إعلام - نيوميديا

“دير شبيغل”:أردوغان والبلقان.. طموحات غير واقعية وتجاوزات توسعية

|| Midline-news || – الوسط …

يندفع رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان بسرعة خلف إحياء سياسة العثمانيين في منطقة البلقان، صائغاً إياها بشكل خاطئ انطلاقاً من طموحات غير واقعية، وسوء فهم للعلاقة بين أنقرة ودول المنطقة، ومبالغة شديدة في تقدير القوة التركية.

وفي تقرير نشرته مجلة “دير شبيغل” الألمانية على موقعها الإلكتروني، قالت: “لمئات السنين حكم العثمانيون البلقان، ما يمثل إلهاماً للرئيس التركي الذي لا يعطي أهمية لتغير السياق والزمن، ويحاول في الوقت الحالي إحياء نفوذ بلاده في المنطقة”.

“علينا أن نذهب إلى أي مكان تواجد فيه أسلافنا”.. بهذه الكلمات أعلن أردوغان، في نوفمبر/تشرين الثاني 2012 أثناء افتتاحه مطاراً في أحد الأقاليم التركية، توجهات سياسته الخارجية.

ويحاول أردوغان متأثراً بأسلافه العثمانيين صياغة سياسة خارجية جديدة وتوسيع نفوذه، وهو الأمر الصعب في عالم اليوم الذي يرفض كل أشكال التجاوزات التوسعية.

وقال الخبير في شؤون البلقان والباحث بمؤسسة العلوم والسياسة في ألمانيا دوسان ريليك: “في تركيا، يؤمن الناس استناداً لاعتبارات تاريخية بالقرابة العرقية والدينية مع بعض سكان البلقان، وبالتالي ينظرون لهم كأخوة في العقيدة”، قبل أن يضيف لـ”دير شبيجل”: “لكن في الواقع، هناك اختلافات كبيرة بين المسلمين الأتراك ومسلمي دول البلقان”.

ورغم تلك الاختلافات يحاول أردوغان في الفترة الراهنة توسيع نفوذ بلاده الاقتصادي والسياسي والديني في منطقة البلقان، وبالأخص غرب البلقان، ويقدم نفسه كحامٍ للمسلمين في كوسوفا والبوسنة، لتحقيق طموحات وأهداف “تتجاوز الواقع بكثير”، حسب المجلة.

ووفق المجلة، فإن تركيا تضخ أموالاً بكثافة في ألبانيا، خاصة في خطوط الطيران والاتصالات ومشروعات البنية التحتية، وتسيطر على أقدم جامعة في البلاد.

فيما تدير شركة تابعة لحزب العدالة والتنمية التركي الحاكم المطار الرئيسي في عاصمة كوسوفا “برشتينا”، كما تدير شركة تركية مطار عاصمة مقدونيا الشمالية سكوبي.

وفي البوسنة، تسير أنقرة مراكز ثقافية تركية عدة لتدريب الأئمة، فضلاً عن ضخ أموال مشبوهة تحت ستار الاستثمار.

فيما يسعى أردوغان إلى إقامة علاقة جيدة مع صربيا، ذات الأغلبية الأرثوذكسية، وتنشط أنقرة في قطاع الطاقة الصربي.

وبصفة عامة، تنشط تركيا في ترميم وبناء المساجد في جميع أنحاء المنطقة، فضلاً عن محاولة اختراقها بالإنتاج التلفزيوني الذي يتناول قصص الحب والحياة في الدولة العثمانية.

وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بعد فشل مفاوضات ألبانيا ومقدونيا الشمالية مع الاتحاد الأوروبي لإطلاق محادثات انضمامهما للتكتل، أعرب مراقبون عن مخاوفهم من تحوّل هذه الدول لتركيا. لكن هذه تعد مبالغة كبيرة تعادل مبالغة أردوغان في تقدير قوة بلاده، حسب “دير شبيغل”.

وفي هذا الإطار، قال دوسان ريليك: “الطموحات التركية في البلقان تتجاوز الواقع، وغير واقعية على الإطلاق”، مضيفا “كما أنها سياسة خاطئة تستند لسوء فهم”.

وأوضح “في حين تنظر تركيا لنفسها على أنها حليف لدول البلقان، وتقول إنها تتمتع بسمعة جيدة في هذه البلدان، فإن دول البلقان ترى أنقرة كشريك جيد، وورقة ضغط قصيرة المدى للضغط على الاتحاد الأوروبي”.

ونقلت “دير شبيغل” عن فلوريان بيير، رئيس مركز دراسات جنوب شرق أوروبا بجامعة جراتس النمساوية، قوله: “إن كوسوفو وألبانيا تتجهان الآن لتركيا فقط لممارسة الضغط على الاتحاد الأوروبي، ولا تنوي الاعتماد على أنقرة كبديل للاتحاد الأوروبي”.

في الوقت نفسه، أضرت موجة القمع ضد المعارضة في تركيا، وبالأخص في أعقاب الانقلاب المزعوم في 2016 بسمعة أنقرة في البلقان بشكل كبير، ولم تعد شعوب المنطقة تنظر بإيجابية للنموذج التركي، وفق “بيير”.

لذلك، يعد الاتحاد الأوروبي أكثر جاذبية لشعوب البلقان، وفق دوسان ريليك الذي أضاف “لن تستطيع أنقرة تقديم ما ينظر إليه الناس بإيجابية في النموذج الأوروبي من النواحي الاقتصادية والثقافية والمالية والحضارية”.

وتابع “لن تكون أنقرة أبداً بديلاً عن الاتحاد الأوروبي، ولن تستطيع الأولى أبداً الوقوف أمام المصالح الأوروبية”، مضيفاً “تحول البلقان المتوقع ناحية الاتحاد الأوروبي، سيكون هزيمة كبيرة لأردوغان”.

المصدر: Der Spiegel

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
أهم الأخبار ..
بعد 3 سنوات من اختطافه.. جائزة فولتير تذهب لكاتب عراقي موسكو: الرئيسان الروسي والصيني قررا تحديد الخطوط الاستراتيجية لتعزيز التعاون الجمهوري رون ديسانتيس يعلن ترشحه للرئاسة الأميركية للعام 2024 الأربعاء البيت الأبيض يستبعد اللجوء إلى الدستور لتجاوز أزمة سقف الدين قصف متفرق مع تراجع حدة المعارك في السودان بعد سريان الهدنة محكمة تونسية تسقط دعوى ضدّ طالبين انتقدا الشرطة في أغنية ساخرة موسكو تعترض طائرتين حربيتين أميركيتين فوق البلطيق قرار فرنسي مطلع تموز بشأن قانونية حجز أملاك حاكم مصرف لبنان رياض سلامة بطولة إسبانيا.. ريال سوسييداد يقترب من العودة إلى دوري الأبطال بعد 10 سنوات نحو مئة نائب أوروبي ومشرع أميركي يدعون لسحب تعيين رئيس كوب28 بولندا تشرع في تدريب الطيارين الأوكرانيين على مقاتلات إف-16 ألمانيا تصدر مذكرة توقيف بحق حاكم مصرف لبنان المركزي رياض سلامة الانتخابات الرئاسية التركية.. سنان أوغان يعلن تأييد أردوغان في الدورة الثانية أوكرانيا: زيلينسكي يؤكد خسارة باخموت ويقول "لم يتبق شيء" الرئيس الأميركي جو بايدن يعلن من اليابان عن حزمة أسلحة أميركية جديدة وذخائر إلى كييف طرفا الصراع في السودان يتفقان على هدنة لأسبوع قابلة للتمديد قائد فاغنر يعلن السيطرة على باخموت وأوكرانيا تؤكد استمرار المعارك اختتام أعمال القمة العربية باعتماد بيان جدة الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود: نرحب بعودة سورية الشقيقة إلى الجامعة العربية لتمارس دورها التاريخي في مختلف القضايا العربية رئيس جيبوتي إسماعيل عمر جيله: نرحب بعودة سورية الشقيقة إلى الحضن العربي معتبرين ذلك خطوة هامة نحو تعزيز التعاون العربي المشترك، ونثمن الجهود العربية التي بذلت بهذا الخصوص الرئيس الأسد: أشكر خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد على الدور الكبير الذي قامت به السعودية وجهودها المكثفة التي بذلتها لتعزيز المصالحة في منطقتنا ولنجاح هذه القمة الرئيس الأسد: أتوجه بالشكر العميق لرؤساء الوفود الذين رحبوا بوجودنا في القمة وعودة سورية إلى الجامعة العربية الرئيس الأسد: العناوين كثيرة لا تتسع لها كلمات ولا تكفيها قمم، لا تبدأ عند جرائم الكيان الصهيوني المنبوذ عربياً ضد الشعب الفلسطيني المقاوم ولا تنتهي عند الخطر العثماني ولا تنفصل عن تحدي التنمية كأولوية قصوى لمجتمعاتنا النامية، هنا يأتي دور الجامعة العربية لمناقشة القضايا المختلفة ومعالجتها شرط تطوير منظومة عملها الرئيس الأسد: علينا أن نبحث عن العناوين الكبرى التي تهدد مستقبلنا وتنتج أزماتنا كي لا نغرق ونغرق الأجيال القادمة بمعالجة النتائج لا الأسباب الرئيس الأسد: من أين يبدأ المرء حديثه والأخطار لم تعد محدقة بل محققة، يبدأ من الأمل الدافع للإنجاز والعمل السيد الرئيس بشار الأسد يلقي كلمة سورية في اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة الرئيس سعيد: نحمد الله على عودة الجمهورية العربية السورية إلى جامعة الدول العربية بعد أن تم إحباط المؤامرات التي تهدف إلى تقسيمها وتفتيتها الرئيس التونسي قيس سعيد: أشقاؤنا في فلسطين يقدمون كل يوم جحافل الشهداء والجرحى للتحرر من نير الاحتلال الصهيوني البغيض، فضلاً عن آلاف اللاجئين الذين لا يزالون يعيشون في المخيمات، وآن للإنسانية جمعاء أن تضع حداً لهذه المظلمة الرئيس الغزواني: أشيد بعودة سورية الشقيقة إلى الحضن العربي آملاً لها أن تستعيد دورها المحوري والتاريخي في تعزيز العمل العربي المشترك، كما أرحب بأخي صاحب الفخامة الرئيس بشار الأسد الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني: ما يشهده العالم من أزمات ومتغيرات يؤكد الحاجة الماسة إلى رص الصفوف وتجاوز الخلافات وتقوية العمل العربي المشترك