تقرير : هل تخشى تركيا فوز “بايدن” في انتخابات الرئاسة الأمريكية ؟!
|| Midline-news || – الوسط …
تتوجس تركيا خيفة من احتمال فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن بالانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة، المقررة في 3 تشرين الثاني/ نوفمبر، على حساب الرئيس دونالد ترامب.
وتأجج التخوف بعدما عاد إلى التداول مقطع فيديو ظهر فيه “بايدن” وهو ينتقد الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان”، خلال لقاء له مع محرري صحيفة ”نيويورك تايمز“ الأمريكية، يعود إلى 8 أشهر، حيث أشار خلال المقابلة إلى أن أردوغان ”مستبد“، وقال إن الولايات المتحدة يجب أن تدعم خصومه كي يستطيعوا الإطاحة به في الانتخابات.
وبحسب وكالة ”بلومبيرغ“ التي سلطت الضوء على علاقة تركيا ببايدن، في مقال للكاتب الأمريكي بوبي غوش، فقد ظهر مقطع الفيديو فجأة في العناوين الرئيسية للصحافة التركية؛ ما دفع “إبراهيم قال”ن، المتحدث باسم الرئاسة التركية، لإدانة بايدن، وذلك من خلال صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، بقوله إن تصريحات المرشح الديمقراطي ”بُنيت على أساس من الجهل والغطرسة والنفاق“.
تركيا تهدد بايدن
ومن الملاحظ -يقول كاتب المقال- أن الفيديو لم يسترع انتباه الساسة الأتراك والإعلام في أنقرة لفترة طويلة، وأن ظهوره ربما يعود إلى استطلاعات الرأي الأمريكية، التي تشير إلى تفوق واضح لجو بايدن على ترامب في الفترة الأخيرة؛ ما دفع إبراهيم قالن إلى الرد بقوله: ”سوف تدفع الثمن، في محاولة لجذب الانتباه“.
وعن الأسباب التي تدفع تركيا إلى القلق من احتمالات فوز بايدن في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، يرى بوبي غوش، أنه لا تقتصر فقط على نهاية العلاقة الوثيقة التي صنعها أردوغان مع ترامب (اتصالاته الهاتفية مع البيت الأبيض يتم وضعها مباشرة أمام الرئيس) أما انتصار المرشح الديمقراطي فسيضعه أمام شخص على النقيض تماما من آرائه.
كما أن التعاطف الشديد الذي يبديه بايدن تجاه الأكراد في سورية والعراق سيكون السبب الرئيسي لشعور أنقرة بالتوتر الشديد، في حالة وصوله إلى البيت الأبيض.
ويعزز ذلك -بحسب المقال- أن بايدن لديه أفكار ”فوضوية وطائشة“ فيما يتعلق بالشرق الأوسط، أبرزها اقتراحه في عام 2006 لتقسيم العراق على أسس طائفية وعرقية، وهذا من شأنه أن يؤدي إلى إقامة دولة كردية على الحدود الجنوبية الشرقية لتركيا؛ ما سيكون بمثابة لعنة بالنسبة لأنقرة، التي تملك علاقات عدائية مع سكانها من الأكراد.
ومعلوم أن وجود رئيس أمريكي متعاطف مع القومية الكردية سيكون بمثابة صداع خطير، ليس فقط بالنسبة للأكراد، ولكن لكل الدول التي تضم أقليات كردية، مثل العراق وسورية وإيران، وفق تعبير المقال.
ولدى بايدن أيضا العديد من التصريحات التي تثير القلق في أنقرة، حيث انتقد الإجراءات العدوانية التركية في شرق المتوسط، وشراء أنظمة الدفاع الصاروخية الروسية، وأعرب عن قلقه من وجود أسلحة نووية أمريكية في القواعد العسكرية الجوية التابعة للناتو في تركيا.