ديوان الـسُّـح – كل لغةٍ للشعر .. وكل حرف للهاجس ..
طارق عدوان ..
|| Midline-news || – الوسط ..
هو المكتوب تحت نار الحرب .. كمحاولة سورية أخرى للتمسك بما بقي من حب و حياة على هذه الأرض .. منحوتا ببصيرة قدها العطش .
/ كـلُّ لـغـةٍ لـي .. وكـلُّ حـرفٍ لـكِ / ..
الـديـوان الأول لـلـشـاعـر أحـمـد مـحـمـد الـسُّـح .
جمع الشاعر الـسُّـح في ديوانه جمعاً غفيراً من الصور والتساؤلات و النداءات مصحوبةً باحتمالات نزق الهاجس الشعري المكحل بكحل لغة بدويُّ الجبلة و التركيب .. وكيف لا و الشاعر ابن سلمية الواقفة على رمش التاريخ ، ترقص على حبل الخطر و الخوف .. عاريةً من كل شيءٍ إلا الفقرَ و الفكر ..حاملةً ، كما روح أحمد ، بهائها الذي ينزلق على لغتها مابين الدشم ورائحة البارود وزيت السلاح .
” أتهجى بلغات الجان ..
وأترك شعري رحماً خرباً ..
لا وقت لكي تعبر كلماتك ..
بين رخام النقد .. ”
الديوان هنا ليس ديواناً شعرياً ، بل صيحات على أكثر من قارعةٍ للروح ورصيف .. و الشاعر هنا يحمل جعبته اللغوية و الصورية و يضرب بذخيرته عرض جدران الذاكرة و ذاكرة المستقبل .. حيث كل فكرة و كل بارقة رؤية تعرض كلفتها النفسية وعصفها الذهني و العاطفي لتخرج من الشغاف حاملةً معها دربها إلى الذروة غير هيابة بطول الدرب أو قصرها ..
” في الشرق : على قارعة العطر النبوي
أتأتئ أول كلماتي ثم أطير ..
أسحب آخر أوراق العام ..
وأزكي نُدبَ القلب..
تلالَ تلال ..
في الشرق : على وقع الموسيقى المنحولة من لغةِ الدؤلي ..
يتراشق شُعَّارُ الحاضر أسماء الشعر لهتفِ ــ لهتكِ الماضي ..
كي تنبتَ
غدراً
دملٌ في الروح .. ”
ما يحصل ضمن أوراق هذا الديوان ماهو إلا فعالية شعورية مفتوحة على المدى .. مزداناً بلونٍ صحراوي فائق الفتنة و الفتوة .. حيث لا رباط على عنان اللغة ن وهي السلاح الوحيد و المتكئ الوحيد و البيت الوحيد .. الغريب .. وكأن أحمد هنا ، أطلق لها العنان و غضَّ ببصره و بصيرته عن الجماح و الجموح ..
الصدق : هي كلمة الفصل حين تتركنا الجهات والبلاد ، هي زوادة الكلمة و الشعور و المقولة .. لتقول الشعر .. لتصنع فيلم .. لتشيد بناء تهدم أو على وشك ..
الصدق .. بندقيتنا المتعبة بسبطانة من دمع .. إنها بندقية أحمد السح وهو يعبر الخاطر بكل ثقة ورشاقة .. عليها وبها تشكل ” كل لغة لي وكل حرف لك ” ، وكانت هذه الكلمات التي قد تفيه ما اكتنف الحب .. كتاباً وكاتباً ..
” أسفاً ..
أرشرش من جيوب الخزي و الإفلاس مالاً لستُ أرقبه
فكيف أوزع الأموال ..
للشركات ..
والقطَّاع ..
والعاهات ..
والسّمَّان. .
والتّجّار ..
والقُنَّاص ..
والحُجَّاج ..
والعُهَّار …. ؟؟؟!!
أبقى المؤمن الأفضل ..
قلقاً على الطرقات .. ”
شـكـراً .. مـحـمـد أحـمـد الـسُّـح ..