زهرة النيل تطارد المعنيين وتهدد محطة محردة بالتوقف
في ظل وقوف العجز ورمي عصا الطاعة كما يقال ، تقف الجهات المعنية وكأنه لا حول لها ولا قوة بتنامي( زهرة النيل) واستهلاكها لآلاف الأمتار المكعبة صيفاً من المسطحات المائية وتحديداً من بحيرة سد محردة ، لدرجة باتت تهدد محطتها الحرارية بالتوقف وفقاً لمديرها العام_ المهندس علي هيفا .
أسئلة عديدة تطرح نفسها مؤداها : أين دائرة الأبحاث الزراعية في وزارة الزراعة، وأين الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية ؟.
ألم يحن الوقت للوصول إلى طريقة تنهي وجود هذه الزهرة وما تلحقه من منغصات لجهة فقدان المياه؟.
بل المثير في القضية أن تقول الجهات المعنية بأن الوضع تحت السيطرة ، فإذا كانت الأمور تحت السيطرة وتفعل زهرة النيل فعلتها هذه ، فكيف لو لم تكن تحت السيطرة ؟.
معاون مدير زراعة حماة_ الدكتور بسام بازرباشي يجيب على بعض هذه الأسئلة قائلاً : عملية المكافحة الحيوية بالأعداء التي تقتات على هذه الزهرة أمست موجودة وقد بدأ إطلاقها، ولها أثرها الكبير و طبعاً تحتاج في البداية إلى مكافحة ميكانيكية وخاصة للمناطق التي يمكن الوصول إليها عن طريق القوارب والتركسات والعمال ، فوجود الأعداء الحيوية لا يعني إلغاء المكافحة الميكانيكية، فالحشرة التي يتم إطلاقها من مخبر إنتاج الأعداء الحيوية تقتات على براعم محددة من الزهرة ، لكن قد تعاود الانتشار مجدداً حال توافرت لها الظروف المناسبة.
من جانبه قال المهندس علي هيفا_ مدير عام محطة محردة الحرارية : إشكالية الزهرة تهدد عمل المحطة حقيقة لجهة عمل محطات ضخ المياه من بحيرة سد محردة لعمليات التبريد ، لاستمرار عمل المحطة .
مؤكدا أن تغطية كامل وجه البحيرة بالزهرة يؤدي إلى نفوق الثروة السمكية لغياب الضوء والأوكسجين ، يضاف إلى ذلك الفاقد المائي الكبير الذي لا يقدر بثمن، الذي تستهلكه الزهرة يومياً والذي يتعدى المئة ألف متر مكعب ، ناهيك عن عمليات التبخر في ظل ارتفاع درجات الحرارة .
غير أن اللافت في القضية أيضاً هو ألا تتحرك الجهات المعنية لجهة مكافحة الزهرة إلا مع بدء فصل الشتاء ، الأمر الذي يصعب من عملية إزالتها ميكانيكياً نظراً لصعوبة الحركة على طول مجرى نهر وأقنية الري في سهل الغاب واتساع رقعة بحيرة سد محردة .
إن الإدارة المتكاملة للموارد المائية تهدف في الدرجة الأولى إلى بناء قدرات العاملين في قطاعات المياه ، فأين هؤلاء من كل ذلك ؟
اليوم عادت لتشكل زهرة النيل تهديداً على طول مجرى نهر العاصي بدءاً من بحيرة سد محردة مرورا بسد العشارنة وصولا إلى كل الاقنية الفرعية والرئيسية في سهل الغاب ، وما يقال عن معالجتها بالطرق الميكانيكية والحيوية هو بمثابة علاج آني فسرعان ما تعود مجددا ، الآمر الذي يتطلب برنامجا وطنيا شاملا وهاما تشارك فيه كل من وزارتي الزراعة والموارد المائية والهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعة، وزج كل الإمكانيات للتخلص من أثارها السلبية على مسطحاتنا المائية، وبغير ذلك يعني( دق المي، وهي مي).
مصادر في زراعة حماة أكدت بأن مكافحة زهرة النيل يجب أن تكون أولوية لما لها من خطورة على المسطحات المائية وامتصاصها وشراهتتها للمياه، ونحن بأمس الحاجة إلى كل قطرة منها صيفاً .