عشرون يوماً في صدارة “الترند” .. إيـاد نصـار : نجاح “حواديت الشانزليزيه” فاق توقعات الممثلين والمخرج والجمهور
يأمل أن يزور سورية التي شهدت انطلاقته الفنية قريباً
|| Midline-news || – الوسط …
إعداد وحوار: روعة يونس
.
في أكثر حالاته تفاؤلاً؛ لم يكن يتوقع على الرغم من طموحه أن يحقق هذه النجومية في السينما والدراما التلفزيونية. فقد عانى الفنان الفلسطيني إياد نصار صعوبات كثيرة، وانتظر طويلاً إلى أن حققت له موهبته الأكيدة، ما كان يطمح إليه.
من الاردن إلى سورية إلى مصر إلى النجاح الكبير، بفضل امرؤ القيس وأبناء الرشيد والحجاج والاجتياح وصرخة أنثى وطريق الخوف وأيام الحب والجماعة ومسلسلات عديدة، وأفلام سينمائية كثيرة منها أدرينالين وحفل زفاف وبنتين من مصر وكازابلانكا والممر..
لكن ما يحدث الآن للتو.. فاق توقعات الساحة الفنية في مصر! والجميع يتساءل عن السر؟ سر نجاح مسلسل “حواديت الشانزليزيه” الذي يقوم ببطولته ضيفنا النجم إياد نصار. وتصدره في كل ليلة عرض “الترند” على الرغم من وجود مسلسلات وبرامج تبثها الفضائيات العربية.
كاد حوار “الوسط” يكتمل في ظرف وطرافة، لولا السؤال الأخير الذي كان لابدّ منه. لكن الجمهور السوري المحب له والمتعطش لرؤيته قادر أن يبدد حزنه، بالترحاب والمودة والاحتضان والتقدير.
رجل و 5 نساء
بات مسلسل “حواديت الشانزليزيه” حديث الناس والإعلام في مصر وخارجها. إذا أردت بداية أن توجه دعوة لمن لم يشاهد المسلسل بعد، ماذا تقول عنه؟
- سأقول إن المسلسل يتناول حقبة أربعينيات وخمسينيات القرن الماضي، ويتطرق إلى مقتل “رياض الباز”- أنا. الذي تكشف حلقات المسلسل عن علاقته بخمس سيدات في ذات الوقت (أنجي المقدم، مي سليم، داليا مصطفى، أماني كمال، ساره عادل) وكل امرأة منهن علاقته معها مختلفة عن الأخرى وبحسب المصلحة التي تربطه بها دون سواها. فهو شخصية محتالة سيئة شريرة قاسية، يورط أولئك النسوة في حبائله، وصولاً إلى أن يتم قتله. والغريب أن كل من السيدات الخمس تعلن في التحقيق أنها هي التي قتلته (!) ويقوم بدور المحقق النجم ادوارد الذي نال الإعجاب فعلاً فقد انقلب على حالته الكوميدية وخرج من جلده ليقدم دور “المحقق” بملامح وأداء غاية في الجدية.
الجدد والعتيق
ألم تكن متخوفاً من العمل مع المخرج عادل مرقس في أولى تجاربه الإخراجية؟ كما أن مؤلفة العمل شابة تجاربها محدودة جداً في الكتابة والسيناريو؟
- نهى سعيد موهبة فذة. وكذلك أيمن سليم الشريك في سيناريو العمل. أما المخرج عادل مرقس فقد شعرت بالارتياح خلال بروفات الطاولة. ومنبع ارتياحي سببه ثقافته الرفيعة وإمكانياته والقدرات التي يتمتع بها. إذ لم أشعر أنني مع مخرج يقدم أولى تجاربه. فقد كان مذهلاً.
وبالمناسبة الشركة المنتجة للعمل هي بدورها تنتج للمرة الأولى. وهناك بطلات في العمل لأول مرة يأخذن أدوار مهمة بمساحة كبيرة، الغالبية جديدة تعمل في الدراما ربما لأول مرة (يضحك) أنا وحدي عتيق. طبعاً هناك أساتذة رائعون: فريدة سيف النصر، أشرف زكي، عايدة رياض.
لدي سؤالين قبل أن أنطلق إلى أسئلة تخص أعمالاً أخرى؟
- اتفقنا أن يكون الحوار عن “حواديت الشانزليزيه” فقط، فسعادتي به لا تُقدر!
لا يعقل يا أستاذ أن يقتصر الحوار معك بعد عدة اتصالات ومواعيد على مسلسل واحد، ونتجاهل أعمالك السينمائية وتجربتك ككل؟
- “اللي أشطر مني ما قدر عالصحافة أنا بدي أقدر”؟ (يضحك).
صدارة يومية
بتقديرك ما هو السر وراء هذا الإعجاب الكبير من المشاهدين، وتصدّر المسلسل في كل حلقة “الترند”؟ وهل كنت تتوقع هذا النجاح؟
- بكل صراحة: لأ لأ لأ. توقعت أن يحدث المسلسل جدلاً كبيراً، ويلفت الانتباه إليه خاصة مع جريمة القتل والغموض الذي يحيط بأحداثه، لكن الأمر فاق توقعاتي وتوقعات فريق العمل وحتى الناس، ليس سهلاً أن نكون “ترند” لـ 20 يوماً. لاشك المسلسل سحر الناس ولعب على “النوستالجيا” بمشاهد القاهرة في الأربعينيات والخمسينيات والأزياء والأجواء ككل. كما أن أداء جميع الشخصيات كان ساحراً.
في معظم مشاهدك لم يكن ممكناً تصديق أنك تحمل -واعذرني- كل هذه البشاعة والحقد والاحتيال والرغبة في الأذية. ملامحك كانت قريبة من القلب، وابتسامتك لطيفة، وحضورك محبب؟
- بالضبط ،هذا هو المطلوب. أن يتمتع “رياض” بهذه المواصفات والوسامة واللطف كي يتمكن من خداع كل فريسة. لم يكن مطلوباً شخصية توحي بالشر أو الارتياب منها أو عدم الثقة بها والتسليم لها.
نموذج مثالي
أيضاً فيلمك الجديد “الممر” أحدث ثورة في وسائل التواصل الاجتماعي، وبلغت عروضه “الترند”. ما سرك، كيف تحقق لك هذا النجاح؟
- آه.. بلا حسد. والله بصعوبة شديدة، تعبت كثيراً. جئت إلى مصر من الاردن، ومن خلفية درامية سورية في أدوار تاريخية واجتماعية ووطنية. وكنت أرى النجمة هند صبري ويعجبني ما حققته من نجومية في مصر. لذلك كانت نموذجي المثالي بالنسبة للممثل-النجم غير المصري.
شتيمة المُحب
لنعد إلى “الممر” لا أدري كيف لم يشكل كونك فلسطيني الأصل سبباً لرفضك دور ضابط صهيوني؟ حتى أن المشاهدين كرهوك وشتموك!
- أن يشتمني المشاهد يعني أنني نجحت في أداء الشخصية، فهي شتيمة مُحب. وأن يكرهوني فهذا يعني أنني نقلتها بأمانة، أي بقسوة ووحشية. ولعل جذوري الفلسطينية وما يعتمل داخلي من مشاعر تجاه العدو، هي التي أفرزت الحالة الدرامية المطلوبة. أعتقد لو لم يكرهني ويشتمني ويتفاعل الناس كنت سأحزن! لكن في حقيقة الأمر، الجمهور على درجة كبيرة من الوعي ويستطيع أن يفرق بين الممثل والشخصية، فالهدف من الفيلم التأكيد على الانتماء والوطنية والبطولة والشهادة.
أكشن ومغامرات
الغرابة حقاً تمثلت في دورك بفيلم “كازابلانكا” ظهرت به بشكل مختلف، شعر طويل وأقرب إلى “الهيبز”!
- هكذا يعمل الممثل على تنويع أدواره. قلت في نفسي: ماذا يمنعني من تقديم دور أكشن ومغامرات وقتال وبحر وبر. والفيلم نجح وأحب دوري الناس.
قدرات وإمكانيات
هذا تحول 180 درجة. من الجماعة وحسن البنا إلى كازابلانكا ورشيد، هل أنت أكيد من إقناعك الجمهور؟
- هذا ما يجب أن يحدث. من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، وما بينهما. على الممثل الجيد أن يقدم كافة الأدوار، لتبدو قدراته وإمكانياته على أداء ما هو “غير متوقع” -على فكرة حتى لو لم يقتنع الجمهور، لازم الفنان يحاول!
غير متوقع
يبدو لي أن هناك ما هو “غير متوقع” في القريب العاجل! فما الذي تعدّ له حالياً؟
- سأدخل بعد فترة الأعياد لتمثيل دوري في مسلسل سيعرض في شهر رمضان المبارك، مع فريق لم يسبق لي أن عملت مع معظم أفراد طاقمه.
ذكرت سورية خلال حوارنا. طال غيابك عنها؟
- أوووه- الله يسامحك، ستدفعينني للحزن الآن. مع كل سؤال لكِ أقول: يا رب ما تغرز خنجر سورية الغالية بقلبي. حبيبتنا سورية (يصمت)… قدمت فيها من إخراج صديقي شوقي الماجري “أبناء الرشيد” وكذلك “الاجتياح”. وسأخبرك أمراً، بعد أن عاد الماجري إلى القاهرة قادماً من سورية بعد الانتهاء من إخراجه مسلسل “دقيقة صمت” قال لي: سورية باقية حلوة يا إياد!
الله يرحمه.. ويحفظ سورية وأهلها، سأزورها .. بتأمل أزورها قريباً.