خارجاً مع الزفير.
حاول أن تتخلص من الغضب قبل ان يسيطر عليك ويفقدك ما لا تريد فقده، وستلاحظ تغيرات جوهرية نحو الأحسن في حياتك.
متابعة لي تحضر عندي الآن على الأون لاين (الانترنيت) كورس “أسرار العقل الباطن وفن صناعة الهدف” اشتكت في بدايات الكورس من مشكلة تعاني منها كثيرا وهي كثرة غضبها وحدته وسرعة تهيجها لأقل مشكلة تعترضها، وتريد أن تتخلص من هذه المشكلة التي أفقدتها الكثير من العلاقات والخسائر المادية الباهظة.
لم يمض شهر على بداية الكورس حتى تغيرت أساريرها واستطاعت التحكم بتصرفاتها وردود أفعالها وانعكس ذلك حتى على ملامحها الخارجية، مضيفاً إلي جمالها جمالاً آخر منشأه الروح. وطّدت علاقاتها بمن حولها وبزملائها في العمل، وباتت محط إعجاب وتغزل لمن كان يتجنبها في السابق,
نتوقف عن التذمر والانزعاج والغضب حينما نتعلم كيف نتحمل المسؤولية عن حياتنا ونتعلم كيف نتحكم بأفكارنا وتصرفاتنا ونوجهها كيفما نريد لنحصل على ما نريد.
“يتبع”