|| Midline-news || – الوسط …
.
أصبح التعقيم هو الشغل الشاغل للجميع الآن.. فالناس باتت حريصة على تعقيم يديها وبيوتها وحماية أولادها، احترازيا، من أضرار فيروس “كورونا” المعدي والقاتل، كما أعلنت الحكومات حالة الطوارئ باتخاذ إجراءات وقائية لحماية مواطنيها من المرض..
أعتقد أن هذه المحنة العالمية لها حكمة، وعلينا أن نننظر إليها على أنها فرصة ربانية لمراجعة النفس وتطهيرها وتعقيمها من أمراض اللؤم والخبث والأذى والظلم الذي استفحل بيننا وفي مجتمعاتنا.
إنها فرصة للدول والشركات لتعقيم نفسها من مسؤولين وموظفين، أصبحوا أشد خطرا على المجتمع من الفيروسات بسبب فسادهم وسوء استخدامهم للسلطة.
وفرصة للأفراد لمراجعة علاقاتهم ببعضهم البعض، وتدارك ما ارتكبوه من ظلم وإساءة بحق الآخرين من أهل وجيران وزملاء، والتوقف عن نهش لحوم بعضهم بالغيبة والنميمة والنفاق.
هنالك أمراض نفسية وسلوكية أحدثت في مجتمعاتنا ونفسياتنا أضراراً مزمنة أشد فتكاً من كورونا، حتى لم يعد بإمكاننا تحصين أنفسنا منها، أو استخدام أي مطهر أو معقم للحماية من خطرها.
أزمة كورونا.. فرصة لتعقيم النفوس أيضاً.
.
*إعلامية وكاتبة أردنية- تقيم في الإمارات
*(اللوحة للفنانة التشكيلية فيفيان صايغ- سورية)